نبض البلد -
حسين الجغبير
خرجت وزارة التربية والتعليم للتأكيد على أنها ستكون مع أي قرار يصب في مصلحة الطالب فيما يخص الملاحظات على الورقة الأولى من امتحان الرياضيات، وهي ملاحظات اجماع الطلبة ومعلمي المادة.
اتسائل عن أي مصلحة تتحدث وزارة التربية وهي المسبب الرئيسي لهذا الخطر، فالأولى بها كانت أن تؤكد أنها ستتحمل مسؤولية ما جرى وأربك الطلبة ليس في مادة الرياضيات فقط، وإنما في باقي الامتحانات لأن العامل النفسي هو المحرك الأساسي لقدرة الطلبة على تجاوز هذه السنة العصيبة التي للأسف لم تنجح الوزارة لغاية الآن ومع مرور السنوات الطويلة، واختلاف شخوص الوزراء من إيجاد حل للكوارث التي يسببها.
على الوزارة تحمل مسؤولية خسارة الطالب لعلامات سؤال يقول المعلمين والطلبة أنه ليس من المنهاج، وأن تحاسب من ارتكب هذه الكارثة ووضع السؤال سواء فرد أو لجنة، لأنه لم يدرك خطورة ما اقترفت يداه.
وعلى الوزارة أيضا أن تتحمل مسؤولية ارباك الطالب في الامتحان نفسه، نتيجة صدمته من سؤال اربك حسابته في الوقت، وأفقده التركيز في إدارته، والتعامل مع باقي الأسئلة، فزادت نسبة الخطأ لديه، وتضاعفت خسارته من علامات هذا السؤال إلى باقي الأسئلة، لأننا نتحدث عن امتحان رياضيات يعني الأرقام والإشارات، ومن السهل جدا أن يخسر الطالب المرتبك علامات نتيجة عدم انتباهه لإشارة أي رقم كان بالسالب أو بالموجب، لأنه فقد التركيز، وبات يعيش حالة من الرعب.
كما تضاعفت خسارة الطالب لأنه غادر الامتحان وهو محبط، ناقم، يردد "حسبي الله على من أضاع علينا جهدا ودراستنا لعام كامل!"، حيث من يشعر في الظلم حتى لو عم على الجميع سيفقد الأمل في ما سيأتي من امتحانات، ولن يعد يهتم لما هو آت، وبالتأكيد عطاءه الدراسي للمواد الدراسية الأخرى ستقل، وسيفقد مزيد من العلامات.
ليس مطلوبا من الوزارة أن تقول انها ستقف مع مصلحة الطالب، فهذا امر بديهي لا منة فيه على الطلبة، حيث من واجبها ان تسخر كل امكانياتها لاخراج الامتحانات بأبهى صورة علمية، تعود بالنفع على الطلبة، فالمطلوب منها ان لا تخطئ ويدفع الطالب الثمن، وأن تكون جريئة بالاعتراف بالكارثة التي تسببت بها، ومطلوب منها ان تعالج الموضوع بأسرع وقت حتى يرتاح الطلبة وهم يستعدون للامتحان القادم، فالبرود في هذا الامر قاس بحق الطلاب وذويهم.
وحتى ان اعلنت الوزارة ان خطأ قد حدث بالفعل بامتحان الرياضيات، وانها ستعالج توزيع علامة السؤال مدار الجدل، فهل هذا يكفي؟، بالتأكيد لا يجدي نفعا فالضرر اليوم اكبر من علامات سؤال، سواء على الطالب أو ثقة الناس بوزارة التربية والتعليم التي تتكرر اخطائها كل عام، وكأنها لا تتعلم.
لماذا تكرار الاخطاء في امتحان الثانوية العامة، فالأمر ليس متعلقا بتصينع ذرة، أو اختراع، فما هو سوى امتحان يحتوي على اسئلة في مواد دراسية واضحة. امتحان بسيط الأصل ان تكون فيه نسبة الخطأ البشري صفر. أقول "اتقوا الله في الطلبة وذويهم".