نبض البلد -
د.حازم قشوع
هى وصفة بلنكن للحكومة الإسرائيلية التي رفض نتنياهو صرفها لاحتوائها على مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي الوصفة التي كان أعدها بلنكن باجتماعاته المكثفة فى الرياض والتى رسمت بموجبها واشنطن والرياض خارطة الطريق لإنهاء أزمة الصراع العربي الإسرائيلي والتي احتوت على تطبيع للعلاقات الإسرائيلية العربية كما على مشروعات كبرى أمريكية سعودية واسرائيلية في حال موافقة تل أبيب عليها تخص العلوم المعرفية والذكاء الاصطناعي.
رفض نتنياهو لوصفة بلنكن جاءت بعدما أصر نتنياهو للمضى قدما باجتياح رفح اولا قبل الحديث عن روشتة تستوجب التنفيذ، وهذا ما يعني أن المنظومة العربية وأمريكا فى الرياض اتفقت على أرضية شاملة للتسوية لا تقف محدداتها عند مسألة غزة ومآلاتها بل تذهب تجاه حل شامل يعطى الأمن لإسرائيل عبر طبيعية العلاقات كما يعطى الدولة لفلسطين عبر اعتراف شامل يقره الجميع وهو الطرح الذي سيبعد النديه بين حماس والحكومة الاسرائيلية ويجعل من بيان الاقطاب قائم بين النظام العربي والحكومة الاسرائيلية لكن الرفض عند الكثير من المتابعين مستهجن سيما وان هذا الطرح يعيد ترسيم خطوط الوصل والاتصال ويجعلها قائمة بين النظام العربي من مركز الرياض بورقة الشرعية الفلسطينية اضافة الى ورقة ضامنه أمريكية لإنهاء ملف غزة كما الضفة الغربية بطريقه سلميه الا ان نتنياهو يصر على انهاء هذا الملف بطريقة عسكرية وهذا ما جعل من ميزان سير الأحداث بحاجة الى اعادة ترسيم وجملة بيان جديدة.
ولعل وصول نقطة التباين هذه إلى نقطة عميقة وجوهرية بعدما أخذت ما تشى المسألة بأبعاد جيوسياسية برفض نتنياهو لهذه الوصفة عندما لم تقف تقف محدداتها عند مسرح القتال الدائر في غزة جعل من الملك عبدالله الثاني بعد لقائه مع بلينكن التدخل الفوري لوقف الحرب التي تشنها آلة الحرب الإسرائيلية ليس على غزة فقط بل على القضية الفلسطينية برمتها كونها تريد انهاء الملف الفلسطيني ضمن وسائل عسكرية ستعيد معها احتلال الضفة والقدس والقطاع والقيام أعمال تهجير عبر حربها هذه وهذا ما يعتبر تجاوز لكل الخطوط الحمراء التي وضعها الملك عبدالله مع الأسرة الدولية نيابة عن النظام العربي ...
زيارة الملك عبدالله الى روما للوقوف عن بيان الرأي الأوروبي ومن ثمة الى واشنطن بهذا الوقت الدقيق تأتي متزامنة مع إصرار نتنياهو للدخول على رفح المكتظة بالاهالى العزل كما تأتي بعدما رفض نتنياهو صرف وصفه بلنكن للحل وهي أيضا ما تأتي مع استمرار حالة الغليان في الداخل الأمريكي عبر حركات طلابية أخذت تشكل حالة يمكنها تأجيج المشهد العام ونقله إلى خارج أسوار الجامعة سيما وأن الحملة الانتخابية للرئيس بايدن في أوجها وهى الزيارة التى يعتبرها معظم المتابعين بالهامة والمفصلية وكما يعول عليها من إحداث اختراق في المشهد العام المستعصي عن الانفراج ...!
ووسط هذه المناخات وحالة الترقب فى المشهد العام تحرص القوى الإقليمية على حالة ضبط النفس لأن لا تكون هناك شرارة تدخل المنطقة بحرب اقليمية لا تريدها أنظمة المنطقة ولا ترغب بحدوثها والادارة الأمريكية تدخل بحالة مفصلية فى الانتخابات الرئاسية !
فهل يقوم الملك عبدالله بنزع فتيل الأزمة هذا ما يأمله السياسيين ويتوق لتحقيقه كل الشعوب فالكل العالمي باتت يجمع على أرضية عمل واحدة وحالة توافق جاءت في بيان وصفة بلنكن للحل … قبل استخدام ورقة الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية من قبل مجلس الامن الدولى.