بعدما أثار اليوتيوبر المسلم الكوري الشهير داود كيم الجدل عقب اتهامات باستغلاله المتابعين المسلمين خارج كوريا، لجمع تبرعات لحساباته الخاصة لمشروع بناء المساجد في كوريا الجنوبية، خرج الشاب عن صمته معلناً إعادة الأموال.
وقال الشاب الثلاثيني في منشور نشره عبر حسابه على "إنستغرام”، مساء الأحد، أنه أعاد كل الأموال التي تلقاها بشأن بناء المسجد.
وكتب "فيما يتعلق بمسجد دايغو، فقد أعدت لهم كل الأموال التي تلقيتها.. لقد ساعدتهم فقط” – لكنه لم يوضح لمن أعاد النقود كما أنه لم يشر لأي جهة كانت المساعدة.
كما قال "لم يسبق لي أن قمت بمضايقة أحد. ولم يسبق لي أن ضربت أحدا. ولم أخدع أحدا أبدا”، مشيرا إلى أنه في حال أخطأ فإنه يجب معاقبته بشكل قانوني.
وبين داود كيم أن السلطات لم توجه له أي تهمة إلى الآن، مضيفاً "كل هذه القضايا ظهرت بعد أن قررت بناء مسجد في كوريا.. فلا تنخدعوا بأكاذيب أولئك الذين يخشون انتشار الإسلام في كوريا”.
كما قال "الله يعلم كل شيء… ونيتي لله.. ولن أتخلى أبدًا عن بناء مسجد في كوريا”.
جمع التبرعات من متابعيه
أتى هذا التوضيح بعدما أثار الشاب المسلم الجدل مؤخرا مع الجهات الإسلامية الرسمية في كوريا الجنوبية، بعد زعمه بأنه يساهم في تمويل مشروع بناء مسجد في مدينة دايغو وقيامه بجمع التبرعات من متابعيه.
ومشروع بناء مسجد دايغو يعد من أكثر المواضيع الجدلية لدى المجتمع المسلم في كوريا الجنوبية بسبب الصراع المستمر بين المسؤولين وسكان المنطقة حول إمكانية بناء المسجد والممتدة لقرابة الأربع سنوات حتى الآن، والتي وجد فيها اليوتيوبر كيم محتوى مناسب لقناته على اليوتيوب.
فرغم شرعية عملية البناء من قبل الحكومة فإن هناك معارضة حادة من قبل سكان المنطقة وتخوف كما جاء في المعارضة السكانية.
فقبل عام، نشر اليوتيوبر كيم فيديو مصرحا بأن لديه مشروعين في كوريا الجنوبية لبناء المساجد، الأول في دايغو والثاني في العاصمة سول. وتحدث باللغة الإنجليزية وبصياغة تشير إلى أنه صاحب المشروعين شارك كيم تفاصيل البناء والتحديات القانونية والمالية التي يواجهها تحديدا في مدينة دايغو. كما أشار إلى أنه تمكن من جمع 50 ألف دولار عبر التبرعات التي تلقاها من جمهوره، وأنه بسبب هذه المساهمات تمكن من استئناف عملية بناء مسجد دايغو.
2000 دولار فقط.. وأغراض شخصية
بدورها، قالت منظمة الطلاب المسلمين في دايغو KNU أن المبلغ المذكور من قبل اليوتيوبر كيم لم يتم التبرع به للمسجد، وأن كيم قام بعملية تحويل واحدة فقط عام 2022 وبمبلغ لا يتجاوز 2000 دولار أميركي. ما أثار الأمر الانتقادات والشكوك حول عملية التضليل من قبل داود كيم لجمع الأموال والتساؤل عن بقية المبلغ.
أما الاتحاد الإسلامي الكوري نشر في صفحته عبر إنستغرام بيانا رسميا يوضح أنهم الجهة الإسلامية الرسمية الوحيدة المسجلة في الحكومة الكورية الجنوبية والمخول لها بناء المساجد في البلاد وجمع التمويل الخاص بها. أي أن داود كيم ليس له صلاحية قانونية لبناء مسجد في كوريا الجنوبية. كما نوه الاتحاد وباللون الأحمر بأن مزاعم اليوتيوبر كيم داود لمشروع جمع التبرعات وبناء مسجد في البلاد لا علاقة له بالاتحاد وبأنها شخصية.
يذكر أن داود كيم، صانع محتوى مشهور ومؤثر مسلم كوري في الثلاثينيات من عمره يتابعه أكثر من 5 ملايين شخص على اليوتيوب وأكثر من 3 ملايين على إنستغرام، يحظى بشعبية واسعة بين المسلمين غير الكوريين ويحقق مشاهدات بالملايين عقب اعتناقه الإسلام في 2019 وتخصيص محتواه عن المسلمين في كوريا الجنوبية ومغامراته كمسلم كوري.