نبض البلد - إبراهيم أبو حويله ...
احتاجت الثورة الفرنسية إلى حوالي مائتين وخمسين عاما لتعرف الاستقرار بعد قتل آلاف واضطراب وقلاقل وفتن واكلت أبناء أبناء أبناء أولئك الآباء الذين اشعلوا الثورة ...
نحن جميعا في بيت واحد ، الضرر قد لا ترى أثره بشكل مباشر اليوم ، ولكن حتما إرتفاع فواتير المنزل ، سيؤثر على الجميع ولو بعد حين ...
وقيام الجميع بدوره حتما سيعود على الجميع بالفائدة ، ما يزعجني هو ظن البعض أن قدرة الوطن لا محدودة ، وأنه قادر على تحمل كل تلك السلبيات إلى ما لا نهاية ، ولذلك يستطيل البعض في المال العام بلا مراعاة لوطنية ولا لحلال ولا لحرام. فيعم شعور سيء عند الجميع وينتشر هذا الداء على نطاق واسع ...
لا يدرك الطفل خطورة الأمور الصغيرة المتعلقة بالبيت ، فيترك الصنبور مفتوحا والكهرباء مضاءة، ولا يهتم اذا وضع كمية من الزبدة أو المربى على قطعة التوست ( حتى نشمل جميع طبقات المجتمع ) ، ولكن هناك حتما من يدرك أن زيادة النفقات عن حد معين سيؤثر على المنزل كاملا ، فهو يسير خلفهم كحارس او مراقب باستمرار يوبخ هذا ويغلق هذا ...
وبعدها ندفع جميعا الثمن ، هناك طريق سهل للأصلح، وهو طريق طويل طويل ، وعلى جميع الأطراف أن تعي أنك تستطيع الآن الإختيار بين طريقين ، الطريق الطويل الصعب القائم على إصلاح النفس وما حولها ، ومن حولها والأخذ على يد الفاسد والمتكاسل والمثبط والمهبط حتى ننهض جميعا ، أو حتما غدا ستكون مجبرا بلا خيار ...
ولكن سندفع جميعا الثمن .