نبض البلد -
بداية تقبل الله منكم الطاعات وكل عام وأنتم بألف خير ...
لقد قال من مجموعة من كبار علماء الشريعة ، إن غير المختصين في علم الفلك والأهلة من الصعب عليهم الوصول إلى قرار سليم في موضوع الأهلة والفلك وبداية الشهر وتولده ونهايته .
ويقولون صراحة بأن هذا علم يحتاج إلى مختصين في هذا المجال تحديدا، إذا هو علم ولا يصلح معه اجتهاد وتحليل ، ولنترك الأمر قليلا للمختصين في هذا المجال ، مع اننا طبعا وبدون تردد نستطيع ان نجزم بأن قرار المفتي هو قرار خاطىء هكذا ، ولمجرد ذلك الشعور الذي نما في أنفسنا بأنه خالف عددا كبيرا من البلدان المحيطة بنا .
ولكن للإسف فإن العودة للإحصاءات تثبث أن هناك خطأ كبير في تحديد مطالع بدايات الشهر الفضيل والاشهر القمرية ، ولقد إعدت العديد من الدراسات عن مدى دقة الرؤيا المجردة في تحديد مطالع وبدايات ونهايات الأشهر ، واتضح أن نسبة الخطا كبيرة عند الإعتماد على الرؤية المجردة .
وفي دراسة أعدها المهندس محمد عودة للمشروع الإسلامي لرصد الأهلة في الأردن من العام 1953حتى 2004 بين أن الرؤية كانت مستحيلة في 60 % من الأشهر، والرؤية غير ممكنة في 30 % من الأشهر، وكانت الرؤية ممكنة في 4% من الأشهر ما يعني ممكنة في شهرين فقط من مجموع سبعة وأربعين رمضان مرت في هذه الفترة ، وهذا ليس فقط في المملكة ، فالعديد من الدراسات التي أجريت على أساس علمي بينت أن نسبة الخطأ تتجاوز الثلاثين بالمائة من المجموع العام لعينة الدراسة .
وانا شخصيا اميل للرأي الفلكي واعتباره مرجعا خاصة إذا كانوا من اهل العلم والتقوى والمشهود لهم بالصلاح ، واتمنى كما قال مجموعة من العلماء أن يتم تشكيل لجنة إسلامية عامة تتولى الأمر وتوحد الأمة ، وتضم في صفوفها مجموعة من العلماء الشرعيين والمختصين الفلكيين وتكون معتمدة من كافة الدول الإسلامية وغيرها .
حيث ان تواجد المسلمين هو في كافة أنحاء العالم وهذا أمر يهم الجميع .
هناك أمور في الشريعة يصلح معها الخلاف ، ولكن هناك أمور لا يصح فيه الخلاف ولا بد من وجود آلية يتفق عليها الجميع وتكون ملزمة للجميع وصيام هذا الشهر الفضيل في البلد الواحد هو من هذه الأمور ، التي يجب أن تكون المرجعية فيها واحدة وملزمة .
ولكن في هذه المرحلة وبما أن هذا الأمر غير متاح نترك الأمر لأهل الاختصاص سواء اتفقنا معهم او اختلفنا ، لا بد من مرجعية توحد البلد ولا يصح بحال أن تذهب كل جماعة بما ترى ، عندها تصبح الأمور خارجة عن السيطرة وتضر ولا تنفع .