نبض البلد - اللواء المتقاعد مروان العمد
وبعد ان تحدثت في القسم السابق عن بعض الممارسات الإسرائيلية ضد قطاع غزة ، وهي المتعلقة بالمطار وتدميره ، ومعبر رفح واغلاقه ، وميناء غزة وحصاره ، والجدار الحديدي وبنائه ، سوف اتحدث عن العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل على هذا القطاع في الفترة التي تلت انسحابها عنه عام 2005 حتى وقوع عملية طوفان الاقصى، وهي : —
أولاً - عملية الرصاص المصبوب ، والتي ردت عليها المنظمات الفلسطينية بعملية أسمتها ( معركة الفرقان ) . حيث انه في 27 ديسمبر عام 2008 ، وفي الساعة الحادية عشر والنصف صباحاً ، موعد انصراف طلاب مدارس الفترة الصباحية ، وبداية دوام الفترة المسائية ، حيث يكون طلاب الفترتين في الشوارع في بلد نصف سكانه من الطلاب ، شنت ثمانين طائرة من سلاح الجو الإسرائيلي عشرات الغارات استهدفت شوارع غزة المكتظة ، وأحياء سكنية ، ومقار ومراكز عسكرية وامنية وشرطية . والقت 100 طن من المتفجرات في ذلك اليوم ، والذي وصف بالأكبر عارا في تاريخ الجيش الإسرائيلي . وفي اليوم التالي قامت القوات الاسرائيلية بعملية اجتياح بري للقطاع ، استهدف كل المرافق والمدارس والجامعات والمساجد والمستشفيات والمراكز الطبية ، ومراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ، مستخدمة عدد من الاسلحة المحرمة مثل الفسفور الابيض واليورانيوم المنضب ، والتي ظهرت آثارهما على اجساد الضحايا . كما اطلقت اكثر من الف طن من المتفجرات . وكان هدف إسرائيل من ذلك انهاء حكم حركة حماس للقطاع وتواجدها فيه . وقد ردت حماس وحلفائها باطلاق 750 صاروخاً على غلاف غزة ، ووصل بعضها الى اسدود وبئر السبع . ولقد استمر الهجوم 23 يوماً ، حيث توقف في 18 يناير / كانون الثاني . واسفرت هذه العملية عن است /شهاد 1500 فلسطيني ، منهم 400 طفل ،و 240 امرأة و 134 شرطياً ، بالاضافة الى 5400 جريح ، وتم تدمير اكثر من 10 الالف منزل دمارا كليا او جزئيا ، و 34 مرفقاً صحياً و 67 مدرسة ، و27 مسجداً . والحقت دماراً واسعاً في البنية التحتية في القطاع . وبدورها اعترفت إسرائيل بمقتل عشرة من جنودها واصابة 300 آخرين بجراح . ولعل هذه العملية كانت عبارة عن تمرين على ما يحصل اليوم .
ثانياً - عملية عامود السحاب والتي شنتها القوات الإسرائيلية بتاريخ 14 نوفمبر ( تشرين الثاني ) عام 2012 ، والتي ردت عليها المنظمات الفلسطينية بعملية اطلقت عليها اسم ( حجارة من سجيل ) و استمرت ثمانية ايام . والتي كان الهدف منها تدمير المواقع التي تخزن بها المنظمات الفلسطينية صواريخها . وكانت بدايتها اغتيال إسرائيل قائد كتائب عزالدين القسام / الجناح العسكري لحماس احمد الجعبري. وقد اسفرت هذه العملية عن است / شهاد نحو 180 فلسطيني ، بينهم 42 طفل و ١١ امرأة ، وجرح 1300 آخرين .في حين كانت خسائر الجانب الإسرائيلي 20 قتيلاً واصابة 625 آخرين معظمهم بحالة هلع فقط . وقد استخدمت فيها إسرائيل سلاح الجو بالاضافة للدبابات والمدفعية ، في حين اطلقت المنظمات الفلسطينية 1500 صاروخاً ، بعضها تجاوز مداه 80 كم . وفي 21 نوفمبر تشرين الثاني تم اعلان وقف اطلاق النار بعد التوصل الى اتفاق تهدئة في القاهرة
ثالثاً- عملية الجرف الصامد التي اطلقتها إسرائيل في السابع من يوليو / تموز من عام ٢٠١٤ ، وردت عليها المقاومة بمعركة العصف المأكول . واستمرت المواجهات بينهما 51 يوماً ، شن خلالها سلاح الجو الإسرائيلي 60 الف غارة جوية على غزة بهدف تدمير شبكة انفاق المقاومة كما اعلن بنيامين نتنياهو . وقد اندلعت هذه المواجهة بعد ان اغتالت إسرائيل 6 اشخاص من حركة حماس بزعم انهم كانوا وراء اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين . و في هذه الجولة من المواجهات قامت مجموعة من المستوطنين باختطاف الطفل الفلسطيني محمد ابو خضيرة وتعذيبه وقتله حرقاً . وقد اسفرت هذه الحرب عن است / شهاد 2322 فلسطينياً . وقامت القوات الإسرائيلية بارتكاب مجازر بحق 144 عائلة ، اسفرت لكل عن است / شهاد ثلاثة اشخاص من كل عائلة على الاقل ، في حين قتل فيها 68 جندياً إسرائيلياً و 4 مدنيين ، واصابة 2522 إسرائيلي بجروح ، من بينهم 741 عسكري . وفي هذه المعركة اطلقت حماس اكثر من 8 الالف صاروخ استهدفت مدن حيفا وتل ابيب والقدس . كما اطلقت طائرات مسيرة لم تتمكن منظومات دفاع الجيش من اكتشافها الا بعد ان اخترقت العمق الإسرائيلي بأكثر من30 كم .كما اعلنت حماس عن اسر الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون خلال تصديها لهجوم بري إسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزه .
رابعاً / معركة صيحة الفجر ، والتي اندلعت صباح يوم 12 نوفمبر / تشرين الثاني عام 2019 عندما استيقظ اهالي غزة على دوي انفجار صاروخ انطلق من طائرة إسرائيلية مسيرة استهدف قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في غزة بهاء ابو العطا ، والذي اتهمته إسرائيل بالمسؤولية عن شن هجمات عليها ، وذلك في شقته السكنية في حي الشجاعية هو وزوجته ، وقد ردت الحركة على ذلك بعملية صيحة الفجر التي استمرت عدة ايام ، اطلقت خلالها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات إسرائيلية . وفي حين تكتمت إسرائيل عن خسائرها البشرية والمادية قي هذ الحرب ، فأن غاراتها اسفرت عن است /شهاد 34 فلسطيني ، وجرح 100 آخرين ، مابين نشطاء في سرايا القدس ومدنيين .
خامساً / معركة سيف القدس والتي شنتها التنظيمات الفلسطينية في العاشر من مايو / ايار عام 2021 ، بعد استيلاء مستوطنين على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح . واقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الاقصى . وقد ردت إسرائيل عليها بعملية اسمتها حارس الاسوار والتي بحث من خلالها نتنياهو الحصول على انتصار عسكري يعزز فرصه في صناديق الاقتراع . وقد اطلقت المقاومة في هذه المعركة 4 الالف صاروخ على بلدات ومدن إسرائيلية ، وبعضها استهدف مطار رامون . واسفرت هذه المعركة عن مقتل 12 إسرائيلياً واصابة 330 بجراح . و است / شهاد نحو 250 فلسطيني ، واصيب اكثر من خمسة الالاف بجراح .كما قصفت إسرائيل عدة ابراج سكنية ، ودمرت نحو 100 كم من انفاق غزة حسب مصادر إسرائيلية . وقد تم الاتفاق على وقف اطلاق النار بعد وساطات وتحركات دولية .
سادساً / عملية الفجر الصادق والتي جاءت في سياق التنافس على أنتخابات. الكنيست ، وازمة الحكم في إسرائيل ، وفي محاولة من رئيس الوزراي بالوكالة يائير لبيد و وزير دفاعه بيني غانتس البحث عن انتصار يسبق حسم صناديق الانتخابات ، و بدأت باغتيال قائد المنطقة الشمالية لحركة الجهاد الاسلامي تيسير الجعبري عن طريق طائرة مسيرة وذلك في يوم الجمعة الخامس من أغسطس / أب عام 2022 اثر استهدافه بطائرة مسيرة داخل شقته في برج فلسطين بحي الرمال . وقد ردت حركة الجهاد على ذلك بمعركة سميت وحدة الساحات ، أطلقت خلالها مئات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية منها تل ابيب ومطار بن غوريون و اسدود وبئر السبع وعسقلان ، وشاركت فيها كتائب المقاومة الوطنية وكتائب المجاهدين ، وكتائب شهداء الاقصى / الجناح العسكري لحركة فتح . ويلاحظ هنا عدم مشاركة حماس فيها ، ولذلك قصة اخرى . وقد انتهت هذه العملية بعد 66 ساعة من بدايتها ، وعندما وجد لابيد انها قد حققت غاياتها . وقد است | شهد فيها 49 فلسطيني ، منهم 17 طفلاً . في حين اصيب 360 بجروح مختلفة نتيجة الغارات الإسرائيلية .
يتبع