حسين الجغبير
عندما اقر قانون الجرائم الإلكترونية بصيغته الجديدة استنفر الجميع داخليا وخارجيا باتجاه مهاجمته تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير، فيما نصوص القانون واضحة تتمثل في تجريم المسيئين ومغتالي الشخصيات والمشهرين بالآخرين، من أجل ضبط الفوضى التي تعيث بها مواقع التواصل الاجتماعي.
اليوم وبعد ما يشهده الأردن من استهداف من بعض أبناءه إلى جانب أصحاب أجندات خارجية يستدعي تطبيقا فعليا لهذا القانون، من أجل أن يكون ضامنا لعدم الاساءة لهذه البلد، التي للأسف تشهد اغتيالا من بعض من ينعمون يخيرها، ويعيشون في أمنها وآمانها.
كان التخوف سابقا من جهات خارجية تحاول بث العبث بالنسيج المجتمعي، والتشكيك في السياسات العامة للدولة ورموزها، ووسط وعي الأردنيين لأهداف هؤلاء كان الحصن منيعا من أي محاولة اختراق، حيث فشلت كل تلك الجهود الساعية لذلك، نتيجة تماسكنا والتفافنا وادراكنا لخطورة ذلك على بلدنا، أما اليوم فالخطورة تزداد نتيجة خروج أصوات من داخلنا تقلل من الجهود السياسية والاقتصادية، واظهار الأردن بصورة غير حقيقية.
هؤلاء ممن يتغاضون عن الجهود التي يبذلها الأردن تجاه القضية الفلسطينية على سبيل المثال منذ عقود، وما قام به من شأن ضمان حقوق الشعب الفلسطيني، ومساعي لوقف إطلاق النار في الحرب على غزة، والمساعدات التي قدمها للأشقاء في القطاع. يتغاضون عن كل ذلك ويحاولون تأطير المعركة الأردنية بهذا الاتجاه بتفاصيل وهمية يختلقونها. لم أر شعب يحارب دولته كما يفعل البعض في هذا البلد، وبكل وقاحة وصراحة، يغتالون تراب الأردن ويقللون من حجم ما يصنع، ويتفننون في قتله وهم ينعمون بخيره.
لذا، لا بد من تطبيق صارم لقانون الجرائم الإلكترونية حتى يدرك هؤلاء انه اليد الناعمة قادرة على أن تكون قاسية وخشنة عند الحاجة، ليكون هذا القانون سيفا على رقاب كل من يحاول المساس بالأردن ودوره، وسياسته، لتأديب هؤلاء ومن هم خلفهم، ومن يحاول السير على خطاهم. هذا الوطن يحتاج إلى أن يكشر عن أنيابه مع عينة من الأردنيين الذي يأكلون خيره ويذمونه.
دون تطبيق هذا القانون سيبقى الأردن عرضة لخناجر سامة تغرس في خاصرته، ويزيد الأنقياء والشرفاء احباطا عندما يرون وطنهم يهاجم من أبناءه فيما الدولة بكافة مؤسساتها تتهاون مع هؤلاء.
من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي يشعر باشمئزاز كبير، ويمني النفس أن يرى البعض وقد تعرضوا لأشد العقوبات التي من شأنها أن تخرسهم ومن هم على شاكلتهم. هذا الوطن طالما تعرض للهجوم والتقليل من شأنه، وهذا أمر متوقع عندما يأتيك من الخارج، أما ان يأتيك من أبناء جلدتك فهو أمر يندرج تحت بند الخيانة التي تستوجب العقاب، ولا شيء غير العقاب، وعلى الحكومة البدء في متابعة كل شخص يسيء للأردن، والكف عن ادارة هذا الملف بيد ناعمة، فالخزائن مليئة بأيدي الحديد.