نبض البلد -
كرة السلة .. ليست بخير !!
وصول منتخبنا الوطني لكرة السلة الى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه ..لا يعني مطلقا ان اللعبة تعيش في أبهى وافضل ايامها ..بدليل ان كرة السلة على صعيد البطولات المحلية تمر في مرحلة ضعف وتراجع ..زادها بكل تأكيد خروج بعض الفرق المؤثرة من الساحة مثل الارثوذكسي العريق صاحب الصولات والجولات والالقاب والبطولات .. ومن قبله الوحدات المجتهد الذي دخل ساحة اللعبة بقوة وسحب بساط التفوق من الفرق العريقه ..عندما حقق العديد من البطولات ..وأدخل العنصر الجماهيري الكبير الذي منح اللعبة الكثير من الاثارة والتشويق ..لكنه غادر بصمت وهدوء دون ان يجد من يثنيه عن قراره خدمة للعبة ...!!
ولعل عودة منتخبنا الوطني من بطولة كأس العالم بالمركز الاخير ..وبعد ان تلقى خمس خسائر دون غيره من المنتخبات العربية ..التي حققت فوزا على الاقل وظهرت بالمستوى الذي يناسب تلك المشاركة ..ما يؤكد ما نقول وما يشير الى ان مشاركتنا تلك كان من المتاح ان تحمل معها نتائج افضل وعروض اجمل ..لا سيما ان استعدادات منتخبنا للمونديال بدأت قبل نحو عام ..وان الخمسة اشهر الاخيرة من الاعداد شهدت العديد من المعسكرات التي تخللها الكثير من اللقاءات الودية من دون ان تسهم في تحقيق النتائج القوية ..او حتى الانتصارات التي كانت متاحة في بعض المباريات وخصوصا امام مصر والمكسيك ..لكن كيف يمكن للفوز ان يتحقق في ظل غياب الروح والاخطاء التي رافقت المباريات كلها ...!!
والمثير في الموضوع ان منتخبنا انتقل مباشرة من المشاركة الفاشلة في كأس العالم ..الى المشاركة في الالعاب الاسيوية في نفس التشكيلة من اللاعبين ومعهم المدرب نفسه وذات الكادر ..ومن دون اي تغيير ..امعانا في مواصلة الاخطاء التي حصلت في الفلبين وكأن اللجنة ارادت ربما مكافاة المنتخب على المركز الاخير الذي عاد به من المونديال ..دون ان تفكر بالاتفاق مع الجهاز الفني باجراء تعديل باشراك بعض اللاعبين الشباب لاكتساب الفائدة والخبرة ..وضخ دماء جديدة شابة في صفوف المنتخب بعد الاخطاء التي تحدث عنها الخبراء وشاهدها الجميع في الفلبين ...!!
الصورة الان باتت واضحة امام كل خبراء وعشاق كرة السلة ..وهم الذين لم يتوقعوا افضل من تلك النتائج ان غياب الفنيين من اصجاب الخبرة عن مركز القرار في اللجنة المؤقتة ..من المدربين ونجوم اللعبة السابقين الذين يملكون الكثير من الخبرة ..وعدم الاهتمام بالشباب من جيل المستقبل بدليل ان منتخبات الشباب احتلت المراكز الاخيرة في غرب أسيا ..الى جانب أرباك الاندية في موضوع تحرير اللاعبين الموسمي ..الامر الذي ادى الى غياب انتماء اللاعبين فبات الهم الاكبر للمدربين البحث عن اللقب ..بغياب الاهتمام بعنصر الشباب ..كل تلك المعطيات ساهمت بنتائجنا الاخيرة وخسارة فرصة المشاركة في اولمبياد باريس .. الامر الذي يدفعنا الى التساؤول عن مستقبل كرة السلة الاردنية ..في ظل هذا الوضع الحزين الذي تمر به اللعبة .. التي اعادتنا سنوات طويلة الى الوراء لكي نتحسر على أيام زمان ..!!
عوني فريج