إبراهيم أبو حويله يكتب إنتقام مواطن ..

نبض البلد -
الاكثر خوفا ما حدث في الصين أخيرا من فقدان الثقة نتيجة الإجراءات الأكثر صرامة في التعامل مع الشعوب ، حيث أدت إجراءات الغلق في ظل كورونا إلى فقدان الثقة بالحكومة واجراءاتها وعزف الشعب عن الحركة الاقتصادية والانفاق ، ما خلق حالة من الركود مخالفة لحالة التضخم الذي تعيشه دول غربية...

وهناك عروض تحاول استفزاز المواطن الصيني واعني استفزازه بإخراجه من هذه الحالة بعروض شبه مجانية ولكن المواطن ما زال يرفض التحرك لفقدانه الثقة ، فبعضهم مات في بيته جوعا في ظل تلك الإجراءات.

في المقابل عندما تجد سائق التكسي في احد البلدان العربية يقف ليشترى طوق الياسمين من فتاة صغيرة على جانب الطريق ، ويدفع لها زيادة على ما طلبت ، وهو يبتسم في وجهها ، وأنا أنظر باستغراب إلى فعله وإلى مظهره الذي يوحي بالحاجة.

وكعادتي لا أقف صامتا عندما تستفزني المواقف سألته لماذا اشتريت هذا العقد من الياسمين وهذا التصرف ينبغي أن يكون من سائح واردت أن أقول مقتدرا ولكني صمت .

قال ببراءة هذه وراءها أفواه جائعة تنتظر الطعام .

نحن بتصرفاتنا حكومة وشعوبا من نتحكم بحركة الحياة في المجتمع،  عندما نتعاون نتعاضد نشعر ببعضنا ونقف مع بعضنا يصبح كل شيء أسهل.

سابقا كانت الطبقة الوسطى هي الأكثر انتشارا والان تآكلت هذه الطبقة،  هذا لا يعني انه لا يوجد هناك مال ولكن طريقة توزيعه اختلفت.

كنت اتناقش مع صديق بخصوص الروايات الروسية وديستويفسكي خاصة وحجم المعاناة في هذه الشعوب ، قلت له لو جلست مع عدد كبير من الموظفين الذين يعملون في المناطق الأقل دخلا ولا أريد أن أقول الأقل حظا لخرجت بدراما قد تكون أكثر عمقا.

عندما يشعر المواطن أن المسؤول الحكومي لا يستبد ولا يتكبر ، بل يحرص ويتواضع ويشرح أسباب موقفه ودوافعه وحرصه على المواطن والوطن ، ويتراجع إذا شعر بالخطأ،  فلمثل هذا تقف الشعوب احتراما،  وتخرج مافي جيبها لتتقاسمه مع الأخر.

واذا شعرت بعكس ذلك تنعزل وتحرص وتجمع وتخاف ، فتوقف حركة الحياة والكل يتضرر ، واعني تماما ما أقول الكل يتضرر .

وما زلت اقول هنا خير كثير ولكن البعض يعكر صفو المجتمع وينشر دخانه الكثيف فيعمي البصر .

إحترامي...

إبراهيم أبو حويله