صوتت نقابة الممثلين في هوليوود، أمس للانضمام إلى كتاب السيناريو في أول إضراب مشترك منذ أكثر من ستة عقود، ما سيؤدي إلى توقف الإنتاج في جميع أنحاء صناعة الترفيه بعد تعطل المحادثات بشأن عقد جديد مع الاستوديوهات وخدمات البث، ويضع هوليوود وصناعة الترفيه الأميركية في خطر حقيقي.
وهذه هي المرة الأولى التي تُضرب فيها نقابتان كبيرتان في هوليوود في وقت واحد منذ عام 1960، عندما كان رونالد ريغان رئيس نقابة الممثلين.
وفي خطاب حماسي مع الإعلان عن الإضراب الذي بدأ في منتصف الليل، وجه رئيس نقابة الممثلين فران دريشر انتقادات للمديرين التنفيذيين في الصناعة.
وقال دريشر: «أرباب العمل يعطون الأولوية لوول ستريت ولجشعهم، وينسون المساهمين الأساسيين الذين يجعلون الآلة تعمل. هذا شيء مقزز. عار عليهم. إنهم يقفون على الجانب الخطأ من التاريخ». وقبل ساعات انتهى عقد مدته ثلاث سنوات وانقطعت المحادثات بين نقابة ممثلي الشاشة الأميركية لفناني التلفزيون والراديو وتحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون الذين يمثلون أرباب العمل، بما في ذلك «ديزني» و«نتفليكس» و«أمازون» وآخرون.
وخارج مكاتب نتفليكس في هوليوود وبعد إعلان الإضراب مباشرة هتف كُتاب السيناريو المعتصمون «ادفعوا لممثليكم».
وقالت جيمي لي كورتيس الحائزة جائزة الأوسكار في منشور على «إنستغرام» مع صورة لأقنعة مأساوية وكوميدية: «يبدو أن الوقت قد حان لإزالة الأقنعة ورفع اللافتات».
وسيلقي هذا الإضراب الأول لممثلي الأفلام والتلفزيون منذ عام 1980 بظلاله على حفل توزيع جوائز إيمي الـ75، الذي تم الإعلان عن ترشيحاته في اليوم السابق. وتمنع قواعد النقابة الممثلين من إجراء أي مقابلات أو عروض ترويجية حول الجوائز، وقد لا يظهرون في الحفل.
وأكدت رئيسة نقابة الممثلين الأميركيين فران دريشر، أن الاستوديوهات تفاوضت مع النقابة بطريقة غير نزيهة لكسب الوقت والترويج لأفلامها المرتقبة في الصيف استباقاً لقرار الإضراب الذي كان متوقّعاً.
وقالت نجمة مسلسل «ذي ناني» الذي يعود إلى تسعينات القرن الفائت «لقد خُدعنا»، مشيرةً عقب الإعلان عن بدء الإضراب التاريخي في هوليوود إلى أنها تشعر بـ«خيبة أمل».
وأوضحت أن ممثلي الاستوديوهات ومنصات البث «ظلوا وراء الكواليس ولم يتوانوا عن إلغاء الاجتماعات معنا»، مضيفةً: «ربما أقدموا على ذلك لكسب مزيد من الوقت حتى يروّجوا لأفلامهم المرتقبة في الصيف».
ومن شأن الإضراب أن يشلّ إنتاج المسلسلات والأفلام في الولايات المتحدة بعدما كان هذا القطاع تضرر أصلاً بسبب الإضراب الذي ينفذه كتاب السيناريو منذ مايو.
وبموجب الإضراب يمتنع أعضاء النقابة الـ160 ألفاً، وهم ممثلون وعاملون في المجال السينمائي والتلفزيوني، عن المشاركة في أي شكل من أشكال الترويج لعمل ما، سواء في العروض الأولى أو في المهرجانات أو عبر مواقع التواصل.
ومن شأن ذلك أن يتسبّب في وقف عملية الترويج للأفلام المرتقبة صيفاً.
وقبل أن تتخذ النقابة قرارها بالإضراب، كانت وافقت على تمديد المفاوضات مع الاستوديوهات الهوليوودية 10 أيام، ضمن مهلة انتهت مساء أول من أمس.
وجرت الاستفادة من هذه المهلة للترويج لأفلام بينها «باربي» و«ميشن إمباسيبل» اللذان استفادا من حضور نجوم بينهم توم كروز ومارغوت روبي وراين غوسلينغ.
وقالت دريشر: «ربما تصرّفت بسذاجة، لكنها المرة الأولى التي أنخرط فيها في مفاوضات»، مضيفةً أن «الجشع هو أساس كل المصائب في العالم، وهذا أبرز مثال على ذلك».
وأضافت «اعتقدتُ أننا يمكننا التوصل إلى تقارب في وجهات النظر، وأنهم سيرون إلى أي مدى فُرض نموذج العمل الجديد هذا على المجال برمّته»، في إشارة إلى منصات البث التدفقي.
وعلى غرار كتاب السيناريو يطالب الممثلون بالحصول على رواتب أفضل في ظل التضخم المُسجَّل وضمانات في حال تضرر عملهم نتيجة اللجوء إلى برامج الذكاء الاصطناعي.
وينددون تحديداً بانخفاض الأجور التي يتلقونها عن كل إعادة عرض فيلم أو مسلسل لهم، وهذه المبالغ كبيرة لإعادة بث عمل تلفزيوني لأنها تستند إلى الإعلانات بينما تكون منخفضة جداً عندما يتعلق الأمر بإعادة عرض العمل عبر منصات البث التدفقي التي لا تقدم أرقاماً عن عدد المشاهدات.
وتتمثل النقطة الرئيسة الثانية في المفاوضات بمسألة الذكاء الاصطناعي الذي يزداد استخدامه في هوليوود، إذ ستعانت به «ديزني» مثلاً في تأليف الشارة الافتتاحية بمسلسل «سيكرت إنفايجن».