جراح القلب إحسان ناطور.. قصة نجاح ٠٠ من فلسطين إلى اوروبا

نبض البلد -
  الانباط- لطيفة محمد حسيب القاضي
 الطب مهنة إنسانية في المقام الأول قائمة على الرحمة، يلتقي بها العلم والأخلاق، الطبيب الذي نال العلم والأخلاق الفضيلة ملاك مُرسَلٌ إلى المرضى، جعل الله شفاءهم على يديه.
    الدكتور إحسان ناطور طبيب إنسان من الدرجة الأولى، يعين المرضى ويساعدهم ويفهم معاناتهم، ويرفع معنوياتهم ولا يزال يرتقي بفضائل خلقه، وحسن تعامله مع المريض، إلى أعلى مستويات الإنسانية.
    الدكتور ناطور طبيب جراح للقلب والأوعية الدموية، مختص بزراعة صمامات القلب، وجراحة الأورطي لزراعتها في قلب الإنسان ورئته، من أصل فلسطيني يقيم في هولندا، ومعترف به دولياً؛ فهو مؤسس جمعية (stilgezet) الهولندية التي تدعم المرضى وأقاربهم بمشاريعها وأنشطتها  لإحداث تغيير في النظام الصحي العام.
  أجرى الدكتور ناطور عشرة آلاف عملية قلب مفتوح، منها ألفي عملية لزراعة صمامات القلب. يعمل في عدة مستشفيات هولندية وألمانية، ويشرف على عدة وفود طبية من جميع أنحاء العالم ليستفيدوا من تجاربه الجراحية.
   ألف كتابه الأول الذي عنوانه when life comes to standstill"" "عندما تفاجئُنا الحياة لطريق مسدود" باللغة الإنجليزية والهولندية والألمانية، وقريباً سينقله إلى العربية. 
وحول بدايته مع دراسة الطب؟ 
قال د. ناطور: بدأت أولاً في ألمانيا بعيداً عن أهلي، كانت حياتي صعبة مادياً ومعنوياً، وكنت أعتمد على نفسي، ورغم ذلك تغلبت على الصعاب والغربة والوحدة، واستطعت أن أجد عملاً في إحدى المستشفيات. 
 وعن أمراض القلب أسبابها.. قال د. ناطور: هناك عدة أنواع لأمراض القلب منها: ضعف في عضلات القلب، وضعف الصمامات وتحجرها، وأمراض الأوعية التاجية التي تغذي عضلات القلب، والتي يمكن أن تصاب بالتكلس والتحجر، وقد تصل إلى حالة من الانسداد الكامل، ما يؤدي إلى سكتة قلبية.
وحول أسباب السكتة القلبية قال، الالتهابات المختلفة والبكتيريا أو الفيروسات. وهناك أسباب أخرى مثل عدم انتظام نسبة الشحوم والكوليسترول، ما يؤدي إلى التهابات في جدار الأوعية الدموية فيتشكل التكلس. 
وحول جراحة القلب للأطفال٠٠ اوضح د. ناطور: إن جراح قلب الأطفال هو جراح يخضع لتدريب خاص لتشخيص أمراض القلب وإدارتها وعلاجها في حالات مختلفة للأطفال، ويعالج العيوب الخلقية المعقدة لدى قلوب الأطفال وحديثي الولادة، والمراهقين والبالغين. ولأن قلوب الأطفال أحجامها صغيرها، يجب على جراحي قلوب الأطفال أن يتمتعوا بمهارات خاصة، لتقديم أفضل رعاية للأطفال.
إن أساس جراحة القلب للأطفال إصلاح العيوب في قلب الطفل، وقد تكون هذه العيوب خلقية أو أمراضاً تصيب الطفل بعد الولادة.              وفيما اذا كان القلب يُفتح في كل العمليات.. بين د. 
إحسان ناطور: نسميها عملية "قلب مفتوح"؛ ولكن، في الواقع، نحن نفتح الصدر، ونعمل على شرايين القلب التي تُدعى الأوعية التاجية، وهذا لا يحتاج إلى فتح القلب نفسه، ولكن عادةً نحن نوقف القلب مدةً معينة، ونُركب له ماكينة تعمل وظيفة القلب والرئة.
أما عمليات الصمامات وتغيير الشريان الأبهر فتحتاج إلى إيقاف القلب وفتحه، وأحياناً إلى إيقاف الدورة الدموية إيقافاً تاماً. 
وأضاف، تُعدُّ جراحة القلب أحدث أنواع الجراحات وأكثرها تطوراً. وعادة نحن نضطر إلى فتح الصدر، ونستعمل ماكينة القلب والرئة، ولكن مع تطور الأجهزة أصبحنا لا نحتاج إلى فتح الصدر كله؛ وإنما نفتحه جزئياً، ونستعمل الناظور فنفحص الحالة المرضية على الشاشة.
وأحياناً نستعمل الروبوت، فنجري عمليات معينة كإصلاح الصمامات أو تغييرها.
ومن هذا التطور نجحنا في فتح القفص الصدري بين الأضلاع، ولم نعد بحاجة إلى فتحه من عظم القص.
ومن الطرق الأخرى لعلاج عيوب القلب إدخال أنابيب صغيرة في شريان الساق أو اليد وتمريرها إلى أن تصل إلى القلب، ولكن هذه الطريقة لا تصلح لعلاج كل الأمراض. 
وبالنسبة لأنواع جلطات القلب، قال د. ناطور: الجلطة هي حالة تحدث بسبب تخثر الدم فينغلق وعاء دموي في القلب أو في المخ. ومن أسباب تخثر الدم التهابات معينة تسدُّ الوعاء الدموي جزئياً أو كلياً، وفي الانسداد الكلي ينقطع الدم عن العضلة أو منطقة الوعاء الدموي، وإذا كان الانسداد في القلب تكون الجلطة قلبية، وإذا كان في الدماغ تكون الجلطة دماغية.
وحول أخطر أمراض القلب وأسبابها، بين د. ناطور: ترتفع نسبة الشحوم في الأوعية الدموية التي تصل إلى القلب، فتمنع هذه الشحوم عبور الدم المحمل بالأوكسجين إلى القلب، ومن ثَمَّ يفقد القلب قدرته على القيام بوظائفه، فيتأثر الجسم وتفقد الأعضاء قدرتها على تأدية وظائفها، ويمكن أن يؤدي تصلب الشرايين أو ضيقها إلى جلطة قلبية.
  وأشار إلى أنه ينبغي للطبيب أن يتعامل بالإنسانية، فالمرضى يعانون حالة نفسية من مشكلات صحية، ونحن نعالج مشكلاتهم الصحية وحالتهم النفسية، لذا على الطبيب أن يعي كيف يتعامل مع المريض بإنسانية، فالمعاملة الحسنة الطيبة قد تجعل المريض يتعافى بالمعاملة الطيبة الحنسة. 
وحول كتابه when life comes to a standstill"" "عندما تفاجِئُنا الحياةُ لطريق مسدود"، أوضح د.  ناطور: ألفتُ هذا الكتاب بعد خبرة خمس وعشرين سنة في الجراحة القلبية، وبعد عشرة آلاف عملية جراحية، والهدف من الكتاب توعية الناس إلى خطورة الأمراض القلبية وضرورة مراعاة الصحة ليكون في حالة سليمة، فمثل هذه الأمراض، إذا أُصيبَ بها الإنسان، قد يغير مجرى حياته. 
 وشدد د. 
إحسان ناطور: على أنه عندما يشعر الانسان بعوارض تدل على أمراض قلبية، كضيق التنفس أو الإرهاق أو انتفاخ في القدمين أو تغيير في لون الشفتين أو شعور بعدم انتظام دقات القلب.
كل هذه الأعراض إذا شعر بها المريض يجب ألا يتجاهلها وأن يذهب فوراً إلى طبيب القلب، فمراجعة الطبيب مبكراً أفضل من مراجعته مؤخراً. 
وبشأن دعامة القلب ومتى يلجأ الطبيب إلى استخدامها قال د. ناطور: تبدو الدعامة كهيكل خيمة في الوعاء الدموي المسدود، لفتحه الشرايين المسدودة، وهذا علاج أقل خطورة من عملية القلب المفتوح، واستعمال الدعامة يقرره الطبيب في حالات معينة للمريض، وحسب منطقة الوعاء الدموي، وعمر المريض، وإذا كانت الحالة طارئة أم غير طارئة، وهل ستكون أفضل للمريض على المدى الطويل أم لا.
وشدد على أن الطب تطورَ اليوم إلى درجة أن من الممكن سدَّ ثقب في جدار القلب دون فتح القلب بعملية جراحية، ولكن بحسب الثقب والجدار، فهناك جدار بين الأذنين: الأيمن والأيسر، وجدار بين البطينين: الأيمن والأيسر، فإذا كان الثقب صغيراً لا يهتم له الناس، وإذا كان الثقب كبيراً فهذا يعني أن الدم يجري في المكان الخطأ، والجدار يفصل الدم المُحمَّل بالأوكسجين عن الدم المُحمَّل بثاني أوكسيد الكربون، وفي هذه الحالة يجب إغلاق الثقب الكبير.
وأضاف، عادة يُخلقُ الأطفال وفي جدار قلوبهم ثقب؛ ولكن بعد مدة تقريباً من ثلاث سنوات إلى أربع سنوات ينغلق من تلقاء نفسه إذا كان الثقب في جدار القلب العضلي، وإذا لم ينغلق يجب أن يغلقه الطبيب الجراح، وإذا كان الثقب صغيراً يُمكن إغلاقه عن طريق القسطرة.
وحول عملية زراعة القلب، نسبة فرص نجاحها، قال د.  ناطور: ان عملية زراعة القلب هي استبدال قلب صحيح سليم من متبرع بقلب المريض المصاب بالفشل. وتكون زراعة القلب عادة علاج الذين لم يتحسنوا تحسناً كافياً بالأدوية أو العمليات الجراحية.
وعلى الرغم من خطورة العملية فإن فرصة النجاة كبيرة، ويرجع ذلك إلى الرعاية المناسبة.
وبالنسبة إلى كيفية تجنب مرض حمى االروماتيزم قال د. ناطور: في الواقع إنَّ مرض حمى الروماتيزم تبدأ بالطفولة، أو عند الأولاد في سن طلاب المدارس، وعادة تكون بسبب التهابات من جراء بكتيريا في سن صغيرة، وذلك بسبب عدم علاج الطفل من مرض اللوز علاجاً صحيحاً، وفي دول أوربية نلاحظ هذا المرض قليلاً لإعطائهم التطعيم والانتباه والوقاية.
وقال، تختلف أمراض القلب بأنواعها، بعض منها تصاب بها النساء أكثر من الرجال، وبعضها يصاب بها الرجال أكثر، فمثلاً أمراض الصمامات يصاب الرجال بها أكثر من النساء.
وحول تأثير التدخين، بين د. ناطور: إن التدخين يجعل الأوعية الدموية تنقبض، مما يؤثر ذلك في القلب ويسبب أزمات قلبية، وكذلك يسبب المُدخِّن أمراضاً قلبية لمن حوله.
وبماذا ينصح مريضي القلب، اوضح د. ناطور: أنصحهم بممارسة الرياضة كل يوم، والابتعاد عن التدخين، والمحافظة على ضغط الدم، ومراقبة السكر ونسبة الشحوم والكوليسترول في الدم. ونصيحتي المهمة هي متابعة المحافظة، فالوقاية خير من قنطار علاج.