نبض البلد -
ريبوت ذكاء اصطناعي لـ حمل حقيبة الاقتصاد
خليل النظامي
ينشغل حاليا السواد الأعظم من رواد العالم المعرفي والتكنولوجي والاعلامي بـ التطورات السريعة على منظومة وعلم الذكاء الاصطناعي، فضلا عن إهتمام الكثير من رواد الاقتصاد المعرفي في العالم بهذا المجال وضخ المليارات في سبيل الحصول على الخدمات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، ونحن في الأردن، ليس لدينا رغبة الاهتمام بـ مجال الذكاء الاصطناعي الّا في حدود ضيقة كـ التعليم الجامعي والتعليم العالي وإجتهاد أساتذة الجامعات فقط.
وبينما كنت أتابع حديث خاص لـ علماء التكنولوجيا الرقمية عبر إحدى الشاشات الغربية حول التطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي، خطرت على بالي فكرة يمكن ان تحل جميع مشاكلنا الاقتصادية والادارية، وتنهي لـ الأبد التراهل الاداري والفساد المالي بشكل قطعي، وتخفض معدلات الانفاق من الموازنة العامة لـ الدولة، وتخلق استراتيجيات وخطط وتعمل على تنفيذها بنسبة خطأ (صفر).
الفكرة جهنمية، وأكاد أجزم أنها لم تطرح من قبل في وسائل المعرفة كافة في العالم، تتمحور حول تشكيل افريق الإقتصادي لـ الحكومة من ريبوتات الذكاء الاصطناعي يعملون على درساة وتشخيص الوضع الاقتصادي والأزمة التي تمر بها البلاد، وبناء استراتيجيات وخطط اقتصادية جديدة كـ حلول تخرجنا من ازمتنا الاقتصادية، خاصة أنه من المعروف أن التكنولوجيا نسبة الخطأ والفساد فيها شبة (صفر)، وحتى إن أخطأت يكون الخطأ من المبرمج الرئيسي وليس من التكنولوجيا نفسها.
فـ مثلا عندما نتحدث عن إحصائيات لـ حكومات بحسب مصادر رسمية قالت أن : حجم اقتراض حكومة الدكتور هاني الملقي في 20 شهرا بلغ ما قيمته 2.084 مليار دينار، تلتها حكومة الخصاونة بصافي اقتراض بلغ 4.2 مليار دينار، وبلغ صافي حجم الاقتراض لحكومة الدكتور عمر الرزاز خلال 27 شهرا (فترة توليها) نحو 4.535 مليار دينار، في حين سجلت حكومة الدكتور عبدالله النسور خلال 43 شهرا الأكثر في صافي الاقتراض بنحو 7.1 مليار دينار، فـ نحن بحاجة إلى ريبوت ذكاء اصطناعي يحمل حقبة الاقتصاد.
إضافة إلى ان ريبوت الذكاء الاصطناعي ليس في قاموسة شماعات كـ تداعيات الربيع العربي وأزمة اللجوء السوري، وإغلاقات المنافذ الحدودية مع سوريا والعراق ومحاربة الإرهاب والفكر الظلامي، وأزمة جائحة كورونا وارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا وأزمات النقل البحري والحرب الروسية الأوكرانية والتضخم العالمي، بل قاموسه يحمل المعادلات الرياضية والرقمية التي يبني عليها حلول المعالجة السريعة دون بطء أو تجميل لـ الواقع بعيدا عن
اللجوء لـ الاقتراض كـ حل وحيد.
من وجهة نظري أعتقد أن أزمتنا الإقتصادية لا يخرجنا منها سوى إنتاج فريق اقتصادي من ريبوتات الذكاء الاصطناعي، ويمكن حجز مقعد لـ ريبوت يمثلهم في مجلس الوزراء، دون حوافز وميزات ومواكب وسيارات وموظفين ورواتب مرتفعة ومعدل انفاق كبير، الأمر برمته لا يحتاج أكثر من بطارية كهرباء مشحونة ومهندس مرافق لـ الوزير الريبوت لسلامته التكنولوجية.