نبض البلد -
واقع الزراعة الصيفية يثير مخاوف المزارعين في إربد
الانباط - فرح موسى
تُعد الزراعة الصيفية واحدة من أهم الزراعات التي تشتهر بها محافظة إربد باعتبارها كانت تعد جزء رئيسي من سهل حوران الذي يمثل سلة غذاء روما، لكن بات واقعها الحالي ينذر بخطر قادم على مستقبل هذه الزراعات اربك مزارعيه بحسب آراء بعض المزارعين.
بدورها تواصلت " الأنباط " مع عدد من المزارعين، حيث اشتكى المزارع سائد الحواري من غياب اهتمام الدولة بالزراعة، مطالباً بمراعاة حقوقهم وتوفير المستلزمات الخاصة بالزراعة كالاسمدة والفوسفات والبوتاس، داعياً الى ضرورة دعمها والتشديد على عدم التعدي بالبناء على الأراضي الزراعية بالاضافة إلى ضرورة تسهيل إقامة الآبار الارتوازية بشرط أن تكون مراقبة من الدولة لدعم الزراعة..
. وأكد المزارع أحمد السبعاوي ان الأرض تعد مصدر رزقه الرئيسي الا انه يواجه صعوبة في بيع المنتجات، مطالبا الجهات المعنية بإنشاء مديرية مهمتها شراء المنتجات الزراعية، ومساعدة المزارع،.
من جانبه أكد مدير مديرية زراعة إربد عبد الحافظ أبو عرابي
لـ " الأنباط" أن التغيرات المناخية تسود المنطقة بشكل عام وظهرت بشكل ملحوظ في إربد خاصة في السنوات الأخيرة إثر تراجع الموسم المطر والتباين الواضح في درجات الحرارة، إضافة الى الاختلاف في توزيع كميات الهطول ومخزون المياه الجوفية، لافتا ان ذلك أثر على الدورات الزراعية ومواعيدها التي اعتاد المزارعين على استخدامها للحصول على انتاج أعلى.
وذكر أن نسبة الهطول المطري تراوحت بين (91) % إلى (114) % من المعدل السنوي العام في بعض مناطق المحافظة وذلك حتى شهر نيسان مبينا أن ذلك شجع العديد من المزارعين لاستغلال الأراضي في الزراعات الصيفية البعلية.
وأضاف أن التحديات التي تواجه الزراعات الصيفية البعلية تعود الى ارتفاع كلف الإنتاج والحاجة المستمرة للخدمة خاصة فيما يتعلق بمكافحة الأفات الحشرية والفطرية التي تنتشر طوال الموسم الزراعي في هذا الوقت من العام، لافتا ان ذلك يكون بالاعتماد على مخزون التربة من الرطوبة، والارتفاع في درجات الحرارة وكميات الهطول المطري خلال الموسم، اضافة الى التسويق في حال توفر كميات كبيرة زائدة عن الاستهلاك المحلي، أو انخفاض القوة الشرائية للمواطنين وتذبذب الأسعار.
وتابع أبو عرابي أن وزارة الزراعة ممثلة بكوادرها الفنية والادارية تدعم باستمرار المزارعين من خلال البرامج الإرشادية التوعوية فيما يتعلق بمكافحة الأفات، وتقديم خدمات الرش، والتشجيع على استخدام التدابير اللازمة لحفظ رطوبة التربة الزراعية، إضافة الى زيادة قدرتها على الاحتفاظ بمياه الأمطار من خلال زيادة عدد الابار التجميعية للمزارعين في مختلف مناطق المحافظة، لافتا انه تم تقديم دعم لحفر (455) بئر تجميعي في الموسم الماضي.
وطالب الحكومة بدعم مادي للزراعة الصيفية بعد تذبذب الموسم المطري وذلك لبناء برك زراعية وشراء مضخات لسحب المياه، وضرورة حماية المزروعات من الحشرات والآفات الزراعية عن طريق الرش بالمبيدات بشكل دوري، إضافة الى تسهيل عملية بيع المنتجات في السوق المركزي، من خلال فتح المجال لعرضها على جوانب الطرقات
من الجدير بالذكر أن المساحة المزروعة بالمحاصيل الصيفية البعلية مثل (الباميا، البصل، القثاء، الكوسا، البطيخ، الشمام، الفقوس، البندورة والثوم)، تقدر بحوالي (26) ألف دونم متوزعة في معظم ألوية المحافظة.