أعنفها كان بقوة 5 ريختر.. ماذا تعرف عن زلازل المريخ والقمر؟

نبض البلد -
 

نستطيع أن نشعر بالزلازل التي تنتج عن اصطدام الصفائح التكتونية في باطن الأرض بعضها ببعض، كما أن الآثار المدمرة للزلازل القوية قد تؤثر على مدن بأكملها وتودي بحياة مئات أو آلاف الأشخاص، لكن هل تساءلتم مسبقاً عن احتمالية وجود زلازل شبيهة في كواكب أخرى؟

 

هل تحدث الزلازل في الكواكب الأخرى؟

الإجابة: نعم، فقد استطاع العلماء رصد زلازل قوية في المريخ، كذلك قاموا برصد زلازل على سطح القمر، وعلى الرغم من تشابه الزلازل في شكلها على الأرض والقمر والمريخ، فإنها تحدث لأسباب مختلفة في هذه الأماكن المختلفة من نظامنا الشمسي.

 

وفي وقتنا الحالي، توجد أجهزة خاصة لقياس شدة الزلازل على القمر وفي المريخ كذلك، وتسمح هذه الأجهزة للباحثين بفحص الأجزاء الداخلية لكل من هذين العالَمين البعيدين.

 

وكما هو معلوم يختلف شكل سطح القمر عن شكل سطح الأرض وشكل سطح المريخ، لكن أظهرت الدراسات وجود عوامل مشتركة ما بين باطن الأرض والقمر والمريخ.

 

زلازل القمر

في حين أن حركة الصفائح داخل باطن الأرض هي ما يسبب الزلازل الأرضية، تحدث الزلازل القمرية لأسباب مختلفة تماماً، إذ تنتج بسبب اصطدام النيازك بالسطح أو بسبب جاذبية الأرض التي تضغط وتمدد باطن القمر، بطريقة مماثلة لسحب المد والجزر على محيطات الأرض.

 

كذلك قد يتقلص القمر بسبب انخفاض درجات الحرارة في باطنه، مما يتسبب في حدوث زلازل أخرى، حيث تلتوي القشرة وتتكسر.

 

ويمكن أن تنتج حرارة الشمس أيضاً زلازل حرارية، بسبب تغير درجات الحرارة في القشرة القمرية عندما تواجه الشمس.

 

لكن كيف يقيس العلماء شدة الزلازل القمرية؟

 

تم نشر خمسة مقاييس للزلازل على القمر، تركها رواد الفضاء خلال بعثات أبولو بين عامي 1969 و1972. وقد تم إنشاء أول مقياس للزلازل القمري بواسطة نيل أرمسترونغ وباز ألدرين في مهمة أبولو 11. تركت بعثات لاحقة أجهزة قياس الزلازل الأربعة الأخرى وتم تشغيلها حتى عام 1977، بعد خمس سنوات من رحلة أبولو الأخيرة إلى سطح القمر. ولكن حتى بعد مرور نحو 43 عاماً، لا يزال العلماء يدرسون البيانات التي سجلتها تلك الأجهزة، وفقاً لما ورد في موقع europa.

 

زلازل المريخ

اكتشف العلماء وجود نشاط زلزالي أيضاً في كوكب المريخ، حيث رصد مسبار InSight التابع لوكالة ناسا زلزالاً تقدر قوته 5 على مقياس ريختر وقع في 4 مايو 2022 ، وصنف هذا الزلزال بكونه أكبر زلزال تم رصده على الإطلاق في كوكب آخر.

 

وهذا الزلزال يعتبر زلزالاً متوسط ​​الحجم مقارنة بالزلازل التي تحدث في كوكب الأرضو ،ما هو إلا واحد من أكثر من 1313 زلزالًا اكتشفه InSight منذ هبوطه على سطح المريخ في نوفمبر 2018. وكان أكبر زلزال تم تسجيله سابقًا بقوة 4.2 وقد تم اكتشافه في 25 أغسطس 2021.

 

ومن الجدير بالذكر أن مسبار InSight مزود بمقياس زلازل شديد الحساسية، قدمه المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية (CNES)، لدراسة عمق باطن الكوكب.

 

لكن لماذا يدرس العلماء الزلازل في المريخ؟

عندما تمر الموجات الزلزالية أو تنعكس على المواد الموجودة في قشرة المريخ وغطاءه ولبه ، فإنها تتغير بطرق يمكن لعلماء الزلازل دراستها لتحديد عمق هذه الطبقات وتكوينها. وما يتعلمه العلماء عن بنية المريخ لا يساعدهم فقط على فهم تكوين المريخ بل يساعدهم أيضاً على فهم أفضل لتكوين جميع العوالم الصخرية، بما في ذلك الأرض والقمر.

 

ويقول بروس بانيردت الباحث في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا وقائد مهمة مسبارInSight: "منذ أن قمنا بضبط مقياس الزلازل الخاص بنا في ديسمبر 2018 ، كنا نتوقع الزلازل الكبير". "من المؤكد أن هذا الزلزال سيساعد في فهم الكوكب بصورة رائعة. سيحلل العلماء هذه البيانات لمعرفة أشياء جديدة عن المريخ لسنوات قادمة".

 

وعلى الرغم من أن البيانات التي يقدمها المسبار تبدو واعدة للغاية، إلا أن العلماء يواجهون تحديات كبيرة في هذه المهمة، منها تواجد الكثير من الغبار في هواء المريخ خاصة عند دخول فصل الشتاء وهو أمر يؤثر سلباً على الألواح الشمسية الموجودة في المسبار، لأن ذلك الغبار يقلل من ضوء الشمس الواصل للألواح.