رغم أن أرجل الدجاج غالباً ما يتم التخلص منها باعتبارها من النفايات عند تنظيف الدواجن، فإنها تعد من المأكولات الشائعة في أماكن مختلفة حول العالم، بما في ذلك المكسيك وجنوب إفريقيا وآسيا. ويمكن العثور عليها كطعام شعبي يُباع في الشوارع.
واليوم، وسط موجات الغلاء غير المسبوقة التي تضرب العديد من الدول العربية، بات يتم الترويج لتناول أرجل الدجاج كبديل اقتصادي للحوم والدواجن المكلفة، وسط حملات من النشر عن مزايا تناولها الصحية المختلفة.
صحيح أنه يتم الإشادة بأقدام الدجاج لفوائدها الصحية، والتي تُعزى في الغالب إلى محتواها العالي من الكولاجين. ومع ذلك، كثيراً ما تحتوي على العديد من العناصر غير الصحية، كما قد تسهم طرق تحضيرها في التسبب بمشكلات عديدة للصحة والجسم.
في هذا التقرير نستعرض كل ما تحتاج لمعرفته حول أرجل الدجاج، بما في ذلك فوائدها الموثوقة علمياً، والآثار الجانبية المحتملة عند تناولها والاعتماد عليها كمصدر بديل للدجاج.
الخصائص الغذائية لأقدام الدجاج
تتكون أقدام الدجاج في الغالب من الأنسجة لا اللحم، فهي تحتوي على الجلد والغضاريف والأوتار والعظام. ومع ذلك، قد لا تزال مغذية وتوفر كمية لا بأس بها من الفيتامينات والمعادن، ولكن بشروط.
بحسب موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية، توفر مثلاً الحصة المكونة من 2 من أرجل الدجاج بوزن 70 غراماً ما يلي:
150 وحدة من السعرات الحرارية.
14 غراماً من البروتين.
10 غرامات من الدهون.
الكربوهيدرات: 0.14 غرام
الكالسيوم: 5% من القيمة اليومية الموصى بها.
الفوسفور: 5% من القيمة اليومية الموصى بها.
فيتامين أ: 2% من القيمة اليومية الموصى بها.
فيتامين ب 9 (حمض الفوليك): 15% من القيمة اليومية.
فوائد محتملة بسبب غناها بالكولاجين
كذلك سيكون حوالي 70% من إجمالي محتوى أرجل الدجاج هو الكولاجين، وهو بروتين هيكلي يوفر الشكل والقوة والمقاومة للجلد والأوتار والعضلات والعظام والأربطة.
ونظراً لاحتوائها على نسبة عالية من الكولاجين، ترتبط أقدام الدجاج أيضاً بالمزايا التالية، شريطة طهيها بدون قلي:
1- قد تساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم: إذ توصلت دراسة أجريت على الحيوانات إلى أن بروتينات أقدام الدجاج قد يساعد في تحسين مستويات السكر في الدم عن طريق تحفيز الببتيد 1 الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1)، وهو هرمون ينشط إنتاج الأنسولين بالجسم.
2- قد تعزز صحة القلب لكن بشروط: الكولاجين هو عنصر حيوي في الشرايين والأوردة إلى جانب الإيلاستين. تشير الأبحاث إلى أن نسبة الإيلاستين الجيدة من الكولاجين ضرورية للوقاية من أمراض القلب، ولكن بشروط نستعرضها خلال الفقرات التالية.
وبالرغم من فوائدها المحتملة، لكن يأتي محتواها من الدهون في الغالب من الجلد، ويكون بكميات كبيرة مقارنة بحجم الحصة عند تناولها، لذا يُنصح بإزالته قبل الطهي لتوخي التبعات الصحية السلبية عند الاستهلاك.
إضافة لذلك، غالباً ما يتم تحضير أقدام الدجاج مقلية أو تقدم مع الصلصة الحريفة لتتبيلها باعتبارها خالية من اللحوم القادرة على امتصاص النكهات بسهولة لتعزيز الطعم، ما قد يزيد بشكل كبير من محتواها من الكربوهيدرات والدهون والسعرات الحرارية التي تُسهم في الإصابة بالسمنة والأمراض المرتبطة بزيادة الدهون والكولسترول.
فيما يلي بعض من الآثار السلبية لتناول أرجل الدجاج بشكل أساسي:
قد تؤدي للإصابة بأمراض القلب والسمنة وضغط الدم المرتفع
تحتوي حصة واحدة مكونة من قدمي دجاج مسلوقتين على 84 غراماً من الكوليسترول. هذا هو الكوليسترول الضار المعروف باسم (LDL) الذي يمكن أن يؤدي إلى أمراض القلب عند استهلاكه. كما أنه يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة التي تُسهم في الإصابة بالسمنة وكسب الوزن في منطقة البطن.
كما أنها عادة ما تُباع مغطاة بجلد الدجاج لصعوبة تقشيرها، وهو المكون الذي يحظى بسُمعة سيئة لكونه يحتوي على نسبة عالية من الدهون والكوليسترول.
قد تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض السرطان
علاوة على ما سبق، تزيد الدهون المشبعة في أرجل الدجاج من علامات الالتهاب، والكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية، ورفع الكولسترول الضار مقابل الكولسترول الصحي في الجسم المعروف باسم (HDL).
وهذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، أو تراكم الترسبات في الأوردة، والنوبات القلبية. علاوة على ذلك يرتبط الكولسترول الضار بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا والثدي.
أرجل الدجاج ليست ملائمة للأطفال والعجائز
تشير المواقع الصحية المتخصصة إلى أنه عند شراء أرجل الدجاج يجب التأكد من فحصها بعناية، للتأكد من نظافتها وتطهيرها. وتلك التي تبدو متسخة أو بها جلد محترق تشير إلى سوء النظافة.
كذلك تتكون أقدام الدجاج من عظام صغيرة متعددة مربوطة في بعضها البعض من خلال الجلد والغضاريف، وبالتالي عند تناولها ستتفكك ويكون من الصعب تلافي ابتلاعها.
لذا فهي تشكل خطراً للاختناق لكل من الأطفال والبالغين والمتقدمين في السن.
أرجل الدجاج غير كافية بسبب فقرها للعناصر الغذائية
في تصريحات صحفية لأستاذ علوم الأغذية بجامعة عين شمس، دكتور محمد الحوفي، لصحيفة الوطن المصرية، فإن أرجل الفراخ بها نسبة ضئيلة من الكولاجين والبروتين، ولا يمكن الاعتماد عليها كمصدر أساسي للبروتين أو بديلاً عن الدواجن.
كما قد ترتفع نسبة الخطورة كذلك إذا تم الاعتماد على استهلاك أرجل الدواجن وتم ابتياعها من محلات ذبح الدواجن غير المرخصة المعروفة بالمستوى المتدني من النظافة والتطهير، خاصة فيما يتعلق بتنظيف أرجل الدواجن التي كانت تُعامل كعنصر نفايات يتم التخلص منه أولاً بأول.
ومع ذلك، إذا تم شراء الدجاجة بالكامل وتنظيفها داخل المنزل، فقد يكون هذا بديلاً أضمن عند الرغبة في استهلاك أرجل الدجاج. معتبراً أنه لا ضرر منها باعتبارها جلوداً وغضاريف في الأساس.