نبض البلد -
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة ،،،
من أول غزواته انكسرت عصاته، هذا المثل الشعبي ينطبق على الأحزاب السياسية التي أشبعنا مسؤوليها تنظيرا عن أن الأحزاب هي الحل لكل قضايانا ومشاكلنا، وأن لديها برامج ورؤى وحلول، وأن المستقبل سيكون للحزبيين، وأن الحكومات الحزبية والبرلمانية هي من سيغير النهج المعمول به في تشكيل الحكومات واختيار وزراءها وقيادات المؤسسات الرسمية، وبما أن الأحزاب هي من يولد من رحم الشعب وتلجأ إليه بمختلف فئاته وطبقاته المجتمعية ، للانضمام والانخراط فيها، فكان من الواجب عليها أن تنحاز له وللوطن في هكذا أزمات وقضايا، لكن ما هو حاصل هو العكس ، فإننا في أزمة المحروقات الحالية وضعت الأحزاب رؤوسها في الرمال ولم نسمع لها أي صوت أو بيان أو رأي بإستثناء حزب جبهة العمل الإسلامي ، إذا كيف ستقتنع الناس بهذه الأحزاب وبأهميتها وستتوجه للانخراط بها، اذا كان وقت الشدة لم يكن لها حضور واختقت عن الساحة ، ولم تلبي نداء الوطن والشعب ، كنا نتمنى أن تجتمع قيادات الأحزاب وأن تتدخل كوسيط بين الحكومة وممثلي قطاع النقل بمختلف انواعه بشكل مباشر، وتسعى لنزع فتيل الأزمة ، وأن تقدم مقترحات لحلول ، حتى لو فشلت جهودها فإنها تسجل موقفا وطنيا تؤجر عليه، فمن اجتهد وأصاب فله أجرين ، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر ، لكن للأسف كل يوم ومع كل أزمة تسجل الأحزاب فشلا وطنيا وشعبيا في التجاوب مع قضاياه ، وتخسر من رصيدها وتنفر الناس عنها وبأهدافها وغاياتها وأهميتها، لقد خسرت الأحزاب في هذه الأزمة وتراجعت مسموعيتها ، وأعادت الحياة الحزبية للوراء عشرات الخطوات ، فهذه الأزمة كانت تمرينا وطنيا لها لتظهر قدراتها وامكانياتها وكيفية التعامل مع أزمات الوطن ليرتفع رصيدها في الشارع العام وتقنع وتقتنع الناس بها، ويقبلون بكل قناعة واندفاع على الإنضمام لها، وللحديث بقية .