نبض البلد -
نبض البلد -
في غمرة انشغال العالم بمتابعة مجريات بطولة كأس العالم ..وفي نشوة الفرح الذي ادخله الى نفوسنا منتخب المغرب المدهش الذي لم يترك منتخبا كبيرا الا افترسه ..وفي ذروة سعادتنا ونحن نشاهد المستويات العالية للمنتخبات المشاركة في واحدة من أفضل وأروع نسخ المونديال من حيث الاثارة والمتعة والتشويق .. في كل هذا الخضم يأتيك السؤال الذي ينغص عليك متعة المشاهدة ..متى سيصل منتخبنا الوطني الى نهائيات كاس العالم ..وهل علينا ان نتصدى لتنظيم المونديال حتى نستفيد من هذه الميزة التي تمنح البلد المستضيف ورقة المشاركة في البطولة دون الدخول في صراع التصفيات ..!!
وهنا تبدو الاجابة عن هذا السؤال سهلة من وجهة نظري ..ذلك ان المعطيات الحالية على ساحة كرة القدم الاردنية تمنحك الراحة في الاجابة ..بانه لا أمل بوصول منتخب النشامى الى نهائيات المونديال ..حتى مع قرار الاتحاد الدولي برفع عدد المنتخبات المشاركة الى 48 منتخبا اعتبارا من البطولة المقبلة ..وحتى لو زاد العدد الى 100 منتخب ..ليس تشاؤما بقدر ما يمليه عليك الواقع السيئ الذي يواكب كرتنا ويجعل من تحقيق حلم الوصول مجرد كابوس فحسب ..ونحن الذين خضنا تجربة الوصول الى التهائيات منذ اكثر من سبعين عاما دون نبلغ الاماني ونقطف ثمار جهد اجيال عديدة نالت شرف المحاولة ...وفشلت بالوصول .!!
ذلك ان الوصول الى نهائيات اعظم بطولة كروية ..يحتاج الى فكر عميق وتخطيط كبير وبرامج جادة تعالج الخلل الفني الواضح في بناء جيل قادر على تحقيق هذا الانجاز ونحن الذين نشاهد ان الاهتمام ينصب على الفرق الاولى ..ان كان على مستوى الاندية او المنتخبات الوطنية ..وان الاهمال يرافق مسيرة فرق الفئات العمرية المختلفة التي لا تكاد تستفيد الاندية من مواهبها ...بسبب نظام البطولات الذي لا يتيح لها فرصة خوض العدد الكبير من المباريات حتى تحكم من خلالها على نجوم هذه الفئات ..الى جانب حاجتنا الى الكوادر الفنية الخبيرة داخل منظومة الاتحاد لتنظم العمل في نهج مستقبلي لا يتغير وتعالج الاختلالات والفوضى في اختيار المدربين والفنيين ...!!
كل هذه الامور يفتقدها اتحاد الكرة الذي لا تكاد تتوفر مواصفات الخبرة فيه الا لدى بعض اعضاء مجلس الادارة او العاملين فيه ..فكيف لنا ان نطالب بتحقيق الحلم ما دامت الامور هي نفسها لم تتغير منذ سنين طوال وحتى يومنا هذا ..فعندما نعالج تلك الاختلالات الواضحة للعيان وننظر بعين الاهتمام للاندية ونمنح الثقة لمدربنا الوطني ونعطي مواهبنا الصغيرة الاهتمام ونستعين باصحاب الخبرة والاختصاص ونوفر الدعم لمنظومة الكرة وعلى راسها الاندية الفقيرة ..عندها فقط قد نتفاءل وقد نجيب عن السؤال براحة واطمئنان ..لكن ما دامت الامور على ما هي عليه الان ...ناموا واستريحوا ...واكتفوا بالفرجة فلن نصل الى المونديال!!!
عوني فريج