نبض البلد – وكالات
تقدّم رجل كندي يعاني من إعاقة شديدة بطلب إلى البرنامج الحكومي لـ"القتل الرحيم"، بسبب خشيته من خسارة سكنه الاجتماعي، ولكونه غير قادر على شراء منزل، قبل أن يتراجع عن قراره بعدما ساعده غرباء على الإنترنت في جمع أكثر من 60 ألف دولار.
صحيفةThe Independent البريطانية، ذكرت الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن الكندي أمير فرسود (54 عاماً)، بعد تعرضه لحادث قبل بضع سنوات، انتقل للعيش في "سانت كاثرينز" بمدينة أونتاريو الكندية، وأصبح يعاني آلاماً شديدة في الظهر، ويعتمد على معونة حكومية لتأمين الطعام والسكن.
لكن المنزل الذي يعيش فيه مع شخصين آخرين، عُرض للبيع في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وخاف فرسود من أن يفقد منزله، وألا يتمكن من العثور على منزل جديد لسنوات، لذلك تقدم بطلب لبرنامجMAID الكندي المثير للجدل، الذي يوفر "الموت الرحيم" للمرضى الميؤوس من شفائهم وللمصابين بإعاقة شديدة.
لكن بعد أن احتلت قصة فرسود عناوين الصحف الكندية، أنشأ بعض الغرباء صفحة له على موقعGoFundMe المخصص لجمع التبرعات، ونجحوا في جمع مبلغ يزيد عن 60 ألف دولار ساعده في تأمين السكن من جديد.
المسؤول عن صفحة جمع التبرعات كتب أنه "من الضروري أن تنتصر الإنسانية، جميعنا في هذه الحياة معاً، وعلينا نحن الكنديين أن نساعد من يحتاج. ولو أن السنوات الثلاث الماضية علمتنا شيئاً فهو أننا لا شيء من دون التعاطف والمرونة والمجتمع والصحة الجيدة".
من جانبه قال فرسود، وهو مهاجر إيراني غادر البلاد في سن الثانية عشرة مع عائلته لإذاعةCityNews، إن كرم كثير من المهاجرين الإيرانيين، وكذلك العديد من المتبرعين المجهولين عبر الإنترنت، أتاح له فرصة أخرى.
المال الذي تم جمعه لفرسود مكّنه من سداد 20 ألف دولار من القروض والديون، وإضافة مبلغ 800 دولار شهرياً إلى معونة الإعاقة المقدمة له لعدد من السنوات المقبلة أثناء انتظاره الحصول على سكن جديد.
فرسود قال إن "كل ما أريده أن أملك ما يكفي ليحميني من الجوع ويساعدني على توفير الأساسيات لعدة أشهر أو سنوات، إلى أن أحصل على سكن دائم ومستقر بسعر معقول، فمن هم في حالتي لا يبحثون عن البذخ، وإنما ما يساعدهم على استمرار حياتهم فقط".
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أن برنامج MAID الكندي لـ"الموت الرحيم"، بدأ عام 2016 لمن هم عرضة للوفاة الحتمية، وقد توسع هذا العام ليشمل المصابين بإعاقات أو آلام شديدة، حتى لو لم تكن حياتهم في خطر.
في عام 2021، أصدرت الأمم المتحدة تقريراً عن هذه البرامج، قالت فيه إن "هذه التدخلات التي تنهي الحياة أصبحت طبيعية لغير المصابين بمرض عضال، أو من يعانون في نهاية حياتهم، وهذه البنود التشريعية عادة ما تعتمد على- أو تستمد منطقها من- الافتراضات التمييزية عن قيمة حياة الشخص المعاق".
الموت الرحيم وفقاً للمؤسسات الطبية حول العالم هو فعل الإنهاء المتعمد لحياة الإنسان لتخفيف معاناته، فعلى سبيل المثال يمكن اعتبار القتل "رحيماً" إذا قام الطبيب عمداً بإعطاء مريض مصاب بمرض عضال دواءً مثل جرعة زائدة من المهدئات أو مرخيات العضلات، بهدف إنهاء حياته لإيقاف معاناته.
توسعت ممارسات المساعدة على الموت، والتي تشمل القتل الرحيم والانتحار بمساعدة الطبيب، بشكل كبير في بعض دول العالم على مدار العشرين عاماً الماضية. وهو ما يختلف كلياً عن بدايات القرن مثلاً، عندما كان يتم حظر تلك الممارسات، وحتى تجريم المطالبة بها.
بدأ المعنى الحديث لمصطلح القتل الرحيم أو الموت الرحيم في القرن العشرين، تزامناً مع انتشار منظمات الحق في الموت ومنظمات القتل الرحيم الطوعية، التي دعمت تقنين هذه الممارسة للتخفيف من معاناة كبار السن أو المرضى بحالات صحية خطيرة ومؤلمة أو ميؤوس منها.
أما الجدل حول "القتل الرحيم" فبدأ تحديداً عام 1973 من خلال قضية قانونية اشتهرت في هولندا، شملت طبيبة استخدمت حقنة قاتلة لإنهاء حياة والدتها المحتضرة، بناءً على طلب من والدتها، وهناك أثيرت الكثير من المناظرات حول العالم، حول مشروعية هذا الحق في إنهاء الحياة.