خليل النظامي
تعتبر السفارات في رأي المحللين السياسيين ونظريات ودراسات الفكر السياسي "مراكز تجسس" وثغرات بصبغة دبلوماسية، إضافة إلى أن هناك الكثير من اللوبيات النخبوية وشخصيات سياسية وإقتصادية تربطهم وتحكمهم علاقات خاصة بـ السفارات والسفراء والدبلوماسيين، بعضها علاقات تجارية وبعضها الآخر علاقات مصالح، وقلة قليلة تجد علاقات طابعها إجتماعي.
في الأردن تحديدا تمتاز دولتنا وشعبنا بـ الكرم والضيافة، ولا تتعامل بحديه مع ضيوفها إلا في حالات ضيقة جدا وتكون على مستوى رفيع، ولكن من الملاحظ مؤخرا أن هناك تحركات غير مريحة البتة لـ سفراء بعض الدول الأجنبية العاملين في الأردن، يرافقها تصريحات وتغريدات غامضة ومستهجنة لا مكان لها من الإعراب في القاموس السياسي سوى التدخل السافر في شؤون المملكة طبقا لـ نظرية "دس السم بـ العسل".
ومن الواضح أن وزارة الخارجية الأردنية لا تألوا جهدا في مراقبة تحركات وتصريحات جميع السفراء والدوبلوماسيين الأجانب، ولكن يبدو أنها غير قادرة على فهم طبيعة ما يحدث خلال الغدوات والعشوات التي يولم بها العديد من أبناء النخب والسياسيين الأردنيين سفراء بعض الدول في المزارع الخاصة والغرف المغلقة، الأمر الذي يفرض على الجهات الرقابية في الحكومة سواء الأمنية أو الدبلوماسية تكثيف رقابتها على محاور تلك الولائم والجلسات ومخرجاتها، وإتخاذ الإجراء القانوني اللازم بحق كل من يحاول التدخل بـ الشؤون الداخلية والخارجية لـ المملكة الأردنية خاصة أننا دولة معروف عنها أنها تعمل على إرضاء جميع الأطراف ولا مصلحة خاصة لها عند أي دولة على حساب دولة أخرى.
وهذا ليس ضرب في الخيال أو تعد على السفراء وسلوكياتهم في الداخل الأردني، وإنما طبقا لما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة بـ "انة لا يحق لاية دولة ان تتدخل بشكل مباشر او غير مباشر ولاي سبب كان في الشؤون الداخلية والخاريجة لاي دولة اخرى، وترى ان اي انتهاك لمبدأ عدم التدخل بجميع انواعة في الشؤون الداخلية والخارجية للدول يشكل تهديدا لحرية الشعوب ولسياردة الدول واستقلالها السياسي وسلامتها الاقليمية وتهديدا لتنميتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ويعرض السلم والامن الدوليين للخطر".
ونحن لسنا ضد أن يولم السياسيين والنخبوين الأردنيين سفراء الدول الأجنبية، فهذا سلوك يعبر عن مدى كرم ضيافة الأردنيين، ولكننا لسنا مع أن تكون هذه الولائم والجلسات على حساب إفتعال الأزمات مع دول مجاورة أو دول بيننا وبينهم إتفاقيات أقتصادية، والأردن منذ الأزل أبى أن يكون مع طرف على حساب طرف آخر وهذه سياسة تظامه الحكيمة والدقيقة التي كانت العامل الأبرز في إبقاءه بعيدا عن بؤرة النار الملتهبة حولة.