يستخدم المرضى تقنية الحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) كإحدى الطرق العلاجية، خاصة بعدما جذب هذا النهج انتباه المتخصصين في مجالات متنوعة من الطب؛ كأطباء الروماتيزم وجراحة العظام، بالإضافة إلى إعادة التأهيل والطب الطبيعي.
على الرغم من أن البلازما غنية بالصفائح الدموية إلا أنها لم تخضع لعدد كبير من التجارب السريرية ولا تزال مثيرة للجدل، قبل أن نشرح ما هي البلازما وكيف يتم استخدامها حالياً دعونا نتعرف على إحدى القصص التي يقال إنها أصل هذه التقنية.
قتل من أجل نضارة البشرة
حسب موسوعة بريتانيكا يعود أصل استخدام تقنية الصفائح الدموية إلى "إليزابيث باثوري"، وهي امرأة من أصول مجرية نبيلة عاشت خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، وكانت تعرف بطبعها العنيف وحبها للجمال ونضارة البشرة.
بدأت القصة بعد شجار نشب بين إليزابيث وإحدى خادماتها انتهت بوفاة الخادمة وتناثر دمائها على وجه إليزابيث، بعد أن قامت هذه الأخيرة بغسل وجهها من آثار الدماء لاحظت نضارته، فأرجعت الوضع إلى الدماء لتقدم بعدها على قتل أزيد من 600 فتاة لاستخدام دمائهن، حتى يتم إلقاء القبض عليها خلال سنة 1609.
نشأة العلاج بحقن البلازما
يقوم الأطباء بسحب دم الذراع، ثم تجرى عليه عملية تحليل الخلايا المسماة بالصفائح الدموية، هذه الصفائح هي التي تساعد في تخثُّر الدم. يتم حقن هذه الخلايا على فترات متقطعة في الجلد بإبرة رقيقة جداً.
حسب مقال نشره المركز الطبي الأمريكي "Delaware Integrative Healthcare" بدأت تقنية الحقن بالبلازما منذ أكثر من ألفي سنة، لكنها لم تكن متطورة بل كانت تتسبب في عدة مشاكل من بينها الحساسية.
ومطلع الخمسينيات من القرن الماضي تم استخدام هذه التقنية لتقوية الأربطة والأوتار والمناطق المنفتقة من قبل الدكتور "هاكيت"؛ حيث قام بحقن مواد مختلفة في الدم ما أدى إلى تعزيز المناطق المتضررة وشفائها.
من خلال تهيج الأنسجة الضعيفة والمسترخية بعد الحقن لاحظ "هاكيت" ظهور خلايا الأنسجة الجديدة التي تقضي على الأمراض، ثم افترض أنه يمكن تطبيق نفس التقنية على الألم المزمن والعيوب المختلفة في الجهاز العضلي الهيكلي، كما أطلق عليها اسماً مختلفاً يُدعى "العلاج بالحقن" ووضع المفاهيم المبكرة للعلاجات الشبيهة بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية على الخريطة العلمية.
على الرغم من اختلاف علاج البلازما في العديد من النواحي عن تجارب الدكتور هاكيت، إلا أنه استخدم أيضًا إدخال المهيّجات لبدء عمله، ومع ذلك فإن ميزة PRP هي أن الصفائح الدموية ليست مهيّجات حميدة ولكنها آليات توصيل قوية لعوامل النمو الحيوية.
تتسبب هذه الحقن في التهاب بسيط لمكان الحقن لكنها توفر في نفس الوقت مواد تساعد في إصلاح الالتهاب الناتج عن الحقن.
حدثت تطورات أخرى في العلاجات الشبيهة بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية في أوائل القرن الواحد والعشرين بين جراحي التجميل وأثناء الإجراءات الترميمية الفموية عندما تم إعطاء علاجات فقط لتقليل فقد الدم.
لاحظ الأطباء أن العظام تلتئم بشكل أسرع وأكثر كفاءة بعد هذه العلاجات؛ مما دفعهم للاشتباه في أن المواد الغنية بالصفائح الدموية التي حقنوها لعبت دوراً رئيسياً في تقوية أنسجة العظام.
المواد المكونة لحقن البلازما
تحتوي الصفائح الدموية على العديد من عوامل النمو المهمة التي تزيد من أنواع متعددة من الأنسجة في جسم الإنسان، كما لا تحتوي الصفائح الدموية فقط على السيتوكينات والميتوجينات وهما مكونان أساسيان لجذب الخلايا الوسيطة وتحفيز الانقسام، ولكنها تعزز إنتاج الخلايا الليفية أيضاً وهي خلايا داخل الجلد مسؤولة عن توليد النسيج وتسمح للجلد بالتعافي.
حسب دراسات أجريت على الحيوانات، ساعد علاج الصفائح الدموية بشكل فعال في إصلاح وتجديد الأوتار المصابة بعد فترة وجيزة من الحقن، بالإضافة إلى ذلك تبين أن حقن البلازما يساعد في تجنيد خلايا جديدة ويحفز نمو الأوعية الدموية، كما يعزز بشكل عام تغذية المنطقة المصابة.
تحفز نمو الشعر وتقوّي بصيلاته
مع مرور الوقت، أصبحت حقن البلازما تستخدم وسيلة للتجميل، خاصة في مجال زراعة الشعر، فحسب دكتور التجميل الفرنسي "أليكسندر بوحنا" توجد عدة فوائد للحقن وتشمل الثالي:
تعالج تساقط الشعر وذلك عن طريق تحفيز مادة الكولاجين التي تساعد بدورها في نمو بصيلات الشعر.
تحد من تقصف الشعر عن طريق نقل الغذاء في المناطق المختلفة في الجسم.
تثبيت البصيلات في فروة الرأس.
تجديد وعلاج فروة الرأس.
تساعد في تعبئة الفراغات في فروة الرأس الناتجة عن الندوب التي تعيق نمو الشعر.
بالرغم من كل هذه الإيجابيات لحقن البلازما إلا أنها تضم بعض الأضرار قد تتفاوت من شخص إلى آخر من بين هذه الأضرار نجد:
الشعور بالحكة "حساسية" في مكان الحقن.
احمرار بسيط.
آلام في مناطق الحقن.
كدمات بسيطة في الجلد.
وحسب اليكساندر يمكن التخلص من هذه الأعراض عبر استخدام بعض المراهم الطبية، لكن هناك بعض الأشخاص حسب الطبيب لا يمكنها إجراء هذا النوع من العلاج على الشعر من بينهم:
المرضى المصابين بعدوى مثل فيروس الهربس أو بعض الحبوب التي تؤدي إلى التهاب الجلد.
المريض الذي يعاني من أورام تنتشر عن طريق الوعاء الدموي.
الأشخاص الذين يعانون من نقص فى عدد الصفائح الدموية عن المعدل الطبيعى.
الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكبد مثل التهابات الكبد الوبائية لأن مركبات الدم تكون فى تلك الحالة غير صالحة للحقن.
الأشخاص الذين يتناولون أدوية المسكنات التى تعمل على الصفائح الدموية وتعطل عملها، فى تلك الحالة يجب التوقف عن تناول المسكن قبل الجلسة بـ 10 أيام.
الأشخاص المستخدمون لحقن الكورتيزون يمكن عملها بعد شهر من توقف الحقن.
الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم بأقل من 10%.
كما قدم الطبيب نصائح يجب اتباعها بعد إجراء عملية حقن الرأس بالبلازما من بين أهمها:
عدم غسل الرأس حتى مرور 24 ساعة على إجراء حقن البلازما للشعر.
الامتناع عن وضع أي نوع من أنواع مستحضرات الشعر الكيميائية لمدة أسبوعين بعد العملية.
في حال التعرض لتهيّج فروة الرأس واحمرارها أو تورمها يجب وضع مكعب من الثلج على البشرة وتجنب وضع أي كريم أو مستحضر دون استشارة الطبيب.
تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة حتى مرور أسبوع على إجراء الحقن، وفى حالة الضرورة للخروج أثناء ظهور أشعة الشمس عليك ارتداء قبعة أو غطاء للرأس.
تعزز كولاجين الوجه
بالنسبة لحقن البلازما للوجه، يقوم الأطباء باستخدام الدم الخاص بالمريض لمعالجة تقنية البلازما المفيدة لتعزز إنتاج الكولاجين وتحسّن مظهر البشرة، وعادة ما يتم حقن البلازما في الوجه بمرافقة تقنية الإبر الدقيقة "Micro Needling" لمضاعفة فاعلية العلاج والخروج بنتائج أفضل.
لهذه التقنية فوائد على وجه الإنسان تساعد في الحد من العديد من المشاكل التي تتعرض لها البشرة؛ حيث تعالج ما يلي:
تعبئة الوجه؛ بحيث يبدو أكثر حيوية ويمكن استخدامها بديلاً للبوتوكس.
تحفيز إنتاج الكولاجين.
تخفيف وتحسين مظهر الندوب خاصة الناتجة عن حب الشباب.
التخلص من تأثيرات أشعة الشمس الضارة على الوجه.
تخفيف وتحسين مظهر التجاعيد.
تصغير المسامات.
تجديد البشرة حول العيون وإزالة آثار التعب.
بالإضافة إلى ما سبق ذكره، تتميز هذه التقنية بأن مخاطرها قليلة إذا ما تم إجراؤها عند مختصين، فهي تعتمد بالأساس على دم المريض، وبالتالي لا خطورة من المواد التي سوف يتم حقنها في الوجه.
لكن حذر الأطباء بعض الفئات من استخدام هذه التقنية من بينهم:
المرضى الذين يتناولون أدوية مضادة لتخثر الدم.
النساء الحوامل.
الذين يستخدمون أدوية لمعالجة حب الشباب.
مرضى السكري.