نبض البلد -
محمد دواديه
منذ 25 سنة، وهو ينعى إليّ البلد.
يقول جملته السوداء «البلد واقعة يا بو عمر» !
أرد عليه دائما: والله ما واقع إلا حيلك،
وقٍّف نعيق البوم.
الشخصيات السوداودية، المتشائمة، الرخوة ترفع الراية البيضاء «من اللّفة»، ولا ترى من الغربال، أو انها لا تريد أن ترى.
هل أقوى وأمضى نصلاً من كورونا، التي عصفت ببلادنا، وألحقت بشعبنا أضرارا غير مسبوقة وما تزال؟
ولم تقع البلد ؟!
في الملمّات، ينبري الرجالُ والنساءُ الوطنيون المخلصون، يتدافعون، ويحطّون الكتف، و يشيلون الحِمِل، ولا تخالط همّتَهم وعزمَهم أيّةُ ذرة نكوص أو شماتة.
في الملمات، نحن نتضامن مع بلادنا، فالذي بيننا وبينها «جيزة نصارى»، نفتديها كما يفتديها العسكر، ونضحي من أجلها مثلما فعل خضر شكري أبو درويش، نقف معها في السرّاء والضرّاء، في الشِّدة والرخاء.
نحن نبصر.
نحن نرى الخطأ والخطيئة، والتزوير والغش والفساد، نرى الإدناء والإقصاء، نرى الظلم والمحسوبية.
من الضرر والخطر ان نكون من جماعة «كله تمام يا فندم»، الذين يرون الكأس نقيا مليئا.
والوطنيون الأردنيون لا يكونون من جماعة المجالس الانتقالية !!
ومن الضرر والخطر تصنيع النخب وهندسة الانتخابات والأحزاب والنقابات.
ومن الطبيعي أن لا تجد البلاد، الضعفاءَ عند الحاجة اليهم.
وساظل أعيد معكم مَثلَ الآباء والأجداد: «قوّي ضعيف حلالك، ولا تقوّي ضعيف رجالك، ضعيف حلالك إنْ قويته بتوكله، وضعيف رجالك إنْ قويته بوكلك».
الأقوياءُ لا يخيفون يا قوم.
الذين يخيفون هم الضعفاء، وجماعة ما دخلني، الذين لو هاجم نتنياهو الأردن، لرحبوا به.
«السستم» الاردني مقتدر عميق وخبير، يملك بنك معلومات تفصيلياً بخائري الوطنية، أهل الرطانة، الذين ينظّرون من أبراجهم العاجية المعزولة تلك التي بلا نوافذ !!