نبض البلد -
تأكدت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وبعد سلسلة متصلة من التدابير الاحترازية التي اتخذتها على نطاق الدولة، والفحوصات الطبية، والمسح الجيوطبي للأعراض الكلينيكية والمسارات في مكافحة الغزو الفيروسي، إلى أن أراضيها الممتدة على طول الجنوب الكوري؛ في ايبوري بقضاء كومكانغ في محافظة كاونغوون المتأخمة لجنوب كوريا؛ هي بالذات المنطقة التي تم إدخال فيروس الجائحة من خلالها لأول مرة إلى الشمال الكوري، وثبت أن السبب يعود إلى منشورات وغيرها من بضائع قادمة بمناطيد جوية من جنوب كوريا بالذات.
الانتشار السريع والمفاجئ لكوفيد/19 في شمال كوريا الزوتشي، في فترة تتراوح بين أواخر نيسان وأوائل أيار 2022؛ تَرَافَقَ في محافظة كانغوون بمظاهر اشتداد الأعراض المَرضيَّة، وعديد الموتى؛ برغم نجاح الجهات المختصة بتذيل الجائحة في بدايات انتشارها في العَالم وفي محافظتي بيونغآن الشمالية وهامكيونغ الشمالية، وغيرهما من المناطق المتأخمة للصين وروسيا. لقد تَكَشَّفَ الأمر في أجسام عديد المواطنين الذين يعانون من ارتفاع حرارة أجسادهم منذ الأيام الأولى لإصابتهم بالفيروس. هذه الحقائق تشير إلى أن قناة دخول الفيروس الوحيدة التي لم تكن موضع السيطرة في كوريا الديمقراطية؛ بعد اكتمال فرض حصار على الحدود البرية؛ وإرساء آلية الفحص ومكافحة المرض؛ تعكس عملية واسعة وخبيثة لنشر البضائع المُلوَّثَة بالفيروسات عن طريق المناطيد الجوية التي طارت من جنوب كوريا إلى شمالها معتدية على سيادة الدولة الزوتشيه.
ولهذا، حَمَّلَت الهيئة الوطنية الطارئة لقيادة مكافحة المرض لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية سلطات جنوب كوريا، المسؤولية الكاملة عن العواقب الوخيمة التي تتسبب بها نتائج التحقيق في الشمال، وهو ما سيرخي بظلاله القاتمة على العلاقات بين الشمال والجنوب، لاسيما وأن حقيقة الهجوم الفيروسي الجنوبي بات مكشوفاً ومفضوحاً آسيوياً ودولياً، فقد تم التثبت من ذلك عدة مرات، وفي كل مرة تتأكد ذات النتائج العلمية، والتي تشير إلى الاحتمالات الدائمة أن ينتقل كوفيد/19 ليس فقط عن طريق الهواء، بل وعبر لمس البضائع، فمِن المتعارف عليه دولياً وعلمياً ضرورات إجراء تعقيم لسطح البضائع قبل لمسها. وفي هذا الصدد، فقد أكدت منظمة الصحة العالمية، في شهر أيار2020، أن كوفيد/19 يبقى حيَّاً لمدة 7 أيام على سطح الكِمامة، و4 أيام في الحديد المضاد للصدأ والبلاستيك، ويومين على سطح الزجاج، وأشارت إلى أن احتمال انتقال العدوى عبر اللمس "غير مستبعد"، ولهذا، فمن الأهمية بمكان لزوم إجراء تعقيم سطح البضائع. ومن ناحية أخرى، فقد تحققت الدراسات على الصعيد العالمي، في شهري شباط وأذار عام 2022، من أن الفيروس المعَدَّل "أوميكرون" يبقى حياً لمدة 6.4 - 9.8 أيام على سطح البلاستيك، أي بالمعدل 8.1 أيام، و7 أيام على سطح الزجاج والحديد المضاد للصدأ، ويومين في سطح القماش و30 دقيقة في سطح الورق.
وفي استنتاجات موازية، فقد أشارت إحدى وسائل الإعلام في جنوب كوريا، في شهر أذار 2022، إلى أن معاهد الدراسات في جامعات مشهورة في فرنسا واليابان وهونغ كونغ "أثبتت علمياً أن الفيروس المعَدَّل "أومكرون ستيلث" يبقى حياً على سطح البضائع أطول من الفيروس المعدل "ألفا وبيتا وغما وديلتا" بضعفين أوخمسة أضعاف.
كما أعلنت جامعة ميشيغان الأميركية عن نتيجة تحليل سطح البضائع لأكثر من 500 بضاعة، قائلة إنه تم اختبار وجود الفيروس في 1.4% من البضائع، وحذَّرَ العلماء المشهورون في أمريكا بمَن فيهم الأساتذة في جامعة برجينيا الهندسية، من خطورة عدوى الفيروس عبر لمس أسطح البضائع، مؤكدين خطورة "الانتقال الأكيد للعدوى عبر الأنوف والأفواه، عند القيام بغسل الأيدي"، وفي دراسات أُخرى عن طريق القطيرات التنفسية والمخالطة.
ترفض بيونغيانغ وتشجب التدخل الأجنبي والكوري الجنوبي في وقائع وسياسة ونهج جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وتحتج وتعترض وتتصدى لبث الفيروسات على أراضيها. كوريا سونغون دولة مستقلة وذات سيادة وحليفة للعالم العربي برمته، وبيونغيانغ داعمة مادياً وتسليحياً وسياسياً وأمنياً للقضية الفلسطينية والعرب وقضايانا التحررية والاستقلالية.. هذا التدخل الجنوبي غير مقبول لا في المنطق، ولا في القانونين الدولي والإنساني، ولا في علاقات الدول ببعضها البعض، وبخاصة تلك التي تتجاور، وليس له حيز لا في الحُجَّةٌ القاطِعة، ولا في سوية وصحيح الدبلوماسيتين الرسمية والشعبية بين الدول. يتبع.