الروبوتات أكثر دقة في تشخيص أمراض القلب لدى النساء! نتائج دراسة أجريت على آلاف المرضى

نبض البلد -
نبض البلد -

توصلت دراسة إلى أن الروبوتات قد تكون أفضل من الأطباء في تشخيص النوبات القلبية لدى النساء، وذلك وفق دراسة أجريت على 13 ألف مريض.

 

حيث وجدت دراسات سابقة أن النساء اللواتي يعانين من النوبات القلبية أكثر عرضة بنسبة 50% من الرجال لتلقي تشخيص أولي خاطئ- مما يؤدي إلى الآلاف من الوفيات التي من الممكن تجنبها؛ وذلك حسبما قالت صحيفة Telegraph البريطانية في تقرير نشرته السبت 27 أغسطس/آب 2022.

 

عدم وضوح الأعراض

يقول الخبراء إن النوبات القلبية لدى النساء غالباً ما تكون صعبة الاكتشاف في وقت مبكر، لأن الأعراض قد تكون أقل وضوحاً. ووجدت الدراسة التي أجرتها جامعة إدنبره أن الخوارزمية طُوِّرَت من بيانات المرضى الذين ذهبوا إلى المستشفى ويُشتَبَه في إصابتهم بنوبةٍ قلبية. وكانت الخوارزمية قادرةً على استبعاد النوبة القلبية بدقة 995% من الوقت، مما يعني أنه يمكن إرسال المرضى بأمان إلى منازلهم.

 

في حين تمكَّنَت الخوارزمية كذلك من تأكيد ما إذا كان المريض يحتاج إلى مزيد من الفحوصات في المستشفى في 83.7% من الحالات. ويُقارَن هذا بمعدلات دقة تبلغ 49.4% فقط في الإجراءات القياسية.

 

فيما يعتزم العلماء تطوير تطبيق لمساعدة الأطباء على إجراء تشخيص دقيق وفوري، وذلك ببساطة عن طريق إدخال نتائج اختبارات الدم وبيانات المريض.

 

إجراء التجربة على آلاف المرضى

من ناحية أخرى، طور باحثو جامعة إدنبره التطبيق باستخدام بيانات من 10038 مريضاً (48% منهم نساء) ذهبوا إلى المستشفى بسبب نوبة قلبية مشتبه بها. ثم جرى التحقق من صحة التشخيص في 3.035 حالة أخرى خارج المملكة المتحدة.

 

من جانبه، قال البروفيسور جيمس ليبر، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية: "هذه خطوة كبيرة إلى الأمام للمساعدة في ضمان أن يكون الجميع على قدم المساواة عندما يتعلق الأمر بتشخيص النوبات القلبية وعلاجها".

 

في حين قُدِّمَت النتائج في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في برشلونة. وقال البروفيسور نيك ميلز من مركز BHF لعلوم القلب والأوعية الدموية بجامعة إدنبره: "كل عام في المملكة المتحدة، هناك نصف مليون زيارة للمستشفيات من الأشخاص الذين يعانون من آلام في الصدر، مع أكثر من 200 ألف زيارة بسبب النوبات القلبية".

 

فيما يمكن لمرضى النوبات القلبية تلقي الأدوية المذيبة للجلطات أو علاج رأب الوعاء بالبالون أو الجراحة لاستعادة تدفق الدم.

 

كما أن قياس التروبونين في الدم هو المعيار الذهبي الحالي لتشخيص النوبة القلبية. لكن النتائج يمكن أن تكون مختلفة جداً بالنسبة للرجال والنساء، مما يجعل التشخيص أصعب.

 

تمكنت الخوارزمية من تقييم مخاطر المرضى بشكل أكثر دقة بحيث أصبحت الزيادة في عدد الناس الذين تكون لديهم خطة علاج واضحة بنسبة 29.5% أكثر.

 

من جانبها، قالت الدكتورة علياء عباس حنيف، من كلية لندن الإمبراطورية والرئيسة المشاركة لمجموعة خبراء طب الأطفال وصحة المرأة في كلية الطب الصيدلاني: "أدى التفاوت بين الجنسين في تقييم النوبة القلبية إلى التشخيص الخاطئ والتأخير المثير للقلق لدى النساء، مما أدى بشكل مأساوي إلى وفاة الآلاف من النساء دون داع".

 

اختبار يستغرق ثلاثين دقيقة

كذلك فقد قال ديميتريوس دودسيس، الباحث الرئيسي في مركز BHF في جامعة إدنبره: "بينما يستغرق اختبار التروبونين 30 دقيقة للمعالجة، نأخذ مجموعة من المعلومات الصحية الأخرى ونضيفها إلى التطبيق جنباً إلى جنب مع قياس التروبونين".

 

يُعتقد أن بعض الفجوة بين الجنسين بسبب النوبة القلبية تعود إلى أن تمثيل النساء تاريخياً ناقص في التجارب السريرية.

 

وقد سبق أن قدرت دراسة تاريخية أُجرِيَت عام 2018 أن 8.200 امرأة في إنجلترا وويلز توفين بسبب مشاكل في القلب بين عامي 2002 و2013 لأنهن لم يتلقين نفس مستوى الرعاية مثل الرجال.

 

أظهرت الدراسة أن النساء المصابات بنوبة قلبية لديهن فرصة أكبر بنسبة 50% من الرجال في التشخيص الخاطئ من جانب الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.

 

كما وجدت الدراسة أيضاً أن النساء أقل عرضة من الرجال لتلقي علاج محتمل لإنقاذ الحياة للأزمة القلبية في الوقت المناسب.

 

لكن من غير المرجح أن يُقبَلن في جناح القلب المتخصص ويقل احتمال وصف الأدوية للمساعدة لهن لمنع نوبة قلبية ثانية.

 

جدير بالذكر أنه وفي عام 2021 نشر 17 خبيراً عالمياً تقريراً رئيسياً في مجلة The Lancet الطبية البريطانية لمعالجة عدم المساواة، قائلين إن الأطباء والجمهور بحاجة إلى توعية أفضل بشأن المخاطر التي تتعرض لها النساء.