كشفت دراسة جديدة، أن الأشخاص الذين زادوا من كمية الكحول التي يشربونها كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بجميع أنواعه.
ووجدت الدراسة التي أجريت في كوريا الجنوبية أن الأشخاص الذين زادوا الكمية التي يشربونها كانوا أكثر عرضة للإصابة بجميع أنواع السرطانات، مقارنة بالمجموعة التي لم تُجرِ أي تغييرات على عادات الشرب الخاصة بها، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وكشفت الدراسة أن الخطر يزداد أيضاً بالنسبة لأولئك الذين لا يتناولون الكحول والذين غيّروا عاداتهم وأصبحوا يشربونها بكثرة.
وقال الدكتور ويليام داهوت، كبير المسؤولين العلميين في جمعية السرطان الأمريكية، لشبكة "سي إن إن" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "هذا مثال رائع آخر على كيف يمكن لتغيير السلوك أن يقلل بشكل كبير من وفيات السرطان".
وأضاف: "أكثر النتائج إثارة للدهشة هي التأثير على وفيات السرطان مع التغيرات في استهلاك الكحول. يجب نصح الأفراد بشدة بأنه يمكنهم تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان بشكل كبير إذا تم تناول الكحول بطريقة معتدلة".
ونظرت الدراسة في بيانات من أكثر من 4.5 مليون مشارك من خدمة التأمين الصحي الوطنية الكورية، يبلغون من العمر 40 عاماً وما فوق، وشاركوا في فحص صحي وطني في عامي 2009 و2011، وكانت لديهم بيانات متاحة عن حالة الشرب الخاصة بهم.
وكتب مؤلفو الدراسة من مستشفى جامعة سيول الوطنية: "وجدنا أن الأفراد الذين زادوا من استهلاكهم للكحول، بصرف النظر عن مستوى الشرب الأساسي لديهم، زادت عندهم معدلات الإصابة بالسرطان المرتبطة بالكحول وجميع أنواع السرطانات الأخرى - مقارنة بأولئك الذين حافظوا على مستواهم الحالي من الشرب".
وجد الباحثون نسبة عالية من سرطان المعدة والكبد والمرارة والرئة والورم النخاعي المتعدد وسرطان الدم لدى أولئك الذين زادوا من مستويات شربهم، خصوصاً الأشخاص الذين لم يشربوا الكحول من قبل، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.
ووجدوا أيضاً أن هناك ارتباطاً بين انخفاض خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان وتقليل شرب الكحول إلى مستويات معتدلة.
ووصفت جمعية السرطان الأمريكية تعاطي الكحول بأنه "أحد أهم عوامل الخطر التي يمكن الوقاية منها للإصابة بالسرطان، إلى جانب التدخين وزيادة وزن الجسم".
وتقول الجمعية إن تناول الكحول يمثل نحو 6 في المائة من جميع أنواع السرطان و4 في المائة من جميع وفيات السرطان في الولايات المتحدة.
ووفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن شرب الكحول يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بستة أنواع من السرطان: الفم والحلق والحنجرة والمريء والقولون والمستقيم والكبد والثدي لدى النساء.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا تقريرا عن أحدث المشاكل الصحية التي يسببها تناول الكحول، مؤكدة أنه وراء نحو 25% من إجمالي الوفيات في الفئة العمرية من 20 و39 عاماً. كما يتسبّب تناول الكحول في وقوع 3.3 مليون حالة وفاة كل عام، أي شخص واحد كل 10 ثوان، وهذا يمثل 5.9% من جميع الوفيات.
وتتسبّب أنماط استهلاك الكحول في ظهور مشكلات في مجالي الصحية العمومية والسلامة في جميع البلدان تقريباً، خاصة حال شرب كميات كبيرة كل يوم، أي ما يعادل 60 جراماً من الكحول الصافي أو أكثر من ذلك.
