نبض البلد -
نبض البلد -يلينا نيدوغينا تكتب: احتفاءً بالذكرى 110 للزعيم المُحَرِّر وحليف العرب كيم إيل سونغ
في العاشر من نيسان الحالي، تصادف الذكرى السنوية ألـ110 على ميلاد القائد العَرمرم، مُحرِّر ومؤسس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، الرئيس الخالد كيم إيل سونغ، الذي قاد عملية إنقاذ الشعب الكوري من الاستعمار والاستعماريين من مختلف الألوان، والأصناف، والألسن والبلدان التي تحالفت لإبادة شعبه الطيب، ولسحق الدولة الكورية الفتية. الرفيق المتميز كيم إيل سونغ قدَّم المساعدات العسكرية الضاربة لسورية ومصر، إبَّان حرب التحرير الوطنية لاستعادة الأرض العربية المُبتلاة باستعمار الصهيونية وداعميها وأشياعها. كان ذلك في سنة 1973، عندما كافح العسكريون الكوريون كتفاً إلى كتف مع رفاقهم المصريين والسوريين، واستشهد من الكوريين مَن استشهد ليروي دمهم الطاهر تراب العرب، وليكون هذا الدم الزكي شاهداً على ترابط عربي كوري لا تنفصم عُراه إلى أبد الآبدين.
ما زال ولا يزال الرئيس المجيد كيم إيل سونغ موضع احترام وترحيب كبيرين من أبناء الأمة العربية، بصفته رفيقاً مخلصاً لا تنساه الشعوب العربية، إذ تمسَّك مدى حياته بالموقف المبدئي الثابت والمؤيد للنضال العادل للشعب العربي الفلسطيني والعرب والأمة العربية عموماً، تطلعاً لاستعادة الحقوق الفلسطينية والعربية المسلوبة. فالشعوب العربية تدرك بجلاء وتقدِّر عالياً ذلك الموقف المبدئي المُشرِّف للرئيس كيم إيل سونغ تجاه القضية العربية برمتها، لوضع حد نهائي للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني ولتفعيل القرارت الدولية بهذا الشأن. هذا الموقف المُشرِّف استمر في عهد القائد الراحل كيم جونغ إيل، وهو يتواصل اليوم بحذافيره في عهد خلفه المارشال الصديق كيم جونغ وون.
وأنا أكتب هذه المقالة، لفتت انتباهي مناسبة مشهودة بتاريخ الحادي والثلاثين من آب 2015. حينها، شَهدت دمشق احتفالية ضخمة في "حي كفرسوسة"، وسط العاصمة السورية، نظَّمَتها السفارة الكورية هناك لافتتاح "حديقة كيم إيل سونغ"، بمناسبة الذكرى السبعين لبداية التقسيم القسري لكوريا إلى دولتين بجريرة التدخل العسكري الإمبريالي، بعد أن كانت شبه الجزيرة الكورية بالكامل تحت ما يُسمَّى بالانتداب الياباني، الذي كان عملياً احتلالاً. وشملت المراسم تسمِية "حديقة كيم إيل سونغ"، وتدشين نصب الدليل الجديد عن الشارع الذي يحمل الاسم ذاته في حي كفرسوسة.
العلاقات الكورية السورية والمصرية إتّسمت خلال قيادة كيم إيل سونغ لكوريا الديمقراطية بطابعها الأخوي، وبالأُخوة الكفاحية، وتمتَّنت العلاقات ما بين بيونغيانغ والقاهرة ودمشق إلى أعلى درجة، لا سيّما لأن الكفاح العربي والكوري واحد أحد، ويشد أزر بعضه بعضاً.
الرئيس كيم إيل سونغ سجّل مآثر خالدات في قضية استقلالية البشرية، والثورة الكورية، بمهاراته القيادية المحنَكة. كان الرئيس من أبرز رجالات الدولة والسياسة في القرن العشرين، ومنذ استقلال كوريا حتى رحليه قابل الرئيس واجتمع مع أكثر من 70 ألف شخص من المشاهير العالميين، بمَن فيهم 120 رئيساَ من أكثر من 130 بلداً، حيث تبادل معهم الآراء ووجهات النظر في مختلف المواضيع كبيرها وصغيرها، والمطروحة في السياسة العالمية ومنحهم إرشادات قيِّمة بشأن سُبل حلها.
إسم كيم إيل سونغ يبقى خالداً برغم مرور السنين وتبدل القرون، ذلك هو النحت البارز في قلوب الشعب الكوري وشعوب وأُمم العالم الوطنية والتقدمية والديمقراطية، فالرئيس كيم إيل سونغ (1912 - 1994) يَحظى بالاحترام والحب الكبير من لدن شرفاء الدنيا بفضل الأفكار التي أبدعها والانجازات التي حققها، فهو باقٍ مع الناس بأفكاره ومآثره، إذ أن الرئيس أبدع فكرة زوتشيه، وفكرة "سونكون" (الذي معناه الجيش أولاً)، تلك الفكرة التي أرشدت جماهير الشعب إلى نظرة أكثر علمية إلى العَالم ومنهج فكري وعقائدي فريد من نوعه، مكَّنتها من الاندفاع نحو شق طريق مصيرها، وأبدعت ملامح جديدة مضافة لألوان قوس قزح، لكن على النمط الكوري وإرادتها الزوتشية.
لقد ناضل الرئيس ثمانين عاماً من حياته وهو يقود الثورة الكورية الشاقة والمعقدة وقضية استقلالية العالم، حيث أعطى أجوبة صحيحة على العديد من المسائل المطروحة في عمليات التحرير والبناء، وحفظ الأمن والسِّلم، وتحقيق العدالة على وجه البسيطة بأكملها، كما ألَّفَ شخصياً أكثر من عشرة آلاف عمل في هذا المضمار. هذه الأعمال الفكرية ما زالت وستبقى تضيء الطريق أمام شعوب العالم نحو الاستقلالية والسلام، وتشجعها وتدفعها بقوة إلى مراحل النضال المتجددة في سبيل إحقاق الحق والعدل. الرئيس سجل مآثر خالدة في قضية استقلالية الشعوب والثورة الكورية بمهاراته القيادية المحنكة والفائقة القدرة.
شعوبنا العربية التي أنتمي أنا إليها، وكذلك أحفادي الذين تسير في عروقهم الدماء العربية والروسية، ترى في كوريا دعامة متينة وأمينة على المدى لحقوقهم برغم وجودها في أقصى شرق آسيا. فكوريا الديمقراطية تؤيد وتدعم القضية العربية كقضية كورية، ولهذا ستتوسع وتتعزز رفاقية العرب والكوريين أكثر فاكثر بفضل القيادة الحكيمة للمارشال كيم جونغ وون، واليوم إذ يواصل الشعب الكوري مسيرته بخطوات ثابتة وراء قيادة المارشال كيم جونغ وون تنفيذاً للمنهاج الإستراتيجي المتمثل في دفع عجلتي البناء الاقتصادي وبناء القوات النووية في آن واحد، الأمر الذي يُفضي ويُشجع الشعوب إلى مواصلة نضالها من أجل السيادة والاستقلال والحق والعدل ولحماية هذه المكتسبات.
جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية ستبقى إلى الأبد قلعة حصينة للاستقلالية، والعدل، والتضامن مع قضايا العرب العادلة وأُمم المَعمورة، طالما أن هناك قيادة حكيمة للمارشال كيم جونغ وون، الذي يواصل قضية الرئيس الخالد كيم إيل سونغ، والقائد كيم جونغ إيل على النهج نفسه وفاءً وإخلاصاً لأفكارهما ومبادئ قيادتهما.
*كاتبة روسية أُردنية.