إيناس أبو شهاب
لم يمضى سوى بضع ثوانٍ، وقليلٍ من الساعات، ومجموعةٍ من الأيام. تآمروا علينا بغمضة عين، وتكاتفوا على هيئة سنين. كبرت معها أعمارنا، وصغرت بعض أحلامنا. لربما خذلتنا ازدواجية البشر. أو أرهقتنا تموجات القدر، إذ ترفعنا موجة مُتمردة حد السماء تارة، وتدنوا بنا موجه مُنهكة نحو القاع تارةً أخرى. ورغم هذا وذاك، نحاول النهوض قبل أن تجرفنا الأمواج وترسوا بنا على حافة الهاوية. ونسعى للوصول إلى شط الأمان، لعلنا نحظى بالأمن والسلام.
ورغم هذا الكم الهائل من العثرات التي تتراقص بنا يَمنةً ويَسرةً، نحاول التمسك بطوق النجاة، لأننا نستحق أن ننعم بالحياة. نستحق أن نحيى بسعادة أكبر وخسائر أصغر. فلنترفع عن الخوض في نقاش عقيم الجدوى مع جهلاء الفكر وفقراء الأدب. ونتغافل، ونتجاهل، ونتغابى، ولكن بذكاء مطلق! لنحافظ على ما تبقى من طاقتنا الإيجابية من الهدر والاستنزاف. ونبتعد قدر الإمكان عن عشاق السلبية، أولئك الذين يحاولون أن يغرسون بنا سموم أفكارهم. ونلقي السلام على أرواح من ينتظرون منا هفوة، فليرحلوا عنا دون كلام.
فإن ارتقينا في أفكارنا سنلتقي بمن يشبهون أرواحنا. فلندّخر أوقاتنا لمن أثبتوا أنهم أوفياء. محبين العطاء. الداعمين الأنقياء. ونتمسك برفقة خفيفين الظل، ثقيلين المكانة. وإن اتُهمنا بالإنطواء فليكن؛ فمن سيدخل عالمنا سيكتشف بأننا أسياد الإنتقاء.
وكما يُقال: "العقول تصغر عندما تنشغل بالآخرين، وتكبر عندما تنشغل بذاتها". فلنبدأ الغربلة… لنلقي من كان دون مستوى توقعاتنا في سلة الذكريات. ونشغل أنفسنا بأنفسنا، ونحقق كياننا، ونكافح لننجح بعيداً كل البعد عن الاستسلام.
فلنتفكر…!