يشعر البعض بموجات من النعاس المفرط، خاصة أثناء النهار، فهل السبب هو احتياج الجسم للراحة أم هناك حالات طبية وصحية تكمن وراء ذلك؟.
الكفاح من أجل البقاء مستيقظًا يمكن أن يضعف الأداء في المدرسة والعمل، أيضا يضع ضغطًا على العلاقات الاجتماعية والشخصية، ويخلق مخاطر جسيمة عند القيادة.
ويعد التثاؤب الذي لا يمكن السيطرة عليه والجفون الثقيلة والحافز القوي للنوم أثناء النهار من أشهر علامات النعاس المفرط.
الأسباب الأكثر شيوعًا للنعاس المفرط هي الحرمان من النوم واضطرابات مثل توقف التنفس أثناء النوم والأرق.
لكن أيضا يمكن أن يسبب الاكتئاب والمشاكل النفسية الأخرى وبعض الأدوية والحالات الطبية التي تؤثر على الدماغ والجسم النعاس أثناء النهار.
التعرف على النعاس المفرط أثناء النهار (EDS) ضروري وهو خطوة أولى نحو معالجة المشكلة، لذا من الضروري استشارة الطبيب لتحديد أسبابه وتحسين عادات النوم، التي تؤدي إلى تحسين إنتاجيتك اليومية ومزاجك وصحتك العامة.
ما هو النعاس المفرط أثناء النهار؟
النعاس المفرط أثناء النهار EDS هو صعوبة البقاء مستيقظًا أو أن تكون يقظًا عندما تحتاج إلى ذلك، ويعرّف العديد من الخبراء EDS على أنه يختلف عن التعب الذي ينطوي على شعور قوي بالإرهاق البدني.
ووفقا لموقع sleepfoundation، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن النعاس المفرط أصبح يمثل مشكلة كبيرة لدى الناس.
مثلا وجد استطلاع أجرته مؤسسة النوم الوطنية في الولايات المتحدة لعام 2020 أن ما يقرب من نصف الأمريكيين أفادوا بأنهم يشعرون بالنعاس بين 3 إلى 7 أيام في الأسبوع، بينما قال 40% من البالغين إن النعاس لديهم يتعارض مع الأنشطة اليومية أحيانا.
تشير بعض المصادر إلى EDS على أنه "فرط النوم"، رغم أن الأخير مصطلح أوسع يشمل مشاكل مثل النوم لفترات طويلة في الليل، والتي تختلف عن النعاس الشديد أثناء النهار أو في المواقف التي تتطلب اليقظة.
ما أسباب النعاس المفرط أثناء النهار؟
النعاس المفرط أثناء النهار ليس مشكلة صحية في حد ذاته، لكن قد يكون أحد الأعراض التي تسببها مشكلة أساسية.
ويمكن تقسيم أسباب النعاس المفرط أثناء النهار إلى قسمين: الأول الناجم عن الحرمان من النوم سواء قصير الأمد أو المزمن، والثاني الناجم العديد من الحالات الطبية الأخرى.
وتشمل أسباب حدوث النعاس المفرط نتيجة الحرمان من النوم ما يلي:
1- عدم اختيار النوم
اختيار البقاء مستيقظًا لمشاهدة سلسلة أو الاستيقاظ مبكرًا للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية هي أمثلة على كيفية التخلص من النوم، ما يسبب النعاس في اليوم التالي، ويمكن أن تتراكم المشكلة بمرور الوقت لتعرف بـ"متلازمة النوم غير الكافي".
2- الأرق
تتضمن هذه الحالة مجموعة من المشاكل التي تجعل من الصعب عليك النوم أو البقاء نائماً للمدة التي تريدها، وغالبًا ما يرتبط الأرق بمشاكل النوم الأخرى الموصوفة هنا والتي تؤدي إلى النعاس المفرط.
3- توقف التنفس أثناء النوم
انقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA) هو اضطراب في التنفس يتميز بتوقف قصير في التنفس أثناء الليل، ويخلق نومًا متقطعًا يسبب عادة النعاس أثناء النهار وقد يؤثر على ما يصل إلى 20٪ من البالغين.
4- متلازمة تململ الساق (RLS)
تسبب هذه الحالة إحساسًا قويًا بالحاجة إلى تحريك الأطراف، خاصة الساقين وهي مخاطر معروفة لتعطيل إجمالي وقت النوم ونوعية النوم.
5- اضطرابات الإيقاع اليومي أثناء النوم واليقظة
عندما يكون جدول نوم الشخص غير متوافق مع دورة الليل والنهار المحلية، يمكن أن يتسبب في نوم قصير ومجزئ، ومن الأمثلة على ذلك اضطراب الرحلات الجوية الطويلة ومشاكل النوم بين عمال المناوبة.
6- جودة النوم السيئة
عدم كفاية النوم لا يقتصر فقط على قلة النوم بل يتعلق الأمر بنوعيته، إذ قد يفشل الأشخاص الذين لا يتقدمون بسلاسة خلال دورات النوم في الحصول على قسط كافٍ من النوم العميق أو نوم حركة العين السريعة، ونتيجة لذلك قد لا يستيقظون منتعشين حتى لو كانوا ينامون لعدد الساعات الموصى به.
7- الألم
يمكن لأي مرض يسبب الألم، بما في ذلك التهاب المفاصل أو الألم العضلي الليفي أو الأقراص المنفتقة، أن يعقد النوم ويجعل الشخص عرضة للنعاس أثناء النهار.
8- كثرة التبول الليلي
تتضمن هذه الحالة الحاجة إلى الاستيقاظ من السرير أثناء الليل للتبول، إذ يقدر أنها تؤثر على واحد من كل 3 بالغين كبار السن وواحد من كل 5 أشخاص أصغر سنًا.
النعاس المفرط الناجم عن حالات طبية
هناك العديد من الحالات الطبية والدماغية التي تسبب الشعور بالنعاس المفرط أثناء النهار، كالتالي:
1- الأدوية
يمكن أن تجعل الأدوية، خاصة أدوية الألم والمهدئات ومضادات الاكتئاب والهيستامين، الشخص يشعر بالنعاس والارتباك أثناء النهار، إضافة إلى ذلك قد يؤدي سحب بعض الأدوية إلى الشعور بالنعاس.
2- اضطرابات الصحة العقلية
يمكن أن تسبب اضطرابات الصحة العقلية النعاس في كثير من الأحيان، على سبيل المثال: يُعتقد أن ما يقرب من 80٪ من الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشديد يعانون من النعاس المفرط أثناء النهار.
أيضا يرتبط الاضطراب ثنائي القطب، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، واضطراب القلق العام بمشاكل النوم التي قد تؤدي إلى نوبات من النعاس المفرط.
3- مشاكل دماغية
يمكن أن تسبب العديد من حالات الدماغ النعاس المفرط أثناء النهار، من بينها:
- الخدار مثال بارز لأنه حالة عصبية لا يستطيع فيها الدماغ تنظيم دورة النوم والاستيقاظ بشكل صحيح، حيث يؤثر على واحد من بين كل 2000 شخص ويجعلهم عرضة للنوم بسرعة، بما في ذلك في الأوقات غير المناسبة.
- الأمراض التنكسية العصبية، بما في ذلك الخرف ومرض باركنسون، ترتبط بصعوبات النوم والنعاس أثناء النهار.
- عادةً ما تسبب إصابات الدماغ الرضحية (TBI) والارتجاج مشاكل في النوم، وقد تؤدي أورام أو آفات الدماغ إلى زيادة النعاس.
- العدوى، بما في ذلك التهاب السحايا وتلك التي تسبب التهاب الدماغ (تورم الدماغ)، يمكن أن تؤدي أيضًا إلى EDS .
- تعد اضطرابات النمو العصبي، مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) التي تصيب ملايين الأطفال والبالغين، سببا في مجموعة من مشاكل النوم، بما في ذلك النعاس أثناء النهار.
وتم العثور على 31٪ من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد (ASD) يعانون من النعاس أثناء النهار، وقد تستمر مشاكل النوم حتى مرحلة البلوغ للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النمو العصبي هذه.
4- مشاكل التمثيل الغذائي
يمكن أن تجعل المشكلات الصحية الأخرى الشخص يشعر بالنعاس أثناء النهار، مثل مشاكل التمثيل الغذائي، بما في ذلك مرض السكري وقصور الغدة الدرقية.
5- حالات طبية معينة
يمكن أن تؤدي الحالات الطبية مثل فقر الدم ومستويات الصوديوم غير الطبيعية في الدم واختلال توازن الكهارل إلى إثارة النعاس المفرط وتصبح من عوامل الخطر للنعاس.