محميات الأراضي الرطبة في الأردن... تنوع بيئي فريد وتحديات جمة

نبض البلد -
نبض البلد -تواجه محميات الأراضي الرطبة في المملكة، بيومها العالمي الذي يصادف غدا الأربعاء، تحديات جمة تعرض بقاءها للخطر رغم تنوعها البيئي الفريد.
ويوجد في الأردن عدد من الأراضي الرطبة التي تحمل أهمية خاصة، كمحميتي "فيفا" الطبيعية و"الأزرق" المائية، التي أعلنت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة مؤخراً عن انضمامها للائحة الخضراء التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
وتكتسب الأراضي الرطبة أهميتها بوصفها مناطق انتقالية بين الأنظمة البيئية الأرضية والمائية، وتؤدي وظائف عديدة لخدمة البشرية كتنقية المياه وإنتاجيتها العالية للغذاء، كالأسماك وبعض الأنواع البحرية، كما أن لها دورا بارزا في التخفيف من آثار التغيرات المناخية.
ويحتفل العالم في الثاني من شباط في كل عام، بيوم الأراضي الرطبة الذي يصادف تاريخ اعتماد الاتفاقية الدولية لصون الأراضي الرطبة في عام 1971 في مدينة "رامسار" بإيران، بهدف حماية الأراضي الرطبة ومواردها والخدمات، والذي كان الأردن أول دولة عربية وقع عليها عام 1977.
وتشارك الجمعية الملكية لحماية الطبيعة العالم الاحتفال بهذا اليوم؛ لزيادة الوعي بالأهمية الكبرى التي تمثلها الأراضي الرطبة في حياة الإنسان ووظائفها الحيوية بالنسبة لكوكب الأرض. وقال مدير محمية الأزرق المائية حازم الحريشة، إن الأراضي الرطبة تعاني جملة من التحديات، أبرزها تراجع منسوب المياه، إما لأسباب طبيعية مثل شح الهطول المطري وتذبذب كمياته، أو لأسباب بشريه كالضخ الجائر واستنزاف مصادر المياه.
وأضاف أن كميات المياه التي وصلت إلى قاع الأزرق ما تزال محدودة ولم تشكل أي فارق حتى الآن، مبينا أن القاع خلال دورة فيضانه يعد نقطة جذب للطيور المائية المهاجرة من أوروبا إلى إفريقيا وبالعكس ليكثر نشاط مراقبة الطيور في هذه الفترة وتسجل أنواعها التي ترتاد المحمية.
وأوضح الحريشة أن قوة الفيضان القاع الذي تعيد له ألقه وتجذب مزيدا من الطيور المهاجرة تعتمد على هطول الأمطار في مناطق حوض الأزرق المائي المرتفعة، مشيرا إلى أن 94 بالمئة من مساحة قاع الأزرق في الأراضي الأردنية.
وبين أن قاع الأزرق الذي تزيد مساحته عن 12 ألف كيلو مترا مربعا، من أكثر المسطحات المائية في الصحراء العربية ذات أهمية بيئية، كما أنه محطة عالمية تستقطب الطيور المهاجرة خاصة مع حلول شهر أيلول من كل عام.
ولا تتوقف أهمية قاع الأزرق الذي يبدأ من الأراضي السورية وينتهي في الأراضي السعودية عند ذلك، إذ كان أهالي المنطقة فيما مضى يستخدمونه لإنتاج ملح الطعام صيفا، أما اليوم فباتت هذه الصناعة تقتصر على عددٍ محدودٍ، بحسب ما يؤكد مدير محمية الأزرق المائية.
وبحسب موقع الأراضي الرطبة المتوسطي، فإن ثلث الأراضي الرطبة العالمية (35 بالمئة) اختفت خلال 55 عاما الماضية، بينما فقدت منطقة البحر الأبيض المتوسط نصف أراضيها الرطبة الطبيعية خلال نفس الفترة.
وعلى الجانب الآخر، تقع محمية "فيفا" في أخفض نقطة على سطح الأرض، وأدرجت على القائمة العالمية لاتفاقية "رامسار" للمناطق الرطبة بوصفها أخفض منطقة رطبة ذات أهمية عالمية على الأرض.
وإلى جانب ذلك، تكتسب محمية "فيفا" أهمية خاصة لاحتوائها على تنوع حيوي فريد، بحسب مدير المحمية إبراهيم محاسنة.
وقال إن "فيفا" تعتبر الموطن الأخير لأسماك "الأفانيس" العربية، حيث لا توجد في أي مكان آخر من العالم إلا في حوض البحر الميت، مضيفا أن هذه الأسماك الصغيرة النادرة تواجه خطر الانقراض بسبب الأنواع الغازية وتغير الموائل.
وتعد المحمية أيضا المكان الوحيد في المنطقة كلها، والتي تضم طائر "السبد النوبي" ذي الأهمية العالمية، كما أن واحات المحمية الدائمة والموسمية تعد من أهم مناطق استراحة الطيور المهاجرة على طريق هجرتها الرئيس.
--(بترا)