دراسة: الطعام القليل يساعد على حياة أطول

نبض البلد -
نبض البلد -

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على السر الكامن وراء عيش الكثير من البشر حياة طويلة وصحية.

 


ونقل كاتب التقرير الصحفي أليكس رايلي عن الباحثة في المعهد الوطني للشيخوخة في الولايات المتحدة الأمريكية جولي ماتيسون، قولها إن السر يكمن في تغيير بسيط في النظام الغذائي، و"نعتقد أن المفتاح الأساسي لحياة أطول وأفضل قد يكون تقليل كمية الطعام في أطباقنا، من خلال نهج يسمى تقييد السعرات الحرارية".


ويذهب هذا النظام الغذائي إلى ما هو أبعد من مجرد تقليص الأطعمة الدهنية من وقت لآخر، لكنه يتعلق بإجراء تخفيضات تدريجية ودقيقة في كمية الطعام بشكل دائم.


ومنذ أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، ارتبط تقليل كمية الطعام المستهلكة يوميًا بنسبة 30 في المئة بحياة أطول وأكثر نشاطًا في الديدان والذباب والجرذان والفئران والقرود.


وبحسب التقرير فإن تقييد السعرات الحرارية أثبت في مملكة الحيوان أنه أفضل علاج لتحسين الصحة، ومن الممكن أن ينطبق نفس الأمر أيضا على البشر.

 

وأشار التقرير إلى أن "فكرة ما يأكله الشخص يؤثر على صحته، تسبق أي روايات تاريخية باقية حتى اليوم، لكن، كما هو الحال غالبا في أي تخصص علمي، تأتي أولى الروايات التفصيلية من اليونان القديمة، لقد لاحظ أبقراط، وهو أحد الأطباء الأوائل الذين ادعوا أن الأمراض كانت طبيعية وليست خارقة للطبيعة، أن العديد من الأمراض مرتبطة بالشراهة؛ فكان اليوناني البدين أكثر عرضة للموت في سن أصغر من الإغريقي النحيف، وكان ذلك واضحا ومكتوبا على ورق البردي".


واستعرض التقرير تجربة شخص يدعى كورنارو (40 عاما)، حيث كان يتناول 350 غراما فقط من الطعام يوميا، أي ما يقرب من 1000 سعرة حرارية وفقا للتقديرات الحديثة، وكان يأكل الخبز والحساء والبيض، أما بالنسبة للحوم، فاختار لحوم العجل والماعز والبقر، وأي دواجن كانت متوفرة وكان يشتري الأسماك التي تُستخرج من الأنهار المحلية، حيث إنه تمتع بـ "صحة مثالية" حتى وفاته بعد ذلك بأكثر من 40 عاما.


وعلى الرغم من أنه غير تاريخ ميلاده مع تقدمه في العمر، مدعيا أنه بلغ 98 عاما، إلا أنه يُعتقد أنه كان يبلغ من العمر 84 عاما تقريبا عندما توفي - وهو ما زال أمرا مثيرا للإعجاب في القرن السادس عشر، وهو الوقت الذي كان يُنظر فيه إلى من يعيش حتى الخمسين أو الستين على أنه كبير في السن.


وفي عام 1591، نشر حفيده كتابا مؤلفا من ثلاثة مجلدات بعد وفاته بعنوان "نقاشات حول الحياة الهادئة"، وهو الكتاب الذي كان يدعو لتقليل كميات الطعام، وأعاد تعريف الشيخوخة نفسها.


وفي دراسة علمية أجريت عام 1935 على الفئران البيضاء أثبتت أن تقليل الطعام بنسبة تتراوح بين 30 في المئة و50 في المئة يطيل العمر، ويؤخر الوفاة الناجمة عن الاضطرابات والأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، لكن ما ينطبق على الفئران أو أي كائن آخر في المعمل قد لا ينطبق على البشر.


وتعد التجارب طويلة الأجل، التي تتتبع البشر من سن الرشد حتى الموت، نادرة للغاية،

 

وتقول ماتيسون: "لا أرى الدراسات التي تتعلق بطول عمر البشر على أنها شيء يمكن أن يكون برنامجا بحثيا قابلا للتمويل، لأنه حتى لو بدأت هذه التجربة على أشخاص في سن الـ 40 أو الـ 50، فلا يزال يتعين عليك أن تواصل الدراسة لمدة 40 أو 50 عاما أخرى".


وتشير ماتيسون إلى أنه من شبه المستحيل تقريبا ضمان عدم تأثير العوامل الخارجية - مثل التمارين والتدخين والعلاجات الطبية والرفاهية العقلية، على النتائج النهائية للتجربة، بالنسبة "لأنواعنا المعقدة اجتماعيا وثقافيا".