يعتبر تراجع مستوى النظر من الأمور التي تؤدي لمصدر إزعاج دائم، وهي مشكلة شائعة لدى كثير من الأشخاص، وخصوصاً بعد منتصف العمر. ولا يقتصر ضعف النظر على سبب معين، فعادة ما ينتج عن حالة أو مرض يؤدي إلى رؤية ضبابية.
ويشار إلى أنه إذا تم إهمال المرض؛ قد ينتهي الأمر بتدهور كبير في الرؤية، خاصة لدى بعض كبار السن. إليك علاج بسيط وفعّال لمشكلة تراجع النظر لدى الإنسان، وفق دراسة علمية جديدة.
كشفت دراسة جديدة عن حل بسيط، فعّال وآمن لعلاج تراجع قدرة النظر لدى الإنسان، عن طريق استخدام شعاع من أحد الألوان بشكل يومي.
وقال علماء من جامعة كوليدج لندن (UCL) البريطانية إن النظر إلى شعاع ضيق من لون محدد يعيد قوة النظر إلى الإنسان عن طريق تحفيز بعض أجزاء خلايا العين.
وأكدت الدراسة أن موجة قصيرة من الضوء الأحمر في الصباح تعمل على تحسين البصر المتدهور، ما قد يوفر علاجاً بسيطاً وآمناً وسهلاً للحفاظ على أعيننا وكفاءتها وحدّة النظر مع التقدم في العمر.
وقام العلماء بتجربة هذه الطريقة على 20 مشاركاً تعرضوا لثلاث دقائق من الضوء الأحمر العميق بدرجة 670 نانومتراً في الصباح؛ أي بين الساعة 8 و9 صباحاً.
وأشار الباحثون، في دراستهم المنشورة في مجلة "plos" العلمية، إلى أنهم سجلوا تحسن البصر بنسبة 17%، واستمر التحسن (عند مستوى أقل) أسبوعياً في المتوسط، لكنهم لاحظوا تحسناً لدى بعض المتطوعين، وصل إلى درجة 20%.
وأوضح الباحثون أن هذا الارتباط بين الضوء الأحمر ذي الطول الموجي الطويل وتحسن الرؤية، يتطابق مع مشاهدات رصدها العلماء في دراسات سابقة على الحيوانات، حيث نوّهت دراسة سابقة، أجريت العام الماضي في معهد كاليفورنيا، إلى النتائج نفسها، لكن اقتصر التعرّض للّون الأحمر مرة واحدة في الأسبوع بطاقة أقل.
وقال عالم الأعصاب "جلين جيفري"، من جامعة كوليدج لندن (UCL) البريطانية: "إن استخدام جهاز LED بسيط مرة واحدة في الأسبوع يعيد شحن نظام الطاقة المتدهور في خلايا الشبكية، مثل إعادة شحن البطارية".
وأضاف: إن "التعرّض للضوء في الصباح هو مفتاح الحل لتحقيق تحسينات ومنع تدهور الرؤية، كما رأينا سابقاً في الذباب، فإنَّ الميتوكوندريا لديها أنماط عمل متغيرة ولا تستجيب بنفس الطريقة للضوء في فترة ما بعد الظهر.
وتعدُّ الميتوكوندريا أو ميتوكندريون الموجودة في العين، وهي عضية تنتج الطاقة للخلية، مفتاحاً للحل، وأكثر تقبلاً (للضوء) في الصباح، وهذه العضيات هي التي يعاد شحنها بالضوء الأحمر؛ حتى تتمكن من إنتاج المزيد من الطاقة".
وتتألف المستقبلات الضوئية في شبكية العين، حيث يتم جمع الميتوكوندريا بكثافة أكبر، من الخلية المخروطية للتكيف مع الإضاءة المنخفضة. وركز الفريق على المخاريط، وتقييم حساسية تباين الألوان بعد التعرّض للضوء الأحمر.
ولاحظ الباحثون عدم وجود نتائج ملحوظة خلال اختبارات المتابعة على ستة مشاركين، باستخدام العلاج بالضوء الأحمر يومياً بين الساعة 12 ظهراً والساعة 1 ظهراً، ما يؤكد أن الميتوكوندريا لا تستجيب للضوء الأحمر العميق بنفس الطريقة لاحقاً في اليوم، على عكس استجابتها صباحاً.
ووفق عالم الأعصاب جيفري: "تمتلك الميتوكوندريا حساسيات خاصة للضوء ذي الطول الموجي الطويل الذي يؤثر على أدائها، وتعمل الأطوال الموجية الأطول التي تمتد من 650 إلى 900 نانومتر على تحسين أداء الميتوكوندريا لزيادة إنتاج الطاقة (داخل الخلية)".
وتبدأ الخلايا في شبكية العين البشرية مع تقدم الإنسان في العمر، أو بمجرد بلوغنا سن الأربعين تقريباً أو بعد ذلك، بالتراجع، وتتسبب الشيخوخة جزئياً بتباطؤ إمدادات طاقة الميتوكوندريا. ونظراً إلى أن المستقبلات الضوئية في شبكية العين تتطلب المزيد من الطاقة، فإنها تتراجع مع التقدم في السن بشكل أسرع أيضاً.
وبحسب البحث، قد يكون جهاز "LED" بسيط منخفض الطاقة المستخدم في الدراسة علاجاً للبصر، وهو جهاز بسيط التكلفة، ويستطيع الأشخاص استخدامه بسهولة كبيرة، وهو آمن، حيث إن ضوء الأشعة تحت الحمراء بحجم 670 نانومتراً لا يختلف كثيراً عن الضوء الموجود في البيئة الطبيعية.
وقال جيفري: "هذا التدخل البسيط المطبق على مستوى المجتمع سيؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة مع تقدم الناس في السن، ومن المرجح أن يؤدي إلى انخفاض التكاليف التي تنشأ عن المشاكل المرتبطة بضعف الرؤية".