نبض البلد -
نبض البلد - فرح موسى
مواقع سياحية واثرية بالعشرات مجهولة وغير معروفة للعامة نتيجة اهمالها او عدم متابعة الجهات المعنية لاوضاعها او عدم اكتشافها ولا تكاد منطقة في الاردن تخلو من موقع سياحي او تاريخي، ومن هذه المعالم، بركة، أو بحيرة العرايس، الواقعة شمال غرب بلدة ملكا، في لواء بني كنانة، وتبعد حوالي كيلومتر إلى الشمال من نهر اليرموك وتعتبر معلم سياحي غير مكتشف؛ بالنسبة لعدد كبير من الأردنيين، وبالتأكيد أنها (أي البحيرة)، غير معروفة حتى على المستوى الحكومي.
وقال الباحث في التراث الشعبي الدكتور أحمد شريف الزعبي، أن بركة العرايس تقع الى الشمال الغربي من بلدة ملكا، لواء بني كنانة، التابع لمحافظة إربد، وتبعد حوالي كيلومتر واحد إلى الشمال من نهر اليرموك.
واضاف، إن أصل التسمية يعود الى أن الناس قديمًا، كانوا يقومون بعملية تحميم العريس من قرى ملكا، وأم قيس، والمخيبة على هذه البركة، وتغادر "الفاردة" من ذلك المكان إلى مكان سكن العريس، وسط غناء وبهجة أقاربه وأصدقائه. وتبلغ مساحة البركة حوالي عشرة دنمات، ومساحة الأرض المحيطة بها (30) دونمًا، ومصدرها الرئيسي من الماء، الأمطار في فصل الشتاء، ويبلغ عمقها حوالي خمسين متراً، وتكمن أهميتها، بالإضافة إلى مساهمتها في ري بعض المزروعات أنها محطة من محطات الطيور المهاجرة في فصلي الربيع والصيف، مثل طائر صائد السمك، ومالك الحزين، وغيرها، ويعيش في منطقة البركة بعض الحيوانات البرية، مثل: الثعلب الأحمر، والذئاب، والضبع المرقط، وابن آوى، وغيرها.
بدوره، قال الناشط في الشأن الثقافي الدكتور مازن مرجي؛ إن البركة هي إحدى المعالم السياحية الجميلة في لواء بني كنانة، والناس يزورونها، ويستمتعون بجوها الخلاب، بعدما انتشرت الأخبار والصور عنها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وتكثر الزيارات لهذه البركة خاصة في فصل الربيع.
وتابع؛ إن غالبية مناطق لواء بني كنانة، والمناطق المحاذية لها في الاغوار الشمالية، والحمة، تعتبر سياحية، كما تعتبر المنطقة مليئة بالشواهد، والأحاديث المتعلقة بمعركة اليرموك الخالدة.
وحول بركة العرايس يقول مرجي؛ لا بد من النظر الى جوانب تتعلق بالبركة، أولاً: التنوع، وطبيعة البركة التي تعتبر أعمق بركة موجودة بالاردن، إذ يصل عمقها الى خمسين متراً، وتعتبر المنطقة متنوعة بيئياً، ويوجد فيها أنواع عديدة من الطيور، والزواحف، وبعض الحيوانات البرية.
كما تتميز القرية الجميلة بأنها ذات موقع جميل جداً، ومن مناطق الجذب السياحي، ولكن لايوجد اي أهتمام حقيقي، وللأسف، لايوجد خدمات حتى الطريق الواصل إليها سيء جداً، لذلك نتمنى استغلالها كي تكون مرفق سياحي، ومرفق طبيعي، وبيئي، وتراثي، وبالمناسبة سميت ببركة العرائس لانه قديماً كان من طقوس حفل زفاف العريس ان يستحم بالبركة.
الأديبة والناشطة في الشأن الثقافي، أماني المبارك من سكان بلدة ملكا، قالت: لا بدّ من الإشارة إلى أنّ بركة العرائس، رغم اعتبارها مقصدًا سياحيًا هامًا، ونادرًا، إلاّ أنّها تفتقر الى عدد كبير من الخدمات الأساسيّة، فالطّريق إليها ما زال تُرابيّا، وبحاجة للتّعبيد، ووضع إشارات إرشادية ليسهل على السيّاح الوصول إليها، ووضع حواجز جانبيّة لأنّها تعتبر طريقًاً وعرًا، وخصوصًا في الشّتاء، خوفًا من الانهيارات الصّخرية، وبحاجة ماسّة لأعمدة إنارة، أمّا بالنّسبة للخدمات السّياحية فهي بحاجة لوجود عدد من الاستراحات على الطّريق المؤدّي إليها، وبحاجة ايضا لوجود فندق قربها، لتوفير سبل الرّاحة للسّياح، وإعطائهم الوقت الكافي لتأملّها، وأخذ الصّور التّذكارية.
وقال الناشط الثقافي ورئيس مبادرة إربد تقرأ محمود علاونة، أن بركة العرائس، أو العرايس كما يحبّ أن يسمّيها أهل المنطقة، تقع إلى الجنوب من نهر اليرموك، وأطلق عليها هذا الاسم نظرًا لإجراء عدد من مواسم الزّواج والزّفاف، وتعتبر مقصدًا سياحيًا خلاّبًا خلال الرّبيع، والصّيف لعشّاق البيئة، والطّبيعة البكر، والتنزة.
وتعتبر البركة الطبيعيّة الجيولوجيّة الغائرة الوحيدة في الأردن، وتمتاز بتنوّعها البيئي، إلاّ أنّها تعاني من التّهميش الرّسمي، والتّقصير وقلّة الاهتمام، بالإضافة لافتقارها للخدمات الأساسيّة والبنية التحتيّة، ومن الواجب الاهتمام بالمنطقة، وترويجها وأن تكون على الخارطة السياحيّة المحليّة والعالميّة كمحميّة طبيعيّة.
وبين رئيس مركز حق للتنمية السياسية الإعلامي تحسين أحمد التل، إن البركة تُعد من البرك الرومانية القديمة، وقد عاصرت الجيش الروماني، وجاءت كلمة العرائس من الصبايا الرومانيات اللاتي كن يستخدمنها للاستحمام، أو للسياحة والجلوس حولها لتناول الطعام، وقضاء أوقات ممتعة في ذلك الوقت، ولهذا أطلق عليها الرومان بحيرة العرايس.
ويقول التل: إنه أرسل لرئيس الحكومة السابق، تقريراً مفصلاً عن البحيرة، حيث تفاجأ "الرئيس" بوجودها، وأنها موجودة على خارطة المناطق السياحية المهملة، وقال "الرئيس" السابق، يجب أن نعمل على الاهتمام بهذه البحيرة، وأن نخصص لها جزء من اهتمامنا، وسيتم تحويل الأمر الى وزارة السياحة لإدراجها ضمن المناطق السياحة، وعلى ما يبدو أن الوعود الحكومية كثيرة، ومتعددة، ولا ينفذ منها أي شيء على الإطلاق.