نبض البلد -
نبض البلد -- فرح موسى
آلاف السياح يزورون إربد في كل عام، من أجل السياحة، ومشاهدة الأماكن الأثرية والقديمة، إذ يمكن للسائح أو الزائر الإطلاع، والتجول في إربد، وما يتبعها من قرى وتجمعات سكانية، ومشاهدة، والاستمتاع بالعديد من المواقع الأثرية والسياحية وتصويرها،
لكنه عندما يزور منطقة وسط إربد سيصاب بالإحباط، بسبب المناظر المؤذية التي يشاهدها في هذا الوسط التجاري الذي يضم المحلات التجارية القديمة جداً، ومحلات العطارة، والبيوت التراثية، والأثرية، وكلها تقع ضمن منطقة محاطة بالنفايات، ومخلفات السوق التجاري.
وبعد حوار "الانباط" مع مواطنين ومهتمين توصلت الى ان الواقع المؤلم الذي تعيشه منطقة وسط المدينة، يعود لأسباب عديدة، من اهمها عدم قدرة البلدية على تنظيف الوسط التجاري بالشكل المطلوب، لتراكم عشرات الأطنان من المخلفات بشكل يومي. وعدم التزام التجار بالحد الأدنى من النظافة، إذ يقومون بترك ورمي مخلفات ونفايات محلاتهم في الشارع، بما تحتوي عليه من مياه عادمة، ونفايات صلبة، بالضافة الى القصور في تطبيق قانون النظافة العامة، أو الصحة العامة، وتشديد الرقابة من قبل فرق البلدية، والصحة، والبيئة التي لا تقوم بالواجب الماط اليها كما يجب فالجولات التفتيشية نادرة، والعقوبات شبه معدومة.
وحول ذلك، قال مدير مديرية الثقافة في بلدية إربد أبو سيف الحوري، أن البلد تعمل على فكرة إحياء وسط مدينة اربد، والفكرة عبارة عن مشروع متكامل، الهدف منه، جعل المنطقة نقطة جذب سياحي، وربط ذاكرة الاجيال بالمكان.
وقال الباحث رائد حجازي، والمهتم بالتراث الأردني، كانت هناك نية لتحويل هذه الفكرة الى واقع قبل عدة سنوات، وأن بلدية إربد تعمل على هذا البرنامج، الذي يتضمن هدم بعض المباني، واستملاك أخرى من أجل التوسعة، وإنشاء الساحات، ولكن ذلك لم يُنجز لانه بحاجة للتمويل، والميزانية غير كافية.
واضاف حجازي أنه إذا تم ترميم أي مبنى، وصيانته بشكل ممتاز، فإنه سيقدم إضافة نوعية للمدينة، وخاصة إذا تحولت هذه المباني لمطاعم، أو متاحف، أو مزارات سياحية؛ مستدركا، أما إذا كان المبنى القديم لا مجال لإصلاحة، فالأفضل إزالته، وبناء آخر يستفيد منه المجتمع المحلي، مثلاً أسواق، أو محلات صغيرة يتم تأجيرها لأصحاب الحرف، والنثريات، ومحلات التحف والهدايا.
بدوره، اشار محمود الطبيشات رئيس مجلس ادارة مؤسسة: إربد أجمل للتدريب؛ إن المؤسسة قامت بالعمل الجاد والكبير على هذا الموضوع، قبل جائحة كورونا، وسعينا لتسويق هذه الاماكن، مثل بيت النابلسي، وبيت عرار، ودار السرايا، ومبنى البلدية القديم، وبيت جمعة العطار، وقدمنا توصيات مهمة، منها؛ استحداث ساحات لبيع التحف اليدوية لتوفير فرص عمل، والحد من الفقر والبطالة.
واضاف طبيشات، هناك منطقة بالقرب من خط سرفيس البارحة، وعلى بعد عدة أمتار من المسجد المملوكي القديم، وهي مهجورة، وأصبحت مكب للنفايات، وملتقى لاصحاب السوابق، ونطالب البلدية باعادة تاهيل هذا المكان بالسرعة القصوى.
وبينت العضو في لجنة تطوير وسط إربد المهندسة ماجدة شويات، إن مشروع وسط مدينة إربد هو عبارة عن منحة ملكية، كان الهدف منه احياء وسط المدينة، وتوفير فرص عمل ليصبح نقطة جذب سياحي مثل مدينتي السلط ومادبا.
وأكدت أن مشكلة مدينة إربد تكمن في حركة السير، وقالت نعمل على إيجاد خطة مرورية، وإجراء دراسات لحل هذه المشكلة الكبيرة، وعملنا على خطة توحيد المسارات داخل المدينة، وتابعت؛ إن أرض إربد منبسطة، ومن السهولة بمكان إنشاء طرق فخمة، لكن ما يعيق ذلك أن شوارعها ضيقة، وهي باتجاهين، ومشكلة إربد في حركة المرور، ولابد من حل جذري لهذه المشكلة، لكي ننتقل للخطوة التي من شانها إحياء وسط المدينة.
وتابعت؛ هناك الآن خطة قيد الدراسة، ستخفف من الأزمة المرورية، وسيتم تنفيذها قريبا، أما بالنسبة لموقع تل إربد، فإننا نعمل على عدة اتجاهات، منها إحياء البيوت التراثية القائمة عيه، وتشجيع أصحاب البيوت للبدء بإصلاح بيوتهم، وفتحها للنشاطات السياحية، والثقافية، وقالت، إن ميزانية بلدية إربد لا تتحمل استملاك أراض، وبيوت قديمة، ولابد من نشاطات ذاتية لاحياء هذه المنازل المميزة.
وتابعت نعمل الآن على إصدار أحكام خاصة لهذه الأماكن، لتكون هدية لأهل إربد، وستعمل هذه الاحكام على مفهوم الاستخدام المتعدد للمكان، وإلغاء فكرة بناء سكني، أو تجاري، أو سياحي، إذ سيكون هناك إمكانية لتحويل الأماكن القديمة الى تجارية، وسياحية، وسكنية، بالوقت نفسه، وكل هذا سيعمل على حل بعض المشكلات القانونية.
وكان في السابق هناك فندقاً وسط المدينة؛ يخدم المجتمع، وكان يوجد سينما، وكان هناك العديد من الأماكن القديمة الجميلة، أما الآن فنحن نعمل على أن يكون بيت البلدية القدبم، بعد ترميمه ليصبح بيتاً للضيافة، وبناء سينما على تل إربد، وإنشاء أماكن للنشاطات الشبابية، والابداعية.
الناشط الاجتماعي قاسم الداود، قال؛ إنه مع إنشاء أي مشروع، يمكنه أن يخدم مجتمعنا، وإرثنا القديم الجميل، وحضارتنا التي كانت من أرقى الحضارات، ويمكن لهذه المشاريع لو تم تطبيقها، وتنفيذها على أرض الواقع، أن تعود بالفائدة على البلدية، والمجتمع المحلي، والمملكة بشكل عام