تعطل الكتروني عالمي أصاب مواقع التواصل الاجتماعي مساء الاثنين والذي استمر 7 ساعات متواصلة، حيث توقفت تطبيقات فيسبوك وانستجرام والواتساب عن العمل معا دون سابق انذار، مما جعل بعضها تلجأ لغيرها من المواقع والبعض الاخر يدعو المستخدمين للصبر والجميع أعلن اتخاذ الاجراءات اللازمة لمعالجة المشكلة، وتبعهم بمدة قصيرة بعض المواقع في معظم الدول حيث أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تعطل جوجل وموقع أمازون لديهم.
أصدرت صحيفة نيويورك تايمز بيانا صادرا عن فيسبوك تستبعد فيه الهجوم الإلكتروني وراء توقف خدماته مع واتساب وانستجرام، وأوضح خبراء حول العالم أن أسباب انقطاع الخدمة عن المواقع والتطبيقات حول العالم غير معروف وغير طبيعي، وعقب تعطل معظم مواقع التواصل الاجتماعي لجأ مستخدمون حول العالم إلى موقع تويتر للبقاء على اطلاع وتحديث لآخر الأخبار، وعليه سخر تويتر من فيسبوك وواتساب بعبارة ترحيبية "تويتر يرحب بالجميع حرفيا"، كما أعلن تطبيق تلغرام عن صعوبات في استخدام التطبيق بسبب انضمام عدد كبير من المستخدمين لدينا الذين لجأوا له كوسيلة تواصل بديلة.
خسرت فيسبوك نحو 20 مليار دولار وانخفضت قيمتها السوقية، فتعطل فيسبوك هبط بمؤشر ناسداك 2% والأسهم تكبدت خسائر قاسية حيث تراجعت أسهم الشركة الى 5.8%، وانخفض سهم تويتر 5.79% كما سقطت أسهم أمازون وجوجل الى 2% منذ أن بدأ التعطل الذي دام لساعات.
وفي حديث للمحلل الاقتصادي والمالي الأردني حسام عايش على احدى القنوات الفضائية العربية، قال ما حدث اليوم يشير الى أن العالم أصبح يعتمد بشكل كامل على الانترنت وأكثر مما كان يتم سابقا، ونحن لا شك أمام جائحة سيبرانية وما حصل سيؤثر على الاقتصاد بالإضافة الى قدرة العالم على التواصل في مرحلة التعافي التي يشهدها بعد كورونا، حيث اعتمد العالم كله خلال فترة الجائحة وما بعدها على الانترنت في العمل والتواصل والتجارة عن بعد، بإعتباره محركا للأنشطة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية في العالم، وأي توقف في أداء الانترنت لدوره عبر تطبيقاته المختلفة سيؤثر مباشرة على الاقتصاد والتسوق والتجارة ومختلف الفعاليات المتصلة بذلك، وعلى هذا الأساس انخفضت مباشرة أسعار أسهم الفيسبوك بالإضافة الى انخفاض أسعار أسهم شركات تعتمد على التواصل والعمل عن بعد.
وأشار عايش، ستتأثر الشركات والمؤسسات والحكومات وحتى الأفراد في علاقاتهم المختلفة، وهناك الكثير من المؤشرات على أن الإنترنت أصبح يشكل جوهر الأنشطة الاقتصادية والتقنية والتكنولوجية والتجارية في العالم، وأي توقف في حركته ولو لعدة دقائق يصيب العالم بالشلل ولهذا يفترض كما تم الحديث في البيت الأبيض أن لا تكون إدارة الإنترنت مركزية وأن يكون هناك أشكال أخرى للتقنيات اللامركزية التي تعمل على إدارة الانترنت حيث لا يؤثر أي انقطاع على العالم كما حدث اليوم.
وأكد أن أي عطل بالإنترنت سيؤدي الى خسارة مئات الملايين من الدولارات في البداية وقد تتحول الى مليارات، وبوادر ذلك انخفاض أسهم الشركات في البورصات الأمريكية والعالمية، مشيرا الى تأثر حركة الطيران العالمية مباشرة بهذا الخلل، بالإضافة الى حركات بيع وشراء الأسهم في البورصات العالمية والتواصل المصرفي في العالم والحوالات بين الأفراد والدول والشركات في العالم والاعتمادات المصرفية من خلال الانترنت والتواصل بين المؤسسات المالية والمصرفية ما يعني أن أي خلل يصيب الانترنت ينعكس مباشرة على التبادل التجاري والحركة الاقتصادية العالمية.
وأضاف عايش أن الأعطال التي أصابت الشركات مثل غوغل وأمازون وموقع "بيتكوين"، ستعطي مبررا للبحث عن وسائل أخرى لإدامة أنشطة هذه المؤسسات، فعندما يتعطل أمازون هذا يعني أن هناك حركة تجارية هائلة تتعطل مباشرة تؤثر على مبيعاتها وعلاقتها بزبائنها ومن يتعامل معها، ومن الناحية التقنية فأمازون ليست فقط متجرا يبيع للعالم وانما يقدم أيضا خدمات تقنية في مجالات مختلفة سيؤثر العطل على مشاريعها المستقبلية.
وأوضح في نهاية حديثه، أن الثقة في هذه الشركات ستتزعزع اقتصاديا وتقنيا، خاصة أن لا أحد يعرف ما هي الأسباب التي أدت الى هذا التعطيل وهذا يعني أن هذه الشركات لم تطور تقنيات يمكنها أن تصمد أمام مثل هذه الأزمات.