نبض البلد - فرح موسى
قرية صمد الصامدة لتحديات الزمان، هي قرية اثرية يعود تاريخها الى الفي عام فقد دلت الاثار المكتشفة والتي ما زالت موجودة على عراقة هذه القرية القابعة فوق جبل جنوب محافظة اربد والتي تتبع اداريا للواء المزار الشمالي وتروي في صمودها حكايات وقصص ومشاعر عديدة ترويها حجارة بيوت سكانها وتقابلها طبيعة تحاكي جمال خلاب تميزت به
وقالت قائدة مبادرة "ميل ع اربد" السياحية امل غوانمة، أن صمد الأثرية تعتبر من أهم وجهات السياح والزوار الباحثين عن الأصاله والإرث البشري الحديث، كما أنها وجهة أثرية يعجب بها المخرجين والمنتجين من صناع الدراما الأردنية مؤكدة على تصوير عدة مسلسلات بدوية محلية فيها.
وتشيد الغوانمة بجهد أهل البلدة الحثيث لتعريف الزوار بالقيمة التاريخية للآثار التي يشاهدوها عند وصولهم القرية القديمة وما يجاورها من معابد وكنائس ومجالس.
ومن تجربة المبادرة، تقول الغوانمة أن معظم السياح ليس لديهم فكرة عن وجود هذه القرية في لواء المزار الشمالي، حيث تقوم المبادرة بإطلاعهم عليها وتقديم خدمة التعريف بالمنطقة وميزاتها وكيفية الوصول إليها.
من جانبه، قال الناشط في الشأن الثقافي الدكتور مازن مرجي انه يجب الاتفاق على ان اي معلم لا يتجاوز عمره ٣٠٠ عام لا يعتبر اثري وانما تراث او ارث اردني ،لان مصطلح اثار يطلق على الحضارات الغابرة كالامبراطورية الرومانية او العثمانية ، اما بالنسبة لقرية صمد فاعتقد ان الناس الموجودين فيها حاليا هم اما ابناء او احفاد لاهل القرية الذين بنوها قبل ١٥٠ عام او ٢٠٠ عام بالحد الاقصى.
وتابع تعتبر الاردن متحفا مفتوحا وان الاثار الموجودة في الاردن والممتدة لاكثر من ٧٠٠٠ عام ، اما بالنسبة لقرية صمد فالاردن من الشمال الى الجنوب مليء بالكثير من القرى التي تشبه قرية صمد.
واضاف ان الاهتمام مطلوب بدرجة كبيرة من الحكومة لان لا احد يستطيع الاهتمام بمثل هذه المناطق غير الحكومة ، صحيح انه يوجد الكثير ممن يحبون ويسعون جاهدين للمحافظة على ارثنا وتاريخنا ولكن العتب على الحكومة التي بامكانها بقليل من الاهتمام وبدعم لاصحاب هذه البيوت وتحويلها الى مناطق حاذبة للسياحة فان ذلك سيحقف مربح للجميع.
واضاف الحكومة اهتمت بمرحلة من المراحل بمثل هذه المناطق ولان الكثير منها موجود بالاردن اصبحت الحكومة عاجزة عن ذلك، الاردن عبارة عن متحف مفتوح وما يقرب ٩٠% من اثاره تم اكتشافه من منح اجنبية اعيد واقول ان قلة الميزانية الحكومية حالت دون الاهتمام .
وتابع ان التراث من اختصاص الحكومة وعدم الاهتمام يعود سببه لقلة الامكانيات وعدم قدرة الدولة على عملية التنمية المستدامة ولا يوجد شغف من الاهالي لمثل هكذا امور.
المؤرخ والباحث بالتراث الشعبي الأردني احمد شريف الزعبي قال إن قرية صمد التراثية، النادرة في الأردن، ضاعت بين وزارة السياحة، والتي تعتبرها ملكيةً فردية، وبين أصحابها الذين تركوها لمصيرها. وأكثر الأبنية التراثية ستختفي عاجلاً أم آجلاً، إن لم تطالها يد الإنقاذ فهدمها قائم على قدم وساق دون رادع.
وشكر الزعبي بلدية إربد الكبرى التي قامت بشراء بعضًا من هذه الأبنية فحفظتها من الدمار، واضاف على وزارة السياحة إن كانت جادة أن تقوم على شراء قرية صمد التراثية وصيانة هذه الأبنية، وإرجاعها لحالتها الأولى وبناء المرافق الصحية والمرافق الأخرى، مثل قهوة ومحلات تجارية، وغيرها. وايضا حمايتها من الإعتداءآت مما ينقذ قرية صمد التراثية.