بُنيَ الأردن منذُ نشأتهِ على أسسِ العدالةِ والمُساواةِ وسيادةِ القانون حتى باتَ يُشكّلُ حالةً غيرَ مسبوقةٍ من قوةِ تماسكِ النسيجِ الوطني الضاربِ بالتناغمِ بينَ الإدارةِ الشّعبيةِ والسّياسيةِ فباتتْ وحدتهُ تعكسُ مفهومَ الرّعايةِ النّابعةِ مِن الحبِّ والشّعورِ بالمسؤوليةِ فأصبحَ الوطنُ بيتًا واحدًا فيه المواطنون أخوةٌ والقائدُ أبٌ يسعى إلى إرساءِ لغة الاحترام في الحوار وبذلِ الجهدِ لتوفيرِ الحياةِ الكريمةِ لأبنائِه ومن هنا تشكلتْ حالةَ التّفرّدِ المذهلِ التي حضيَ بها الأردن وطنًا وقيادةً وشعبًا.
(لا تُرمى بالحجارةِ إلا الأشجارُ المثمرة) إن ثباتَ الأردن على مواقفِه وتمسّكهِ بالمبادئ القوميةِ والعربيةِ والإسلاميةِ أصبحَ يُشكلُ حرقةً في قلوبِ المُغرضين الحاسدين الذين ما تركوا بابًا من أبوابِ الفتنةِ إلا وطرقوهُ فباتوا يستثمرونَ أحاديث الكذبِ ويصطادون بالماءِ العَكرِ آملينَ أن يصيبوا الأردن بشرٍ فسنّوا سكاكينَ النفاقِ وتلوّنت جلودهمُ بحسبِ أطباعهِم فما تركوا موجةَ حقدٍ إلا وركبوها فكانت سيولُ الأقاويلَ وسوءُ التأويلَ وتغليبُ المصالحِ بالتحليلِ مذهبًا لهؤلاءِ الذي يهرفونَ بما يتبنَونهُ من أجنداتٍ ضالةٍ مُضلةٍ فما صدقوا في قولٍ ، ونفثوا من صدورِهم الغلّ على وطنٍ ما كان إلا طودًا شامخاً عظيمًا يشبهُ سفحهُ السيفَ الذي يشقُّ الرّياح فكان ملاذُ الملهوفِ والمرحبُ بالضيوفِ والمشرعُ للسيوفِ في وجهِ كلّ أفاكٍ أثيم .
(ومَن يُؤتَ الحِكمةَ فقد أُوتي خيرًا كثيرًا ) صدقَ الله العظيم،
إن الحكمةَ التي تنعمُ بها القيادةُ الهاشميةُ أصبحت بمثابةِ الملاذِ الآمنِ للوطنِ فكانت الرحمةُ سِمةَ القوةِ والتواضعُ مفتاحَ المحبةِ لتغليبَ مصلحةُ الوطنِ على مصلحةِ الأشخاص لتصغرَ الكبائرُ في عيونِ الكبارِ وتهونُ المعضلاتُ الصعبةُ على يدِ الإصرارِ، فإزدادتْ القوةُ بعدَ تجاوزِ كلّ عقبةٍ لتردَّ حرابُ المعتدين في نحورِهم ويُفجّرَ حقدَهم صدورَهم , كيف لا ؟؟؟؟؟ ونحنُ نتكيءُ على قيادةٍ لا ندّ لها وجيشٍ شامخٍ منيعٍ وأجهزةٍ أمنيةٍ تواصلُ الليلَ بالنهارِ وتعملُ بحرفيةٍ وإقتدارٍ ، وهنا يخلصُ الكلام إلى أن الحكمةَ أساسُ الملكِ وأن الأردنَ بقيادتِه وشعبِه وجيشِه وأمنِه يسعى إلى الفلكِ بمسيرةٍ يَحدوها العنفوانُ والمجدُ النابع من العملِ الصادقِ والجد.
(وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) صدقَ الله العظيم ، إن أصحابَ الفتنِ الذين يُشككون بالوطنِ والذي يُجيّرون الشائعاتِ لما فيه مصلحةُ الذاتِ ما هم إلا أصحابُ نوايا صفراء يُحاولون دفعَ الأردن إلى الوراءِ ، فسَنّوا أقلامَ الباطل فباتَ سوادُ قلوبِهم كسوداويةِ كلامِهم فكشفتْ قناعاتهم عن لثامِهم وغيّروا لونَ جلودهم فنَكثُوا عُهودَهم فلزِمَهم العار مدى الدهر لِما اقترفوهَ من دَنسٍ فما شربُوا من بئرٍ إلا وألحقوهُ حجرًا حتى بلغَ بهم المكرُ أن يحاولوا التطاولَ على بيت آل هاشمٍ الحصين مُتناسينَ أنه عرينَ الأسودِ التي لا تلينُ ، فقلوبُ بنو هاشم التي تصدّرُ الحبّ إلى البعيدِ ستبقى مجتمعةً على دمِ الإخاء ويد الوحدة فدمُ الحسين النقي ينسابُ في عروقِ ابنائهِ الذين تسابقوا في حبِ الوطن فكانَوا العونُ لعبدِ الله الملكُ المغوارُ وحامي الدار الذي ما ثَقُلَ سيفُه عن الحقِّ فكانَ مثالُ الثباتَ والصدقَ فأهدى الأردنَّ عينٌ وأهدى القدسَ العينُ الأخرى، فأدارَ بوصلةَ الرأي الدولي بإتجاهِ الوصايةِ الهاشميةِ التي كانَ ثمنُها الكثيرَ الكثير .
(كذلك يضربُ الله الحقّ والباطلَ فأمّا الزبدُ فيذهبُ جُفاءً وأمّا ما ينفعُ الناس فيمكثُ في الأرض) صدقَ الله العظيم ، إن المتشدقين مهما لووا ألسنتهم بالباطلِ فلن يمسّوا الأردنَّ بضرٍ، فالأردنُّ عصيٌ على أمثالهِم وسيبقى شوكةً في حلوقِهم فهم الزَبدُ الذي سيذهبُ جفاءً ويجبُ علينا جميعًا أن لا نلتفتُ إليهم ، فالاردنُّ أكبرُ منهم وقيادتُنا الحكيمةُ لَنا الملاذُ والملجأُ بعدَ الله وسيبقى الوطنُ واحةَ السلامِ وبيتَ الإكرامِ وسيبقى مجدهُ الشمس التي لا تعترفُ بالظلامِوسيبقى قائدُنا المقدام لَنا وبِنا ومِنا على الدوام .
حماكَ الله يا وطني ودُمتَ موئِلَ السّلام.... حماكَ الله يا عبدَ الله بعينهِ التي لا تنام.
العين /فاضل محمد الحمود