الدكتور محمد طالب عبيدات

محمد عبيدات يكتب : الجهل والمعرفة

نبض البلد -

بقدر ما يوجد أناس أذكياء ومتميزين وقادرين على تمييز الغث من السمين، هنالك أيضاً ولو فئة قليلة تجهل بواطن اﻷمور في بعض اﻷشياء، وترددت قبل الكتابة عن الموضوع لكنني أيقنت بوجود هذه الفئة بمجتمعاتنا والتي تحاول أن تعيدنا للمربع اﻷول، ولا يخلو اﻷمر من ذلك، مقدراً ومحترماً مشاعر القراء الكرام:
1. الجهل في الدين: السبب الرئيس للتطرف عند البعض الجهل في الدين وعدم معرفة مقاصد الشريعة، حيث أن البعض يفسر النصوص على هواه ولا تنعكس عباداته على تعامله مع الناس!
2. الجهل في الثقافة المرورية: أرى أن البعض يجهل الثقافة المرورية، مما يؤدي ﻹرباك حركة المرور وإزدياد الحوادث المرورية بإضطراد، ولعل اﻷزمات المرورية التي نلحظها ربما يكون سببها أحد اﻷشخاص الذين ثقافتهم المرورية ضعيفة، كإيقاف المركبة وإغلاق أحد المسارب على سبيل المثال!
3. الجهل بالقانون: الجهل بالقانون لا يحمي المغفلين، قاعدة قانونية يعزف على أوتارها كثيرون، لكن الثقافة القانونية واجبة لغايات إحترام القانون ومعرفة الحقوق والواجبات ككفتي ميزان المواطنة الصالحة.
4. الجهل التنموي: الجهل في قضايا التنمية يؤدي لحرمان المجتمع من طاقات الشباب وعطائهم وإنتاجيتهم ﻷن خطط النهوض اﻹقتصادي تحتاج للتنمية.
5. الجهل البيئي: البعض يخال العبث والتلوث في البيئة يقتصر على المخلفات الصلبة والسائلة والغازية، لكنهم لا يعلمون أن هنالك التلوث البصري والضوضائي والفكري والعقائدي والسياسي واﻹنساني وغيرها، فكل جهل وتقوقع وتعفن هو تلوث.
6. الجهل العلمي: لا ألوم البعض ممن يجهلون علوم بعض اﻷشياء، فاﻹنسان ليس متخصص في كل شيء لكن اﻹستزادة في الثقافة العامة مهمة، بيد أن المهم أن لا نفتي بما لا نعلم!
7. الجهل اﻹنساني: ربما يكون هذا النوع من الجهل أخطر أنواع الجهل ﻷن اﻹنسان الذي لا يتفاعل مع بني جنسه لا يتحسس همومهم ومشاكلهم والتحديات التي تواجههم.
8. الجهل المعرفي: اﻹشاعة تنتشر في المجتمعات كنتيجة للجهل، والمعرفة هي اﻷساس في كبح جماحها.
9. الجهل التربوي: تربية اﻷبناء ليست باﻷمر السهل، فهي تحتاج لتحصينهم وتمكينهم من خلال والدين عارفين لا جاهلين، وهذا بالطبع يقتضي خبرات ومهارات تواصل وإتصال وحوار وغيرها.
9. الجهل في اللغة: فكثيرون يجهلون لغتهم في الكتابة والقراءة وحتى القواعد الرئيسة؛ ولعل سبب ذلك يعود إلى عدم الممارسة أحياناً أو معرفة الأسس والركائز الرئيسة لها؛ فاللغة ديدن التعامل والخدمات وكل شيء.
10. قائمة أنواع الجهل تطول حيث التنوع في مختلف القطاعات والتخصصات، لكنني أشرت لبعضها، والمطلوب المساهمة في القضاء على الجهل أنّى كان مصدرة أو مكانه لغايات ألّا ينغّص الجاهلون على أصحاب رسالة العمل والعطاء.
بصراحة: وصلنا اﻷلفية الثالثة كألفية علوم وتكنولوجيا، وما زال الجهل يعتبر المسبب والعامل اﻷول في كثير من القضايا كالتطرف واﻹرهاب واﻹشاعة والعنف وحوادث السير وغيرها، ومطلوب التبصّر والمعرفة باﻷشياء للقضاء على 'الداعوش' الذي ينمو بداخل الفئة القليلة والفايروسية المؤثرة في عالمنا!
صباح المعرفة واﻹبداع