نبض البلد -
تتناول نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الإثنين، متلازمة قدم الخندق، التي تحدث بسبب تبلل القدم وعدم تجفيفها بشكل صحيح في الطقس البارد جدا.
وتبين النشرة خطورة المتلازمة التي تسمى أيضا بـ (القدم المغمورة)، ومضاعفاتها الشديدة إذا تُركت دون علاج، مثل: البتر، وعدم القدرة على المشي على الأقدام المصابة، والغرغرينا.
وتوضح نشرة المعهد أسباب متلازمة القدم المغمورة، وأعراضها، وكيفية تشخيصها طبيا، إضافة إلى إجراءات التعامل معها، وطرق العلاج المستخدمة قديما وحديثا.
ما هي قدم الخندق أو القدم المغمورة؟
تحدث قدم الخندق، وتسمى أيضاً القدم المغمورة، أو قدم الغمر، أو القدم الغاطسة، عندما تبتل القدمان وتتعرضان لفترات طويلة لظروف باردة ورطبة. وعلى الرغم من أن أعراض القدم الغاطسة تشبه قضمة الصقيع، إلا أن الحالة تتميز بالتعرض لدرجات حرارة غير متجمدة.
أصبحت الحالة معروفة لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى، عندما أصيب الجنود بقدم الخندق بسبب القتال في ظروف باردة ورطبة في خنادق دون إرتداء الجوارب أو الأحذية الإضافية للمساعدة في الحفاظ على أقدامهم جافة. وقتلت قدم الخندق نحو 2000 جندي أمريكي و75000 جندي بريطاني خلال الحرب العالمية الأولى.
الأسباب:
تحدث قدم الخندق بسبب تبلل القدم وعدم تجفيفها بشكل صحيح. كما أنها أكثر شيوعًا في درجات حرارة من -1 إلى 4.4 درجة مئوية ومع ذلك، يمكن أن تحدث حتى في المناخات الصحراوية.
المفتاح هو مدى تبلل قدميك، وليس بالضرورة درجة البرودة (على عكس قضمة الصقيع). بقاء قدميك بالجوارب والأحذية المبللة لفترة طويلة يمكن أن يُفقدهما الدورة الدموية ووظيفة الأعصاب. وبذلك تُحرم قدماك من الأكسجين والمواد الغذائية التي يوفرها دمك بشكل طبيعي.
الأعراض:
تشمل أعراض قدم الخندق الإحساس بالوخز و/أو الحكة، والألم، والتورم، والبرودة والبقع الجلدية، والتنميل، والشعور بالوخز أو الثقل في القدم.
قد تصبح القدم حمراء وجافة ومؤلمة بعد أن تصبح دافئة، وقد تتشكل البثورعلى الجلد. في الحالات الشديدة، يمكن أن تصيب قدم الخندق غير المعالجة أصابع القدم أو الكعب أو القدم بأكملها.
في بعض الأحيان، قد يؤدي فقدان وظيفة العصب إلى جعل الأعراض الأخرى (مثل الألم) أقل وضوحاً. بمرور الوقت، يمكن أن تؤدي قدم الخندق إلى مضاعفات شديدة إذا تُركت دون علاج. وتشمل هذه: البتر، والبثور الشديدة، وعدم القدرة على المشي على الأقدام المصابة، والغرغرينا أو فقدان الأنسجة، وتلفاً دائماً في الأعصاب، وعلامات العدوى مثل التورم أو الجروح.
التشخيص:
سيتمكن طبيبك من تشخيص قدم الخندق من خلال الفحص البدني، وفحص أي إصابات وفقدان الأنسجة وتحديد مدى فقدان الدورة الدموية. يمكنه أيضًا اختبار وظيفة العصب من خلال معرفة ما إذا كان بإمكانك الشعور بنقاط ضغط على قدمك.
العلاج:
خلال الحرب العالمية الأولى، عولجت قدم الخندق بالراحة في الفراش. كما عولج الجنود بغسول الأقدام المصنوعة من الرصاص والأفيون. ثم تطور العلاج وتم استخدام التدليك والزيوت النباتية (مثل زيت الزيتون). وفي حال تفاقمت أعراض قدم الخندق، كان البتر ضروريًا في بعض الأحيان لمنع مشاكل الدورة الدموية من الانتشار إلى مناطق أخرى من الجسم.
اليوم، يتم التعامل مع قدم الخندق كالتالي:
أولاً، ستحتاج إلى الراحة، وينصح بتخفيف الحِمل على قدميك، عن طريق رفعهما لأعلى على وسادة، لأن ذلك يحسن الدورة الدموية. سيؤدي ذلك أيضًا إلى منع ظهور بثور وجروح جديدة. يمكن أن يساعد الإيبوبروفين في تخفيف الألم والتورم.
إذا كنت لا تستطيع تناول الإيبوبروفين، فقد يوصي طبيبك بالأسبرين أو الأسيتامينوفين لتقليل الألم. يمكن أيضًا علاج الأعراض المبكرة لقدم الخندق بالعلاجات المنزلية. وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يمكنك استخدام بعض الأساليب نفسها التي تستخدمها مع قضمة الصقيع، ولا تنس أن تقوم بالتالي:
- اخلع جواربك وتجنب ارتداء الجوارب المتسخة للنوم.
- نظف المنطقة المصابة على الفور وجفف قدميك جيدًا.
- عالج الجزء المصاب عن طريق وضع كمادات دافئة أو النقع في ماء دافئ بدرجة 39-43 مئوية (102 إلى 110 درجة فهرنهايت) لمدة 5 دقائق تقريباُ.
- إذا فشلت أعراض قدم الخندق في التحسن بعد العلاجات المنزلية، فقد حان الوقت لزيارة طبيبك لتجنب أي مضاعفات.