الدكتور محمد طالب عبيدات

محمد عبيدات يكتب :الصحة النفسية

نبض البلد -
مع صخب كورونا ومآلاته وتحدياته التي أثّرت على الناس نفسياً وإجتماعياً وصحياً وإقتصادياً وغيرها؛ باتت الصحة النفسية أو حديثاً يطلق عليها الصحة السلوكية تعتبر اﻷهم بالنسبة لحياة الناس ورفاهيتهم، ولتكون الحياة خالية من اﻹضطرابات وسوء اﻷمزجة للإنطلاق صوب حالة العافية التي يتطلع لها الكل؛ والنَّاس الذين يمتلكون صحة نفسية راقية سيساهموا حتماً في رفد المجتمع بالطاقات الإبداعية الإيجابية والإنتاجية وروحية العطاء ودرء أخطار الثقافات السلبية:
1. الكل يعلم أن إضطرابات الحالة الصحية السلوكية أو النفسية تؤدي لحالات من اﻷرق والقلق والمشاكل في العلاقات مع اﻵخرين وأحياناً الحزن وإضطراب المزاج وغيرها.
2. أكثر من نصف سكان العالم يعانون من أمراض عقلية وإضطرابات في صحتهم النفسية تؤدي لسلوكيات عدوانية للذات واﻵخرين أو المجتمع.
3. السعادة النفسية والعاطفية تؤدي بالمقابل لمرونة التعامل مع التحديات والتكيف مع التوتر والإنتاجية والعطاء وتؤول بالنتيجة للعافية واﻹبداع في الحياة.
4. السعادة النفسية أيضاً تشيع المحبة والصداقة وإدارة الذات ووقت الفراغ وحل المشاكل والتعامل مع الضغوط بمختلف أنواعها.
5. ما في شك بأن الوضع اﻹقليمي والحالة غير المستقرة في الشرق اﻷوسط، وتنامي معضلتي البطالة والفقر والتحديات الراهنة تؤثر مباشرة على الصحة النفسية لكل الناس، ولذلك أحياناً نجد كثيراً من الناس حولنا نزقين وعصبيين ومنفعلين دوماً.
6. وصفة الصحة النفسية المستقرة تأتي من اﻹيمان والروحانية والصبر وضبط النفس وتأدية العبادات واﻹستقرار والتصالح مع النفس واﻵخرين، ونبذ الكراهية وسوء الظن باﻵخرين، وغيرها.
7. مطلوب مساهمة الجميع لتعزيز الصحة النفسية المستقرة لمن حولنا من خلال تعظيم الجزء الملىء من الكأس والتعامل بالحسنى والتسامح والمحبة والطمأنينة، وتقليص حجم الجزء الفارغ من الكأس من حيث تقزيم السلبيات والبعد عن المنغّصات بأنواعها والبعد عن إثارة اﻵخرين ودحر المزاجية وغيرها.
8. لغة الحوار تتأثر أحياناً بصحتنا النفسية ومزاجنا العام، ولذلك علينا حُسن الإختيار لوقت الحوار وبيئته وشخوصه وغيرها؛ فالحوار ينم عن ثقة بالنفس وإحترام لرأي الآخر والبعد عن الإقصاء والتهميش.
بصراحة: مع فايروس كورونا والتباعد الجسدي والكمامات؛ باتت الصحة النفسية والمزاج العام للناس تحتاج لمراعاة هذه اﻷيام، فالناس نزقة ذاتياً بطبعها كنتيجة للتحديات اليومية ومنغصات الحياة، فمطلوب فوراً أدوات لتعديل المزاج العام وأهمها التصالح مع النفس وحبّ الآخرين؛ ومطلوب إسعاد أنفسنا ومن حولنا لننعم بصحة نفسية عال العال وعافية مثلى.
صباح الصحة النفسية المستقرة