نبض البلد -
نبض البلد -كد تربويون في محافظة اربد أن التعليم عن بعد أسهم بشكل كبير في تطوير أعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية والطلاب، بالرغم من وجود بعض التحديات التي تم التغلب عليها.
وتوقع هؤلاء أن يكون للتعلم عن بُعد، في المستقبل المزيد من التحديث والتطوير لخدمة العملية التعليمية وخاصة بعد النجاح الكبير للتجربة منذ انطلاقها، مشيرين الى أن التجربة ناجحة بشكل عام ما يعطي الدافع لتطوير النظام التعليمي التقليدي بما يتواءم مع المستجدات والظروف الطارئة. وبين هؤلاء في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن المعركة مع فيروس كورونا، جعلتنا في موقع أقوى مما كنا عليه، وجعلتنا في تحدٍ كبير لمواصلة واستمرار العملية التعليمية وإعطاء الطالب حقه في التعليم، وترجمة معاني الولاء والانتماء لهذا الوطن إلى أفعال.
وقال مدير التربية والتعليم لقصبة اربد الدكتور صالح العمري، خلال اطلاعه على تجربة مدرسة القادسية الاساسية للبنات، إن المعلم الأردني أثبت خلال ظروف كورونا قدرة عالية على الإبداع والتميز وتحويل التحديات الى فرص للنجاح، التي تقدرها المديرية عاليا كما تقدر أصحابها.
وأضاف، ان ما حققه أصحاب هذه المبادرات النوعية مع طلبتهم، يؤكد أن المعلم الاردني ما زال محل ثقة الجميع وتقديرهم، وعلى قدر من المسؤولية، مؤكدا أن المديرية تنظر بالتقدير لمعلميها من أصحاب الهمم والمبادرات النوعية في التعليم وبذل كل ما يمكن لمعالجة كل التحديات التي واجهت المعلمين والطلبة خلال هذه المرحلة.
وبين العمري أن هذه الجهود داعمة لمنظومة التعليم عن بعد التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم من خلال منصة درسك على شبكة الانترنت، والقنوات التلفزيونية درسك 1 ودرسك 2 ولاقت جميعها تفاعلا كبيرا من قبل الطلبة. وأضاف، إن التعليم عن بُعد، أوجد ثقافة جديدة لدى الطلبة إذ إن الإمساك بالهاتف والنظر إليه واللعب به هو من الأمور المحببة لهم، قائلا:"غيّرنا توجه أبنائنا، بدل متابعة الطفل (يوتيوب) أصبح يتابع دروسه ويتواصل مع معلمه، وزاد تعلّقه بالمعلومات المقدمة".
ودعا العمري إلى مشاركة أولياء الأمور في العملية التعليمية سواء في حال كان التعليم عن بعد أو بوضعه الطبيعي، لما لمتابعتهم من أهمية سيما خلال دخول ابنائهم للنظام ومعرفة أدائهم لواجباتهم وتقييماتهم الاسبوعية.
وقالت رئيسة قسم الإشراف في مديرية تربية قصبة اربد آمال القرطة، إن تميز المديرية ومدارسها هو ثمرة للجهود الوطنية التي بذلها المعلمون والمعلمات ومديرو ومديرات المدارس وتعاون أولياء الأمور والطلبة، والمتابعة المستمرة من فريق الدعم الفني تعليق الدوام جراء جائحة كورونا.
وأشارت القرطة الى حصول مبادرة المديرية "صناع التميز" على لقب أفضل مبادرة على المستوى الوطني لجهة تنفيذ برنامج جسور التعلم الذي أطلقته وزارة التربية ما ساهم بتذليل عديد الصعاب والتحديات التي واجهت عملية التعلم الافتراضي في ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا.
وبينت أن حالة التكيف مع النمط التعليمي الجديد تشهد تقدما مطردا وهو ما دفع ببروز مبادرات نوعية ارتكزت على وسائل التواصل الفعال فتحولت المدارس الى فضاءات الكترونية موجهة للطلبة وداعمة لمنظومة التعليم عن بعد التي اطلقتها وزارة التربية والتعليم من خلال منصة "درسك" على شبكة الانترنت والقنوات التلفزيونية.
وبينت معلمة رياض الأطفال الدكتورة نسرين الزبيدي أهمية استمرار العمل بنظام التعليم الالكتروني بعد انتهاء جائحة كورونا، بحيث يكون هذا النوع من التعليم داعما للتعليم التقليدي في الظروف الطبيعية. وقالت "إن اهتمام وزارة التربية باستمرار العملية التعليمية للعام الدراسي الحالي، في ظلّ هذه الأوضاع الاستثنائية أسهم بشكل كبير في تطوير أعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية والطلاب، مشيدة بنجاح التجربة بالرغم من وجود بعض التحديات التي استطاعت المعلمات ايجاد الحلول لها بالتواصل مع أولياء الأمور".
فيما توقعت مديرة مدرسة زبدة فركوح عطاف الدهون أن يكون للتعلم عن بعد في المستقبل المزيد من النجاحات لخدمة العملية التعليمية خاصة بعد النجاح الكبير للتجربة منذ انطلاقها والتي فتحت آفاق التميز والإبداع لدى المعلم الأردني، وطورت من قدراته وإمكاناته.
واكد المشرف العام لشبكة القصيلة الدكتور موسى الزعبي اهمية تذليل تحديات التعليم عن بعد من خلال تأهيل المعلمين وتهيئة الأهالي لمثل هذا النوع من التعليم، وتوفير الإمكانات التقنية واللوجستية خاصة أجهزة الحاسوب، وشبكة انترنت بسرعات عالية.
وقالت معلمة الحاسوب نسرين صالح، انه "نظراً للظروف الراهنة بدأتُ مع طالباتي خوض تجربة التعليم عن بعد وكانت غامضة نوعا ما في البداية الا انه سرعان ما تحول التحدي الى فرصة لاستلهام حلول عملية قابلة للتطبيق بالتواصل مع الطالبات بطرق الكترونية مختلفة".
وقالت المعلمة ليما عياصرة "التعلم عن بعد يعد اتجاها جديدا يتماشى مع التطور الرقمي وهو ما يستدعي تذليل كل المعوقات أمام الطلاب والطالبات لتفعيل المنصات والبوابات الإلكترونية والرقمية بين الطالب والمعلم"، فيما لفتت المعلمة هديل خليل الى اهمية متابعة الطالبات عن بعد في دروسهن عن طريق حثهن على دخول المنصة وتزويدهن بمقاطع فيديو وإرشادهن لمتابعة الدروس عبر قناة عين التعليمية وحثتهن على حل بعض الأنشطة التعليمية والواجبات. واكدت ان التعليم عن بعد قرار حكيم تم اتخاذه في ظل الأزمة الناجمة عن تفشي وباء كورونا ويمتاز بعدد من المزايا لقدرته على توفير ببيئة تفاعلية آمنة بين المعلم والمتعلم.
وقالت مديرة مدرسة القادسية ريا بني بكر: إن المعركة مع فيروس كورونا، جعلتنا في موقع أقوى مما كنا عليه، وجعلتنا في تحدٍ كبير لمواصلة واستمرار العملية التعليمية وإعطاء الطالب حقه في التعليم، وترجمة معاني الولاء والانتماء لهذا الوطن إلى أفعال.
وبينت أن إعلان الحكومة الاستمرار في تعليق دوام المدارس في ظل استمرار الجائحة، جعلنا أمام مسؤوليات كبيرة تجاه ووطننا وطلبتنا ومستقبلهم التعليمي، وفرض علينا تحديا كبيرا أثبتنا أننا قادرون على مواجهته بهمة معلمينا ودعم قيادتنا ووزارة التربية والتعليم للمعلمين.
وأضافت بني بكر إن المعلمات طورن مجموعات "الواتس أب" للتواصل مع الطلبة واولياء الامور لمتابعة شؤون طلبتهم التعليمية والتربوية الى منصات تعليمية مستفيدات بذلك من دعم وزارة التربية والتعليم التي خيّرت المعلمين للتواصل مع الطلبة بالطريقة المناسبة.
وتوقعت مديرة مدرسة زبدة فركوح عطاف الدهون أن يكون للتعلم عن بعد في المستقبل المزيد من التحديث والتطوير لخدمة العملية التعليمية وخاصة بعد النجاح الكبير للتجربة منذ انطلاقها.
وقالت إن تجربة التعليم عن بعد فتحت الكثير من آفاق التميز والإبداع لدى المعلم الأردني، وطورت من قدراته وإمكاناته، وفتحت قنوات اتصال من خلال الفيديوهات المصورة التي وجهتها لطالبتها عبر "الواتس أب" واليوتيوب، مشيرة إلى الحماس في مواصلة تعليم الطلبة في هذه الظروف التي تعد أمانة المسؤولية تجاه الطلبة دافعا لعدم ترك الطالبات دون متابعة.
وفي مدرسة بيت رأس الثانوية انشأ معلمو المدرسة مجموعات خاصة بهم وطلبتهم وأولياء الامور على تطبيق "الواتس أب" وتمكنوا خلالها من مواصلة تعليم الطلبة وتسجيل الفيديوهات التعليمية المدعمة بأوراق عمل وواجبات، وإرسالها للطلبة وأولياء الأمور وفق برنامج زمني.
وقالت مديرة المدرسة منى الغانم إن المدرسة شكلت نموذجا في المثابرة والعطاء والهمة العالية، مشيرة الى أن تجربة التعليم عن بعد تعد نموذجا مهماً في كيفية الاستفادة من التقنية في العملية التعليمية وتسخيرها لتجاوز بعض التحديات التي نواجهها اليوم وصولا لمفهوم المدرسة الافتراضية. وقال رئيس مجلس التطوير التربوي لمحافظة إربد، ورئيس المجلس التربوي لشبكة مدارس الشمال المهندس إبراهيم الحموري إن شرح الدروس من قبل المعلمين والاختبارات والواجبات تتفاوت من طالب إلى طالب آخر، إلا أن الإشكالية تكمن في وجود بعض الخلل التقني. واعتبر الحموري أن التجربة ناجحة بشكل عام ما يعطي الدافع لتطوير النظام التعليمي التقليدي بما يتواءم مع المستجدات والظروف الطارئة، مشيرا الى أن التعليم عن بعد يوفر الوقت والجهد والنفقات.
وبينت المعلمة الفائزة بجائزة أفضل مبادرة في التعلم عن بعد سناء عبد الرحمن ان المبادرة هدفها تقديم الدعم اللازم لطالبات المدرسة خلال جائحة كورونا وتضمنت حساب "يوتيوب" يتكون من أربع قوائم تشغيل للمعلم وطالب التوجيهي وطلبة السابع وطلبة الأول الثانوي، وتضمنت المبادرة حساب "انستجرام" خاص بطالبات الصف الثاني ثانوي، يعتمد على نشر اسئلة بصورة دورية بهدف تفاعل الطالبات ثم تعميم الإجابة بالإضافة الى انشاء حساب "فيسبوك" لجميع الطالبات يتم من خلاله نشر كل ما يستجد من فيديوهات وتلخيصات ونشرات مختلفة. وقالت أنه تم إنشاء مدونة خاصة بطالبات الثاني ثانوي تضم امتحانات الحاسوب وإجاباتها النموذجية، مبينة أن أزمة كورونا جعلتنا نتطلع إلى الخروج من التعليم التقليدي إلى التعليم المطور الإلكتروني سيما أنه يفتح نوافذ عديدة للمتعلمين ليرتبطوا بالعالم وليس بالصف فقط.
وأكدت أن انجاح عملية التعليم عن بعد يحتاج الى مبادرات ذاتية وخلاقة من الجميع لنكون على قدر التحدي، وهو الأمر الذي سيجعل المدارس تبدأ بتطوير المنظومة التعليمية بشكل ذاتي، ليكون مواكباً وقادراً على إدارة أي أزمة.
--(بترا)