العربية- ديلي ميل
يقوم برنامج للذكاء الاصطناعي بالبحث عن علامات الإصابة بسرطان الثدي من خلال تصوير الثدي بالأشعة السينية لمساعدة أطباء الأشعة على اكتشاف وتمييز الخلايا المريضة.
وفقا لما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، يقول فريق من العلماء بإحدى الشركات الفرنسية، المسؤولة عن برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد، إن بإمكان البرنامج تحسين قدرات أخصائيي الأشعة وإنجاز عملية التشخيص بشكل أكثر كفاءة ودقة.
وثبت أن فحص سرطان الثدي، الذي يعد واحدًا من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا، باستخدام التصوير الشعاعي للثدي يحسن إمكانيات الكشف المبكر مما يقلل من الوفيات المحتملة بسبب المرض ويعزز فرص العلاج في مرحلة مبكرة.
ولكن يتم إغفال العديد من أنواع السرطان عند فحص التصوير الشعاعي للثدي، وغالبًا ما تتحول النتائج المشبوهة إلى كونها حميدة - يمكن لهذه الأداة الجديدة تعزيز الاختلافات بين النتائج الحميدة والخطيرة وتسريع سير العمل لمصوري الأشعة.
ووجدت الأبحاث السابقة أنه، في المتوسط ، تم اكتشاف وتشخيص حالة واحدة فقط من بين كل عشر نساء مصابات بالسرطان بعد الفحص واستدعائها لإجراء المزيد من التشخيص والفحوصات بناءً على النتائج المشتبه بها.
وفي الوقت نفسه، تمثل الخوارزميات القائمة على الذكاء الاصطناعي وسيلة واعدة لتحسين دقة التصوير الشعاعي الرقمي للثدي.
يقوم المطورون بتدريب الذكاء الاصطناعي على صور الأشعة السابقة المتاحة، وتعليم البرنامج كيفية التعرف على العيوب المرتبطة بالخلايا المصابة بالسرطان وفصلها عن النتائج الحميدة.
وقالت الدكتورة سيرينا باسيلي من شركة Therapixel: "تظهر النتائج أن برنامج الذكاء الاصطناعي واسمه MammoScreenربما يساعد في تحسين أداء أطباء الأشعة في اكتشاف سرطان الثدي".
وأضافت أنه يمكن بعد ذلك اختبار توظيف برامج الذكاء الاصطناعي على مجموعات مختلفة من صور الأشعة.
وأكدت أن "الذكاء الاصطناعي لا يوفر فقط إمكانية الاكتشاف بشكل أفضل للسرطان ولكنه أيضًا يزيد من كفاءة وتحسين قدرات أخصائيي الأشعة".
في الدراسة الجديدة، تم تصميم نظام الذكاء الاصطناعي لتحديد المناطق المشتبه في إصابتها بسرطان الثدي في صور الثدي الشعاعية الرقمية ثنائية الأبعاد وتقييم احتمالية الإصابة بورم خبيث.
ويتم تغذية نظام الذكاء الاصطناعي بمجموعة كاملة مكونة من أربع طرق عرض تتكون من صورة ماموغرام، وينتج مجموعة من مواضع الصورة مع درجة الشك في الخلايا المصابة.
وقام فريق من 14 اختصاصي أشعة بتقييم البيانات من 240 صورة رقمية ثنائية الأبعاد مختلفة للثدي تم التقاطها بين عامي 2013 و2016 بما في ذلك أنواع مختلفة من التشوهات.
وتمت قراءة نصف مجموعة البيانات بدون الذكاء الاصطناعي، بينما جرى قراءة النصف الآخر بمساعدة الذكاء الاصطناعي أثناء الجلسة الأولى وبدون مساعدة البرنامج أثناء الجلسة الثانية.
وعلقت الدكتورة باسيلي: "زاد متوسط الحساسية للسرطان بشكل طفيف عند استخدام دعم الذكاء الاصطناعي. ساعد الأخير أيضًا في تقليل معدل النتائج السلبية الكاذبة، أو النتائج التي تبدو طبيعية على الرغم من وجود السرطان.
تمكن أخصائيو الأشعة من تشخيص سرطان الثدي بشكل أفضل دون إطالة أمد سير العمل وكانوا أسرع في جلسات القراءة الثانية للمرضى الذين لديهم احتمالية منخفضة للإصابة بالأورام الخبيثة مقارنة بالجلسات دون استخدام الذكاء الاصطناعي.
وأضافت الدكتورة باسيلي أنه "يمكن أن يؤدي تقليل وقت القراءة هذا إلى زيادة الكفاءة الكلية لأخصائيي الأشعة، مما يسمح لهم بتركيز انتباههم على الفحوصات الأكثر إثارة للريبة".
وأقرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في مارس استخدام برنامج الذكاء الاصطناعي الـ"مامو سكرين" في العيادات، حيث يمكن أن يساعد في تقليل عبء العمل على اختصاصي الأشعة.
ويخطط الباحثون الآن لاستكشاف سلوك أداة الذكاء الاصطناعي على مجموعة كبيرة من السكان المعتمدين على الفحص وقدرتها على اكتشاف سرطان الثدي في وقت مبكر.