محمد عبيدات يكتب : قراءة في كتاب التكليف السامي لدولة بشر الخصاونة

نبض البلد -
جاء كتاب التكليف السامي لحكومة دولة الدكتور بشر الخصاونة بمثابة خريطة طريق لعبور جائحة كورونا بسلام؛ إذ أشّر لمفاصل رئيسة لغايات الوصول لبرّ الأمان في الملفات الصحية والإقتصادية وغيرها؛ ولا يمكن بالطبع أن يتم ذلك سوى من خلال إختيار الكفاءات الوطنية المخلصة والتي تمتلك الرؤية للتفكير خارج الصندوق والقدرة على تحمّل المسؤولية الوطنية لإمتلاك خطّة نهوض متواءمة مع تطلعات جلالة الملك حفظه الله:
١. تشكيل الحكومة يأتي على أبواب المئوية الثانية للدولة الأردنية وفي ظرف إستثنائي كنتيجة لجائحة كورونا؛ وربما تشكّل التبعات الإقتصادية والصحية والإجتماعية التي نبّه لها كتاب التكليف السامي أهم الركائز التي يجب العمل عليها للتخفيف عن الناس صوب مجتمع معافى صحياً ولديه فرص عمل متوفرة للشباب على الأقل.
٢. النظام الصحي والملف الصحي في سلّم الأولويات الوطنية خوفاً من الإنهيار لا سمح الله تعالى كنتيجة لكثرة حالات الإصابة بالفايروس؛ وبالتالي مطلوب فوراً معالجة الخلل من حيث رفع طلبات المستشفيات الإستيعابية؛ وإنشاء مراكز فحوصات ومختبرات؛ وتوسيع قاعدةًتامسمولبن في التأمين الصحي؛ والعدالة في توزيع الخدمات الصحية.
٣. التوجيه الملكي جاء بالتركيز للإعتماد على الذات لتمكين الموارد البشرية الكفؤة وتزويدها بالمهارات اللازمة؛ وتحقيق النمو الشامل والمستدام؛ والمضي قُدماً في إصلاحات إقتصادية تحوّل التحديات إلى فرص في زمن الألفية الثالثة؛ وفي هذا الصدد نحتاج آليات واضحة لذلك.
٤. تطوير منظومة التعلم عن بُعد من خلال تشريعات ناظمة عصرية وتقييم التجربة وإنضاجها موضوع مهم لغايات المضي قُدماً في رقمنة التعليم وجهوزيته وتركيزه على المخرجات النوعية لهذا الزمان الذي لم يعد التعليم الوجاهي فيه وحيداً لإيصال الرسالة التعليمية لأبنائنا الطلبة.
٥. مفصل الحماية الاجتماعية لتطوير منظومة الأمان الاجتماعي لضمان حياة كريمة لكل الأردنيين من المواضيع التي جاءت في وقتها؛ وخصوصاً فيما يتعلق بوضع صندوق المعونة الوطنية ومدى الحاجة له؛ فهاجس الحياة الكريمة للمواطن أساس لنجاح أي حكومة.
٦. قطاعا السياحة والزراعة رافدان أساسيّان للإقتصاد الوطني الأردني ولذلك مطلوب تشجيع السياحة الداخلية والعودة للحاكورة المنزلية على سبيل الإعتماد على الذات.
٧.كُلف الطاقة والنقل على الإقتصاد الوطني كبيرة نسبياً؛ ولذلك إستغلال مصادر الطاقة الشمسية والحلول الذكية تصب في بوتقة إعطائهما أولوية وطنية .
٨. الإستثمار هو الحاضنة الرئيسة لتحقيق فرص عمل على الأرض؛ ولذلك فجلب الإستثمارات يخلق بيئة عمل وريادة لشباب الوطن الذين باتت البطالة جلّ همهم.
٩. تطوير الجهاز الإداري للدولة والتركيز على الفرص الإقتصادية الصغيرة والمتوسطة وكذلك صون المال العام وبعدالة مفاصل أيضاً مهمة لغايات النزاهة والمصداقية .
١٠. دعم الهيئة المستقلة للإنتخاب لغايات إجراء إنتخابات نزيهة وإفراز المرشحين الأكفأ؛ كلّها تصب في تعزيز مسيرة الديمقراطية في الأردن ليكون العدل والمساواة ديدن قيمنا الجوهرية.
١١. دعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمتقاعدين العسكريين ثابت وطني مهم لغايات حماية الحدود والسلم المجتمعي والحفاظ على أمن وإستقرار الوطن الأشم.
١٢. دعم القضية الفلسطينية كثابت رئيس الدولة الأردنية على سبيل تحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وترسيخ الوصايك الهاشمية للمقدسات.
١٣. تعزيز التنسيق والعمل العربي المشترك، وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بتشاركية عالية، بما يحقق المصالح المشتركة، ويخدم القضايا العربية ويعود بالأثر الإيجابي على الأردن.
بصراحة: شمولية كتاب التكليف السامي لحكومة الدكتور بشر الخصاونة مؤشر على ضرورة أن تستثمر الحكومة في ذلك من أجل إختيار وزراء أكفاء ومسؤولين شرفاء لتطبيق ذلك على الأرض؛ ونتطلّع لنجاح الحكومة في المهمات الملقاة عليها خدمة للوطن الأشم.
صباح الوطن الجميل