يكتسب قطاع الرمان، الذي تشتهر زراعته في لوائي الكورة وبني كنانة بالإضافة للواء القصبة واجزاء من لواء الرمثا، أهميته نظرا لمردوده المادي على المزارعين المقدر بنحو ثلاثة ملايين دينار سنويا.
كما يتميز بأثره في تحسين اقتصاديات المزارعين وحياتهم المعيشية علاوة على دخوله في الصناعات الغذائية واحتوائه على مواد غنية تتعدد استخداماتها واستعمالاتها بين الغذائي والعلاجي.
وقال مدير مديرية زارعة محافظة اربد الدكتور عبدالوالي الطاهات لوكالة الانباء الاردنية(بترا) اليوم السبت، ان زراعة الرمان تتركز على ضفاف الاودية ومجاري المياه كأودية زقلاب، وأبو زياد والريان وجديتا بلواء الكورة، وعيون المياه، كعين اسعيد وعين الباردة وغيرها في لواء بني كنانة التي تحتضن اشهر بساتين الرمان على مستوى المحافظة .
واضاف ان المساحة المزروعة بأشجار الرمان تقدر بنحو 2500 دونم تنتج ما مجموعه 7 آلاف طن سنوياً، حتى منتصف شهر كانون الأول من كل عام.
واستعرض اصناف الرمان المحلية كالحلاوي والماوردي والشرابي والزقلابي واللفاني وغيرها من الأصناف التي تعتبر مفيدة للجسم وتختلف من صنف لآخر في درجة الحلاوة.
ونوه الطاهات الى انه نظراً لتزايد الانتاج من هذه الاشجار دأبت مديرية زراعة محافظة اربد، على تنظيم مهرجان سنوي للرمان والمنتجات الريفية بدعم مباشر من وزارة الزراعة بالتعاون مع عديد المؤسسات الرسمية والأهلية في المحافظة إضافة للمنظمات الدولية والإقليمية.
واشار الى ان المهرجان سيتوقف في محطته لهذا العام، نتيجة تداعيات جائحة كورونا، حيث إقيم مهرجان الرمان والمنتجات الريفية السنوي الثاني عشر في الربع الأخير من العام الماضي واصبح معلما مميزا لمحافظة اربد نظراً لما حظي به من إقبال كبير من المواطنين في اربد وغيرها من محافظات المملكة على شراء ثمار الرمان ومنتجاته المتعددة.
وبين الطاهات ان منتجات الرمان المتعددة تتمثل بعصير الرمان الطبيعي، ودبس الرمان الطبيعي عالي الجودة وبالطريقة التقليدية، وخل الرمان الطبيعي، ومربى الرمان وزيت بذر الرمان، وصابون الرمان الطبيعي، اضافة الى مسحوق قشور الرمان الطبيعي الذي يستخدم لمعالجة مشاكل المعدة والقولون العصبي، شاي الرمان ونوجا الرمان.
وزاد الطاهات ان المهرجان شكل فرصة تسويقية لبيع المنتجات في ظل الفائض من المنتجات المختلفة و جاء للتعريف بالقيمة الغذائية والعلاجية والاقتصادية لشجرة الرمان ومنتجاتها، كما شكل أهمية للعاملين في القطاع من كلا الجنسين وأسهم في تحقيق عائد مادي للمزارعين في إقليم الشمال ساعدهم في التغلب على مصاعب الحياة.
وقال ان المهرجان اصبح منفذا تسويقيا مباشرا عبر اتاحة المجال امام المزارعين لعرض منتجاتهم مباشرة للمستهلكين دون اي وساطات او سماسرة، ما يساعد المزارع على تسويق منتجاته بكل يسر وسهولة وبالتالي دعمه وتشجيعه على الاهتمام بالزراعة واستمرارية المحافظة على الموروث الشعبي التقليدي من خلال المأكولات الشعبية والمنتجات الريفية التي يدخل الرمان ومنتجاته في اعدادها.
واشار انه لوحظ تزايد في اعداد المزارعين المشاركين بالموسم الماضي بنسبة 30 بالمئة عن الأعوام السابقة إضافة لزيادة ملحوظة في حجم المبيعات من الثمار ومنتجاتها المختلفة والتي تجاوزت المئة ألف دينار.
واستعرضت رئيسة شعبة الوقاية النباتية في المديرية المهندسة لانا بني هاني، التحديات التي تواجه المزارعين، كانتشار الآفات مشيرة الى ان المزارعين يشترون المبيدات الحشرية على حسابهم لمكافحة الآفة التي تسببت بتراجع الانتاج بنسب متفاوتة، اضافة الى التذبذب في اسعار الرمان ومنتجاته بحسب الصنف الموجود، وارتفاع مدخلات الانتاج مقارنة بالعائد المادي بالإضافة لمشاكل التسويق في ظل ارتفاع كميات الانتاج بشكل ملحوظ.
وقالت ان المديرية تعمل على تذليل هذه التحديات بخطط وبرامج ارشادية لتطوير القطاع والنهوض به بالتركيز على استخدام الاساليب العلمية الحديثة في تنميته والمساعدة في الترويج لمنتجاته التي اصبحت جزءا اساسيا في توفير فرص العمل للاسر والمجتمعات المحلية وخاصة في المناطق الريفية والمساهمة في رفد الاسر بدخل جيد .
واشارت بني هاني الى ان الوزارة تقوم بضبط كميات الاستيراد أو منعها تبعاً لكميات الانتاج المتوقعة في كل عام، والتركيز على دعم هذا القطاع من خلال تنفيذ ما ورد في الاستراتيجية الزراعية للتنمية الزراعية للأعوام القادمة.
واضافت ان المديرية تقدم أفضل الخدمات الارشادية والزراعية وخدمات الرش لمكافحة الآفات والتي من شأنها رفع ودعم هذا القطاع حيث تعمل مع المزارعين جنباً إلى جنب بدءًا من الزراعة ومروراً بالإنتاج والتسويق وصولاً للمستهلك.
ونوهت الى ان تصنيع منتجات الرمان تعد فرصة متاحة لعمل المرأة الريفية في معظم ألوية المحافظة حيث يوفر فرصة عمل لإنتاج الصناعات المرتبطة بالرمان مثل الخل والدبس والعصائر وغيرها من المنتجات التي توفر دخل إضافي للأسرة الريفية وتمكين المرأة اقتصادياً، مشيرة الى مشاركة العديد من جمعيات السيدات الريفيات في المحافظة بمختلف أجنحة المهرجان.
واشار رئيس شعبة التنمية الريفية وتمكين المرأة في مديرية زراعة اربد عمر العودات، الى اهمية تطوير الصناعات القائمة على هذا القطاع وايجاد الية مشتركه بين الجهات المعنية لتقديم المساعدات الفنية والمادية للعاملين به للوصول الى قطاع قادر على تلبية احتياجات العاملين به وتقديم منتجات ذات مواصفات عالية الجودة.
واكد على اهمية دعم الجمعيات التعاونية التي تعمل على تصنيع المواد الغذائية القائمة على هذا القطاع وزيادة وتشجيع الاستثمار ومحاولة تقنين المستوردات من المواد الغذائية والاعتماد على المنتج المحلي، ما يدعم الاقتصاد الوطني.
وقال رئيس جمعية كفرسوم لمنتجي الرمان المهندس عاهد عبيدات، ان عدم فتح وتأهيل الطرق الزراعية وشح مصادر المياه بالاضافة الى اشكالية التسويق بشكل عام والسماح احيانا بدخول الرمان المستورد، تعد من ابرز التحديات التي تواجه مزارعي الرمان.
واشار عبيدات الى ان مهرجان الرمان على اهميته ونجاحه المستمر لا يستوعب جميع الكميات المنتجة على مدار الموسم، ما يستدعي ايجاد منافذ تسويق محلية اوسع داخل محافظة اربد وخارجها.
وتوقع عبيدات ان يكون انتاج الموسم قريبا من انتاج الموسم الماضي، لافتا الى ان الجمعية بصدد صناعة منتجات جديدة من الرمان مثل كريم الرمان وصبغة الرمان، اضافة الى المنتجات المعروفة سابقا. واكد ان جميع منتجات الرمان المحلية هي طبيعية 100 بالمئة وتصل نسبة المواد الصلبة فيها الى نحو 70 بالمئة وهي اعلى من المواصفة العالمية .