الدكتور محمد طالب عبيدات

محمد عبيدات يكتب : الأنانية المفرطة في زمن كورونا

نبض البلد -


لغة اﻷنا أو اﻷنانية المفرطة قاتلة ﻷن خصائصها تتجلى فيها الفردية والتقوقع في الذاتية والحديث عن النفس ونكران اﻵخر وإعطاء النفس أكثر مما تستحق، ونبذ اﻷنا بالطبع يقضي على هذا السلوك المرضي؛ وحماية النَفْس في زمن كورونا شيّء واجب لكن الأوجب حماية الأشخاص الآخرين دوماً دون منّة؛ وهكذا تصرفات تقضي على الأنانية؛
1. اﻷنا غرور وفردية وإستغلال ونرجسية وتحدث عن النفس وتفاخر وقصور فكري وحسد وتسلط وطمع وجشع وإحتكار ومرض، وهي موجودة عند معظم الناس بنسب متفاوتة لكن الكيّس من حاول تجاوزها بالتواضع والبساطة.
2. بالمقابل اﻹيثار والتواضع والتفكير باﻵخرين وإنصافهم وإحترامهم ونبذ اﻷنانية أمر محمود ويقع في خانة ضدية اﻷنانية.
3. لغة اﻷنا قاتلة ﻷن نظرتها ضيقة لتحقيق المصالح الذاتية والتفكير بالنفس واﻹستحواذ على حاجات اﻵخرين وحب المال والجاه والسلطة ونكران الفضل ولذلك فهي داء مدمر لصاحبها.
4. المصيبة أن اﻷناني لا يعرف أنانيته بل وينكرها على نفسه ويتهم اﻵخرين بها ويسقطها عليهم.
5. اﻷناني مركز عقله بطنه ونقطة إرتكازه شهوته ودائرة حياته لذته ونظرته تحته لا أمامه وتفكيره قاصر وأحادي الجانب.
6. اﻷناني يفقد نفسه في لحظة من اللحظات وسوف لن يجد أحداً لجانبه، ويتقوقع على نفسه فلا يعطي شيئا للحياة، والأسوأ عندما تنصهر الأنانية بلغة الكراهية والحسد والحقد.
7. مطلوب أن تتجلى ثقافة الشكر لله وللنعمة وللناس الذين يكونون وسيلة لخدمتنا وأن لا ننكر فضلهم.
8. مطلوب من الجميع تربية هذا الجيل على اﻹيثار، ونبذ اﻷنانية ولغة اﻷنا، والتعامل بتشاركية وبروح الجماعة لننعم بالحياة ونرضا ونسعد.
بصراحة: لغة اﻷنا بإنتشار وبتفاوت بين الناس في زمن كورونا، ولغة اﻹيثار بإضمحلال أو ربما إنقراض، وربما يعزى ذلك لنقص اﻹيمان والرضا بالرزق وما هو مقسوم، ومطلوب نبذ اﻷنا وإحترام غيرنا وآرائهم حتى تظهر السعادة على محيانا وقلوبنا.