الدكتور محمد طالب عبيدات

حديث الناس في العيد في زمن كورونا

نبض البلد -
أرجو الله مخلصاً أن يكون الجميع قد استمتع وفرح وإستراح في إجازة عيد الأضحى المبارك؛ وفي خاتمة العيد دعائي لكم تباركت أعيادكم بقبول أعمالكم، وبارك الله في أعماركم، وزاد في حسناتكم، ورفع قدركم ومقامكم وتقبل الله ما قدمتم من عمل، وحقق ما رجيتم من أمل، وجعل الله أعيادكم فرحاً بأعمال قُبلت، وذنوب مُحيت، ودرجات رفعت؛ ومع ذلك فكان حديث الناس في جلساتهم العائلية وإجتماعاتهم ومناسباتهم تعجّ بالحديث في ملفات عدة جلها السياسي والطبي والإجتماعي والإقتصادي والنقابي والمطالبي وكثير من الإشاعات هنا وهناك ولم يخلُ حديث الناس من النظرة للمستقبل والأمل عند الكثيرين والخوف عند البعض من المستقبل والكثير الكثير:
١. الإنتخابات النيابية: ربما يكون ملف الإنتخابات النيابية القادمة التي أصدر جلالة الملك إرادته السامية بإجرائها في العاشر من تشرين الثاني هو الملف الأبرز لحديث الناس في إجازة العيد؛ إذ بادر كثيرون بالإعلان عن ترشيحهم لتسجيل السبق في ذلك حفاظاً على مقعدهم التنافسي؛ وبدأت إستعدادات الناس في ظل الشروط التي أصدرتها الهيئة المستقلة للإنتخاب من حيث الشروط الصحية والسلامة العامة وتوفير المصروفات دونما ولائم أو تجمعات؛ المهم أن الإنتخابات النيابية ستحرّك الشارع الإنتخابي والسياسي والتجاري والسياحي وحتى العشائري والإجتماعي؛ ويتطلع لها الجميع لضخ دماء جديدة قادرة على تحقيق رؤى جلالة الملك ليكون مجلس النواب مجلساً فاعلاً ومؤثراً لصالح الشعب ومدافعاً عن حقوقه؛ ولذلك مطلوب من الجميع الإستعداد للمشاركة من خلال التوجه لصناديق الإقتراع كحق وطني وكذلك إختيار الأنسب والأفضل كواجب للوطن علينا.
٢. الشاورما: ملف الشاورما وحالات التسمم التي حدثت في عين الباشا كانت على طاولة الحديث وشكّلت حالة رأي عام؛ إذ أن حالات التسمم في مطعمين وصلت ٨٢٦ للأول و ١٤٨ للثاني؛ وطاولت هذه الأرقام أرقام كورونا من خلال سيخي شاورما مع الأسف؛ وبادرت الحكومة بتشكيل فريق وزاري ثقاة للتقصي وللوقوف على كل الحيثيات؛ كما نشطت مؤسسة الغذاء والدواء وأغلقت إحترازياً بضع مطاعم ومستودعات وضبطت الدواجن الفاسدة وغير الصالحة التي كانت السبب الرئيس في حالات التسمم؛ وهذا الملف يؤشر لضرورة الإنتباه أكثر ومحاسبة المقصرين والمستهترين في قوت المواطن وخصوصاً الفقراء منهم.
٣. كورونا: تراجع ملف كورونا للترتيب الثالث في حديث الناس بالعيد بسبب قناعتهم بأن الاردن بات خالياً من فايروس كورونا حيث الإصابات اليومية على الحدود وقادمة من الخارج؛ مما يؤشر لإطمئنان المواطن وثقته بالأجهزة الرسمية في هذا الصدد؛ لكن ما زال الحذر واجب من حيث التباعد الإجتماعي والإحترازات الصحية والسلامة العامة؛ ويعود الناس لمكاتبهم في معظم دوائر القطاعين العام والخاص بنسبة مائة بالمائة؛ والحمد لله تعالى على هذا الإستقرار الذي جعل الأردن من أوائل ثلاثة دول على مستوى العالم في شأن محاربة فايروس كورونا؛ وباتت التجربة الأردنية الناجحة في هذا الشأن مدرسة حضارية عالمية نفخر بها.
٤. نقابة المعلمين: ملف نقابة المعلمين عاد ليطفو على السطح بعدما تم إغلاق مقرات النقابة من خلال المدعي العام والبدء بمحاسبة القائمين عليها كنتيجة لأخطاء وقعوا فيها؛ ما أثار منتسبي النقابة وعاودوا المطالبة في كثير من العلاوات الفنية والمالية بعدما أوقفتها الحكومة خلال هذا العام لهم ولكل موظفي القطاع العام بما فيه أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والجيش الأبيض من القطاع الطبي الذين عمل ويعمل في الميدان وفي مواجهة فايروس كورونا وعلى أطول خط المواجهة معه؛ كثيرون بالطبع مع المعلم وأنا منهم دعماً لكرامته ومدخولاته وغيرها؛ لكني وكثيرون غيري حتماً نختلف مع النقابة في أسلوبها بتسييس النقابة والتعليم وتحويل المطالبية إلى مواقف إنتهازية سياسية والبدء بالإضرابات للي ذراع وزارة التربية والتعليم والحكومة وخسارة أبناءنا لحقهم التعليمي الذي كفله الدستور؛ والأولى الكف عن ذلك واللجوء للحكمة في القرار لتسير الأمور التعليمية في الإتجاه الصحيح وليكون الجميع في خندق الوطن لا عُصياً في دواليبه.
٥. الإشاعات: بحر من الإشاعات طفت على السطح كلها غير صحيحة ولا تمت للحقيقة بصلة فيما يخص موعد تغيير الحكومة وأسماء المرشحين لتشكيل حكومة جديدة وموعد حل مجلس النواب؛ ووضع ضمان وزارة التربية والتعليم؛ وموعد الموجة الثانية لكورونا؛ وتغيير رؤساء بعض الجامعات الرسمية؛ وغيرها من الإشاعات؛ لكن المطلوب أن يتبيّن الناس هكذا إشاعات وإستقاء المعلومة من مصدرها الرسمي.
٦. التعليم: كثيرون ما زالوا يتساءلون عن طبيعة التعليم في الفصل الدراسي الأول القادم؛ وهل هو بالطريقة التقليدية والذهاب للحرم المدرسي أو الجامعة أم عن طريق التعليم عن بُعد؛ والأمور فعلياً تعتمد على الوضع الوبائي لكنها على ما يبدو تتجه للعودة للمدارس والجامعات؛ وأنّى كانت طريقة التعليم فستكون لخدمة أبناءنا وبناتنا الطلبة وصاحب القرار في ذلك مجلسي التعليم العالي ومجلس التربية والتعليم.
بصراحة: حديث الناس في العيد يكون دوماً في الشأن العام عن طريق فرصة التلاقي الإجتماعي بين الناس وتلاقح الأفكار والتشبيك المجتمعي؛ ومع ذلك فهو مفيد جداً للمرحلة القادمة للبناء على كل شيء إيجابي ويدخل منظومة الإصلاح الشامل؛ وفي ذات الوقت يشكل ثقافة مجتمعية معززة للحوار الوطني؛ ونتطلع لأن يحمي الله الأردن قيادة وجيشاً وأجهزة وشعباً ونظرتنا دوماً متفائلة وتفاءلوا بالخير دوماً تجدوه.
صباح الوطن الجميل