في زمن جائحة كورونا وما تعانيه الإقتصادات العالمية؛ فإننا أحوج ما نكون للتكافل الإجتماعي ودولة التكافل والتي يمكن أن تأخذ عدة صور وآليات على الأرض من خلال بث روحيّة العطاء لدى كل الناس، وهذه الروحية ربما تتم بتشاركية في كل شارع وحارة وقرية ومدينة وبادية ومخيّم وفي كل زمان ومكان، فالقادرون والمليئون مالياً يعطون بسخاء والمحتاجون يأخذون دون مِنّة، ومن يُنعتون بالجشعين والطمّاعين ويأخذون دون حاجة أقلّاء وسيتلاشون مع الزمن حتى يصبح مجتمع التكافل رتيباً ويُحبّ بعضه بعضاً:
1. ونحن نقترب من عيد الأضحى المبارك ورمزية التضحية علينا جميعاً الإستعداد لذلك لنضع شيئاً ولو يسيراً في موازين حسناتنا ولنمتلك روحية العطاء عملاً لإسعاد الآخرين، فالحياة دون عطاء لا قناعة ولا رضا فيها.
2. إحدى صور التكافل الإجتماعي إيجاد "ثلاجة الخير" في كل حارة أو شارع أو أمام دور العبادة والمدارس والجامعات والمولات وغيرها في أردن الخير، فيقوم أحد المحسنيين أو مجموعة منهم بشراء الثلاجة ووضعها في مكان عام، ويُغذّيها أهل الخير بالمواد التموينية والمشروبات، ويُكتب عليها "خُذ ما تريد فهي هدية لك وضع ما تريد فهي هدية منك" أو "خُذ ما يكفيك وأترك الباقي لغيرك"، فينهل المحتاجون منها ما يريدون دون مِنّة ويبارك المحسنون العطاء، وتبقى ثلاجة الخير مليئة بالمواد.
3. ربما نفس الفكرة يتم تعميمها على الأسواق العامة والمولات ومحلات الخضار والفواكة والمخابز وغيرها، وذلك بتخصيص مكان جانبي يُغذّيه أهل الخير بالمواد وفق الحاجة وينهل منه المحتاجون لنُحقق مجتمع التكافل دون هدر للأموال والمواد.
4. هذه الصور والأفكار والمبادرات ستنعكس حتماً على المجتمع بالرضا والقناعة والسلم المجتمعي والتكافل، وبذلك يُزكّي الناس أموالهم ليُحبّوا ويغبطوا بعضهم البعض وننبذ مجتمع الكراهية.
5. ثلاجة الخير وغيرها من المبادرات والأفكار المشابهة تُعزّز التفاؤل والأمل في دولة التكافل التي دعى لها جلالة الملك مراراً، ليُغبط فقراءنا أغنياءنا ويحترم مُحتاجينا كل من لديهم ملاءة مالية دون حسد أو كراهية.
6. نحتاج لإطلاق هكذا مبادرة على مستوى الوطن لنُعزّز في شبابنا وكل الناس روحية العطاء ومجتمع المحبة والتكافل والصدقات والإنسانية والكرم والسخاء، فالكرماء جنود مجهولون والمستفيدون غير معروفون لهم.
7. نحتاج لإطلاق سلسلة من مبادرات التكافل الإجتماعي للمساهمة في القضاء على الفقر ودحر جيوبه في كل رقاع الوطن، وهذا لا يمكن أن يتم إلّا بتشاركية بين الحكومة والمواطنين الكرماء.
بصراحة: ثلاجة الخير وما شابهها من أفكار للتكافل الإجتماعي تشكّل خطوة على طريق دولة التكافل، وربما التوقيت الآن في زمان ذي الحجة وقرب عيد الأضحى المبارك هو خير زمان لإطلاق حُزمة من المبادرات الخيرية لأجل المساهمة في مساعدة الفقراء والمحتاجين ليكون هذا الوطن بوتقة الأمن والتكافل الإجتماعي والخيركُلّه.
صباح الخير والتكافل والعطاء