نبض البلد -
حديث الوسط الجامعي وكل المهتمين هذه الأيام يدور حول الفصل الصيفي القادم وهل سيكون بالتعليم عن بُعد أم بالتدريس في الحرم الجامعي أم خليط بين التدريس في الحرم الجامعي والتعليم عن بُعد؟ وبالطبع كان قرار مجلس التعليم العالي وفق قرار رقم ٧ المنبثق عن قانون الدفاع ينص على التأكيد على 'أن الفصل الصيفي قائم في موعده وفقاً للتقويم الجامعي لكل جامعة' وكذلك 'يُفوّض مجلس التعليم العالي باتخاذ القرار الذي يراه مناسباً بخصوص تمديد مدة كل من الفصلين الدراسي الثاني والصيفي من العام الجامعي 2019/2020 عن المدة المقررة لكل منهما في مؤسسات التعليم العالي'؛ أي أن مجلس التعليم العالي هو صاحب الإختصاص والولاية في تحديد ماهية الفصل بناء على الوضع الوبائي لجائحة كورونا وتوصيات لجنة الأوبئة وكذلك أسس ومعايير أخرى بشأن الطلبة الوافدين والمغتربين وتواجدهم حالياً في بلدانهم خارج الأردن وعدم السماح لهم في مغادرة بلدانهم وفق الوضع الوبائي فيها ومنحهم الفرصة في متابعة تعليمهم كحق لهم في الفصل الصيفي؛ وكل هذه العوامل مجتمعة جعلت الترقّب والإنتظار عند الإدارات الجامعية والطلبة والأهل وأعضاء هيئة التدريس وحتى سفارات الطلبة الوافدين يتطلعون لغايات حسم الموضوع أو على الأقل وضع خيارات عملية وواقعية لذلك بأسرع فرصة من قبل مجلس التعليم العالي ورئيسه معالي الوزير لتبني الجامعات برامج الفصل الصيفي وخطط عودتها للحرم الجامعي على أساسه؛
١. أعلم بأن صُنّاع القرار في مجلس التعليم العالي متنبّهون لهذا الأمر ويدرسون خياراتهم بشأن الفصل الصيفي؛ لكن الوقت يداهم الإدارات الجامعية والطلبة والأهل لإتخاذ قراراتهم وجدولة أوقاتهم وتخطيطهم لهذا الفصل لغايات البناء على قرار المجلس بهذا الشأن فهم لا يمتلكون ترف الوقت.
٢. معظم الجامعات بنت برامجها للفصل الصيفي على أنه سيكون بالتعليم عن بُعد وخصوصاً الجامعات التي تحوي طلبة وافدين بنسب عالية لغايات منحهم فرصة التسجيل للفصل الصيفي وخصوصاً أنه لن تسمح لهم بلدانهم بالسفر للأردن خلال الصيف؛ وإن تم ذلك فسيتم حجرهم لمدة ٣١ يوماً وهذا سيجعلهم يفقدون الفصل الصيفي؛ وهذا الخيار يخدم الطلبة الأردنيين والوافدين بغض النظر عن الوضع الوبائي؛ وخصوصاً أن الجامعات كلها رفعت موادها على نظام التعليم الإلكتروني وتجربتها باتت غنية بذلك منذ الفصل الثاني الحالي الذي حقق نجاحاً من وجهة نظر الجميع.
٣. بعض الجامعات وضعت برنامجين للفصل الصيفي إحداها عن بُعد والثاني في الحرم الجامعي كخيارين عمليين لكسب الوقت والإعلان للطلبة للتسجيل؛ وهذا الخيار أيضاً فيه قيمة مضافة للطلبة الوافدين على أن يبقوا في بلدانهم؛ ولكن فيه مثلبة وعدم مساواة أو حتى عدم عدل للطلبة على أرض المملكة بغض النظر أنهم أردنيون أم وافدون.
٤. الخيار الثالث بأن يكون برنامج صيفي من نوع واحد للجميع للتعليم في الحرم الجامعي؛ وهذا بالطبع يحرم الطلبة الوافدين من حقّهم في التعليم ويظلم الجامعات الخاصة تحديداً في إستقطاب الطلبة الوافدين وضمان تدفقاتها النقدية لدفع رواتب العاملين؛ كما أنه يشكّل خطراً لا سمح الله تعالى في حال الإنتشار الوبائي في الحرم الجامعي.
٥. الخياران الأكثر واقعية وعملية وتحققان مصلحة فُضلى للطلبة هما الخيار الأول في التعليم عن بُعد وهو الأفضل من وجهة نظري أو أقلها الخيار الثاني في وضع برنامجين واحد للتعليم عن بُعد لمن هم خارج الأردن والثاني في الحرم الجامعي لمن هم داخل الأردن؛ وهذا حتماً سيراعي المصلحة الفضلى للطلبة وفق قرار الدفاع ٧ وقرارات مجلس التعليم العالي السابقة في هذا الخصوص والتي جاءت لصالح أبناءنا وبناتنا الطلبة مع المواءمة بين الوضع الوبائي وجودة التعليم ومخرجاته.
٦. كنتيجة لتباين تواريخ بدء الفصل الصيفي بين الجامعات الرسمية والخاصة؛ نحتاج اليوم قبل الغد لتحديد ماهية وطبيعة التعليم في الفصل الصيفي للبناء عليه صوب برمجة مواعيد وبرامج وأوقات وقرارات ومخططات كل الأطراف في العملية التعليمية التعلمية؛ ولحسم حالة الجدل والترقّب الناجمة عن ذلك في الجسم الطلابي والأكاديمي.
٧. نتطلّع لخدمة بناتنا وأبناءنا الطلبة بتحقيق المصلحة الفضلى لهم وفق توجيهات سيدي صاحب الجلالة الهاشمية للحكومة الرشيدة بهذا الشأن؛ والأسلم والأكثر تحوطاً في هذا الظرف الدقيق بأن يتم إتخاذ قرار بالتعليم عن بُعد في كل الجامعات الرسمية والخاصة للفصل الصيفي الحالي ليعود الجميع بعدها للحرم الجامعي مطلع الفصل الدراسي الأول القادم براحة الجميع دونما أي تبعات أو مخاوف أو قلق لا سمح الله تعالى.
بصراحة: نتطلّع بأن يحسم مجلس التعليم العالي أمره في شأن طبيعة وآليات التدريس في الفصل الصيفي بعد التشاور مع الجامعات كافة من خلال معالي الوزير رئيس المجلس الذي دأب على هذه السياسة التشاركية الحكيمة؛ والمؤشرات والحيثيات واضحة للعيان بشأن المصلحة الفضلى للطلبة والجامعات وكل الأطراف بأن يكون هذا الفصل بالتعليم عن بُعد -بغض النظر عن آلية إحتساب العلامات سواء مئوية أو غيرها- إستكمالاً لما قامت به الجامعات بنجاح في الفصل الثاني الحالي وخصوصاً أن الفصل الصيفي عدد ساعاته قليلة ويشكّل خياراً وليس إجباراً للطلبة كافة.