سلوكيات "كورونية" حميدة

نبض البلد -
 

أضفى الحجر الصحي الكثير من التغييرات على حياتنا اليومية وعاداتنا وعلى كيفية التعامل مع المناسبات والتجمعات الإجتماعية، التباعد الإجتماعي كان وما يزال عنوانا" لمرحلة لا نعرف إلى متى سيستمر؟

وقد استوقفتني بعض السلوكيات التي أصبحت جزء" من ممارساتنا أثناء فترة الحظر وبإعتقادي أنه لا ضرر من الإستمرار في بعض منها وإعادة ترتيبها بحيث تصبح جزء من نظام حياتنا المستقبلية وأطرح هنا بعضا" منها:

- عمان، عاصمتنا الحبيبة كانت تعاني قبل الجائحة من أزمات خانقة، في فترة الحظر تعاملنا مع نظام الزوجي والفردي للمركبات، الآن ونحن في طريق العودة إلى الحياة الإعتيادية بدأت تظهر ملامح الأزمة من جديد، يحدث ذلك في وقت يتزامن مع نية أمانة عمان بدأ تسيير بعض مسارات باص عمان السريع، بإعتقادي أنه من المجدي بمكان الإستمرار في هذه التجربة في مدينة عمان لأن ذلك سيصب بالتأكيد في مصلحة الإستعمال لهذه الباصات وتعويد الجميع على إستخدام وسائل النقل العام، سنجني من ذلك الفوائد الكثيرة وسنضرب عصفورين بحجر واحد منها تخفيف الأزمة والحد من التلوث والتوفير المادي أيضاً لعدم إستخدام السيارات، لا شك أن ذلك يتطلب من الأمانة العمل على توفير المواقف في مواقع محطات الإنطلاق لهذه الباصات. أعتقد أن الوقت هو مناسب لأمانة عمان للأخذ بقرار مثل هذا.

- موضوع آخر وبما أننا نقول دوما" أننا دولة قانون ومؤسسات، ويتعلق بتطبيق قانون الصحة العامة، خاصة فيما يتعلق بمنع التدخين في الأماكن العامة، كثيرون من كانوا يضيقون برؤية كيف كان يتم إنتهاك هذا القانون بالتدخين في أماكن عامة، مثل مجلس النواب، خاصة" في الجلسات أو في قصر العدل أو في الوزارات أو حتى بالمستشفيات، أعتقد أنه قد حانت الفرصة الآن للبدء في تطبيق القانون وخاصة" أنه أصبح جلياً وواضحاً التحول في عقليتنا فيما يخص مواضح الصحة العامة والحرص على تطبيقها، أرى أن الفترة القادمة ستكون مناسبة" لتطبيق موضوع مثل هذا وخاصة" إذا علمنا عما يقال عن مخاطر التدخين في زيادة نسبة الإصابة بالفيروس.

- التجمعات العامة والتي تحدث أثناء المناسبات العامة، الزواج، العزاء أو الجاهات المختلفة، بإعتقادي أنه من الممكن التخلي عن بعض من هذه التجمعات والتي كانت تشكل عبئاً على الكثيرين وغير ضرورية في كثير من الأحيان وكانت تشكل فقط ضياعا" للوقت ومدعاة للتسابق بين الكثيرين، لقد حان الوقت لإختصار ما هو غير ضروري من هذه المظاهر والتي من الممكن أيضاً أن تشكل خطورة على صحة البعض. في هذه الحالة يقع علينا كمواطنين واجب تغيير عاداتنا.
- أوقات فتح الأسواق والمحلات والمولات، بإعتقادي أنه من الواجب إعادة النظر بأوقات فتحها المستمر ويجب تنظيم هذه المسألة كما يحدث في كل دول العام، إغلاق المحلات في المساء من شأنه أيضاُ توفير الكثير من الطاقة الكهربائية وتوزيع إستعمالها في أوقات منظمة بالنهار والليل. أذكر أن لدى أمانة عمان منذ عام 2014 مسودة لنظام يحدد دوام المحلات الرسمي للعديد من النشاطات التجارية والمهنية والصناعية ولم يجري تطبيقه وكان مطلباُ للمواطنين، أرى أن الوقت الحالي ملائم جداُ للبدء بنظامٍ يشمل جميع المحلات في المملكة وهذا سيخفف حدة الكثير من الفواتير سواء على الدولة أم على المنشآت الصغيرة وبالتالي التخفيف من حدة التلوث أيضاُ في هذه الحالة وسينظم حياتنا للأفضل.

الآراء تختلف بما يخص كيف ستكون حياتنا بعد الإنتهاء من هذه الجائحة؟ بالتأكيد أن حياتنا لن تكون أبداً كما كانت في السابق هناك بعض من السلوكيات التي يجبأن نستمر بها وبعض ما يجب أن نرميه خلفنا والوقت الحالي هو الأكثر ملائمة للتغيير .