في الذكرى الأولى لوفاة والدي الحاج طالب مفلح سطعان عبيدات 'أبو محمد' رحمه الله تعالى؛ أستمطر شئابيب الرحمة على روحه الطاهرة وأدعو الله مخلصاً أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى وفي عليين مع الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين.
في هذا اليوم أستذكر الرجل العصامي الذي ضحّى بالغالي والنفيس على سبيل أن يقدّم للمجتمع نتاجاً في القوى البشرية الكفؤة والخُلق الرصين؛ فكان نموذجاً يحتذى في التربية وصناعة الرجال؛ وجعل من مخرجات الرجل العسكري أساتذة جامعات وعلى خطاكم في الخُلق القويم.
وفي هذا اليوم أستذكر الإنسان الذي كان على خُلق ولم يسيء لشخص بحياته فكان رحيماً متسامحاً وكان وفياً وطيباً مع كل الناس؛ فنال محبة كل الناس.
وفي الذكرى الأولى لوفاة والدي الحنون أستذكر حُبّه لكل الناس فلم يطرق الكُره أو الظُلم أو مجتمع الكراهية يوماً بابه لأنه كان محباً للبعيد مثل الصديق والقريب؛ فأحبّة كل من عرفه.
وفي هذا اليوم أفتقدك يا والدي الغالي لأنك كنت أباً وفياً وزوجاً صالحاً وصديقاً لأبناءك وبناتك وكل من عرفك؛ ولهذا بكاك كل من عرفك من قريب أو بعيد.
أضرع إلى الله تعالى أن يكلأك برعايته ويدخلك الجنة والجميع من باب الريان ويجمعنا بك بالفردوس الأعلى؛ فلقد إشتقنا لكم ولجلساتك التي كانت لا تخلو من الدعابة والمرح وإدخال السرور والفرح على كل مَن جالسْت.
أستذكر في ذكرى وفاتكم بأنكم كنتم مدرسة وربما جامعة في إيثارك وحبّك للآخر؛ وكنت ممن ضحّوا بحياتهم على سبيل تنشئة الجيل الشاب لتقديم المفيد لمتمع والوطن.
إشتقنا لكم وإشتاقت لكم أسرتكم من زوجة وأبناء وبنات وأنساب وأحفاد؛ وإشتاق إليكم أحفادكم ممن كنت تداعبهم حبّاً وإحتراماً وتخلق البسمة على محيّاهم.
في الذكرى الأولى لوفاتك يا غالي أستذكر جهادك للعمل لبناء أسرتك بالتعليم والعمل لغايات أن لا يحتاج أبناؤك وبناتك أحد؛ فخلقت العصامية والتطلع للأمام صفة مثلى لكل واحد فينا.
في الذكرى السنوية الأولى التي مرّت كومض البارق اللماح؛ فهمت الآن بأنه لا طعم ولا لون ولا رائحة للحياة بدونك لأنك كنت تمثّل نموذج روحية العطاء ونبراساً لكل مرحلة في حياتك.
في ذكراك الأولى فهمت بأن الحياة لا تستحق جناح بعوضة؛ وفهمت بأننا نلهث وراء سراب؛ وبأن علينا أن نزهد ونُحبّ كل الناس؛ وفهمت بأن كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام.
في ذكرى وفاتك الأولى يا والدي الغالي لن أنسى بزّتك العسكرية ومدلولاتها الوطنية وتربيتك لنا على حبّ الوطن ومؤسساته.
مهما كبرت يا أبتي سأبقى طفلاً في حضرتكم وتلميذاً في مدرستكم الأخلاقية وسأبقى الجندي في معسكركم الوطني ومتدرباً في صنائعكم وعطائكم الموصول وصدقاتهم الجارية.
رحمك الله رحمة واسعة يا والدي الغالي وإلى لقاء معكم بالجنة في الفردوس الأعلى بحول الله تعالى.
ولدكم المحبّ
أبو بهاء