نبض البلد -
تراجع أعداد الإصابات في فايروس كورونا تُعدّ موشراً إيجابياً لنجاحات الدولة الأردنية والمتمثلة في توجيه خلية الأزمة ومركز الأمن وإدارة الأزمات والتي يرعاه جلالة الملك حفظه الله ورعاه؛ كما أن جهود الأردنيين بالإلتزام لدعم الجهود الرسمية دوماً على قدر مضاء عزم قائدهم؛ فكما أثبتت الدولة الأردنية أنها نموذج يحتذى في إدارة أزمة وباء كورونا؛ يُثبت الشعب اليوم من جديد بأنه مدرسة لا بل جامعة في الحضارية ومستوى الإلتزام بتطبيق التعليمات لغايات المحافظة على الوطن وسمعته والمواطن وصحته وسلامته؛ فاليوم وبعد فك الحظر الجزئي والقرب من عودة القطاعات الإنتاجية؛ ظهر الأردنيون مشياً في الشوارع وصفوفاً متباعدة أمام البقالات والمتاجر وكذلك إستخدامهم للمركبات المرخصين منهم ليسجّلوا فعلاً نموذجاً حضارياً متقدماً ولا أحلا:
١. عندمًا عوّل قائد الوطن على الأردنيين بقوله أنتم قدّها كان يعلم قدرات وتصرفات الأردنيين وأنه دوماً يبني تكهّناته لا بل يقينه على مقدار حالة الوعي التي يلمسها لديهم وحبّهم لوطنهم ووقوفهم في خندق الوطن دوماً.
٢. المناظر الحضارية التي بثّتها محطات التلفزة والصحف والمواقع الإلكترونية لدرجة الإلتزام العالية لدى كل الأردنيين في الشوارع من حيث الإنضباط والوقوف بالطوابير متباعدين وبهدوء وإلتزامهم بالتعليمات اليوم مؤشر على حُسن مواطنتهم وحبّهم للوطن ومؤشر على التعاون والتكاملية بين الحكومة والشعب ومؤشر على شعورهم بالخطورة من الوباء ورغبتهم بالمساعدة وعدم إيذاء الآخرين.
٣. قرارات الحكومة وخلية الأزمة الأخيرة بشأن فك الحظر الجزئي لغايات التسوّق نهاراً من قبل المواطنين أنفسهم والحظر الكي أحياناً أخرى والتوجه للفتح التدريجي للقطاعات الإنتاجية كانت على صواب لأنها نفّست للمواطنين المحصورين في بيوتهم للخروج وقضاء الحاجات والتسوّق وكذلك العمال العاطلين عن العمل وأرباب العمل والجميع؛ ولكنها في ذات الوقت عوّلت على وعي المواطن لكي لا يساهم في توريط غيره أو نفسه في الفايروس.
٤. التباعد الإجتماعي هو مفتاح عدم إصابة الناس بالفايروس ولذلك سلوكيات اليوم أظهرت تباعداً بمسافة أقلها مترين بين المواطنين إبان التسوّق والعمل وهذا دليل وعي وحضارية عند الناس الذين باتوا يعلمون بأن تباعدهم الإجتماعي ضرورة وليس ترفاً.
٥. العلم والمعرفة عن الفايروس عند الناس بإضطراد وانعكس ذلك على سلوكياتهم في العزل المنزلي وكذلك إبان تواجدهم في الطرقات على سبيل قضاء حاجاتهم ومشترياتهم في التباعد الإجتماعي؛ وهذا كله مؤشر حالة وعي وحضارية لا ينكرها أحد.
٦. ظهر في سلوكيات الناس إحترام متبادل بينهم والجيش وقوات الأمن؛ فكلاهما شكر الآخر حيث أثنى أبناء القوات المسلحة على تصرفات المواطنين الحضارية لأنهم لم يزعجوهم البتة؛ وبالمقابل شعور المواطنين كله تقدير وثناء على دور الجيش والأمن لأنهم يعملوا من أجلهم.
٧. مطلوب الإبقاء على التصرفات الحضارية الرفيعة ولتبقى في صعود دائم كدليل على درجة الرقي والسمو التي يمتاز بها الأردنيون وليضربوا مثالاً ولا أروع في حُسن التصرّف والإنصياع للتعليمات الرسمية لأنها تخدمهم وتحافظ عليهم وعلى سلامتهم وصحتهم.
٨. مطلوب أن يبقى الجميع في خندق الوطن وبتابعوا التصرفات الحضارية في العمل والتسوق وزيادة الوعي لتحقيق نتائج متميزة في تجاوز الأزمة والجائحة حتى النهاية؛ فنحن على ما يبدو من النتائج تجاوزنا الفترة الحرجة ويبقى الإنتباه للعائدين من الخارج.
بصراحة: الحضارية عنوان وتصرّف وسلوك على الأرض وليس تنظيراً أو كلاماً في الهواء؛ وهذا هو حال الأردنيون الذين جلهم إنضباط وإلتزام ولا يقبلون بعض التصرفات الدخيلة والفوضى هنا وهناك وإن وجدت فإنهم يصوّبونها للإيجابية؛ ونتطلّع لمزيد من الصعود في الحضارية حتى نرى زوال الغُمة والوباء بحول الله تعالى.
صباح الوطن الجميل