نبض البلد -
بعد نجاح أجهزة الدولة الأردنية في قرب كبح جماح فايروس كورونا؛ وبعد تراجع أعداد المصابين لتنحصر بين العشرة والعشرين وهو شيء طبيعي ومعتدل؛ وبعد إنقضاء أسبوعي الحجر الصحي والعزل المنزلي والحظر الجزئي والشامل؛ وبعد إلتزام الأردنيين في تنفيذ الإجراءات الحكومية على أتم وجه؛ وبعد إبداعات الجيش والأجهزة الأمنية والكوادر الطبية والخدمية وغيرها؛ وبعد كل هذا وذاك والكل قلبه على الوطن؛ فقد حان وقت الإيمان بأن الفايروس عابر للقارات والحدود وأن وصولنا لأرقام الصفر بأعداد المصابين لا يعني الخلاص من الفايروس؛ فغداً أو بعد غدٍ سيتم فتح الحدود وتعود الناس للأسواق وتعجّ المولات بالمتسوقين وتبدأ الفعاليات تلو الفعاليات؛ ولهذا فالمطلوب رفع الحظر التدريجي والتعويل على وعي الناس في الوقاية والمسافات الآمنة والتباعد الإجتماعي:
١. تلميحات الحكومة لرفع تدريجي للحظر من خلال السماح للقطاع الخاص والأسواق بأن تفتح أبوابها تدريجياً في الطريق الصحيح؛ لأن ذلك سيحدث آجلاً أم عاجلاً؛ وبالتالي البناء على الثقافة المجتمعية في الوعي وإتقاء شر الفايروس صواب.
٢. وفعلاً رفع الحظر التدريجي مطلوب لغايات كثيرة منها أننا لا يمكن أن نبقي حدودنا مغلقة والعالم كله قرية صغيرة؛ ولغايات تعزيز ونمو الإقتصاد وتشغيل الناس والبناء على بُعد إقتصادي لما بعد كورونا؛ وللبناء على كفاءة إستراتيجية الدولة الأردني في محاربة الوباء.
٣. رفع الحظر الجزئي تدريجياً سيبقي على حالة الوعي لدى المواطن والحذر المشوب بالتطلع للأمام لدى كل المواطنين لغايات تفادي الفايروس؛ والإبقاء على سلامة الناس وعدم إيذائهم بقصد أو بغير قصد.
٤. رفع الحظر الجزئي حتماً سيعيد الناس لمراكز عملهم على سبيل الإنتاجية والنمو الإقتصادي ليشعروا بقيمة عطاءهم لوطنهم وكسر حالة الملل التي بدأ البعض يتململ ويفصح عنها.
٥. رفع الحظر الجزئي سيعيد الحياة لكل مكان وستعزف سيمفونية الحياة في كل مكان؛ وتبدأ الحركة والحراك للأخذ والعطاء ويخرج الناس من هوس المرض والوباء لحياة الأمل والعطاء.
٦. رفع الحظر الجزئي حتماً سيجعل الحياة الإجتماعية تعود بثوب جديد؛ فالشوق موجود لكنه عن بُعد بالرغم من تعطّش الناس لبعضهم وشوقهم لأن العناق محفوف بالمخاطر؛ ولهذا نتوقع أن تصبح الحياة الإجتماعية شكل آخر مختلف تماماً عن الأيام ما قبل كورونا.
٧. التدرّج في رفع الحظر يجب أن لا يكون على الإطلاق بل بأخذ تغذية راجعة عمّا تؤول إليه كل مرحلة من مراحل الرفع للحظر وذلك بوضع مجسات قابلة للقياس.
٨. مطلوب إجراءات واضحة المعالم لرفع الحظر التدريجي لتحفيز القطاع الخاص وخصوصاً بعد معاناة جزء كبير منهم؛ لكننا نعاود ونطلب الحذر والمجسات والتغذية الراجعة رويداً رويداً كي لا نندم من جديد وتعود البؤر الساخنة لإنتشار الفايروس!
بصراحة: وصلنا لمرحلة التفكير برفع الحظر تدريجياً عن المواطنين لتعود الحياة إلى طبيعتها ونتعايش مع العالم لأن جهود مكافحة الفايروس يجب أن تكون تشاركية وعالمية؛ وفي هذا الصدد علينا الحذر في ذات الوقت لمنع إنتشار الفايروس من جديد؛ ولذلك فالأمر يحتاج لإستراتيجية جديدة من خلية الأزمة التي نعتز بها ونثق بأفعالها التي ترفع رأس الأردن؛ كيف لا وجلالة الملك هو الموجّه والقائد لكل الجهود الوطنية المخلصة لمكافحة الفايروس.